أردوغان يفوز بولاية جديدة لرئاسة تركيا

بوتين والسيسي أبرز المهنئين والليرة تستقبل الفوز بالتراجع

أشخاص يمرون أمام ملصق انتخابي يظهر صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول.
أشخاص يمرون أمام ملصق انتخابي يظهر صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلن الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان فوزه بفترة رئاسية جديدة تمتد لخمس سنوات بعد نجاحه في جولة الإعادة التي جرت بينه هو والمعارض كمال كيليجدار أوغلو اليوم الأحد.

وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينر إن أردوغان حصل على 52.14% من الأصوات مقابل 47.86% لمنافسه كيليجدار أوغلو بعد إحصاء جميع الأصوات تقريباً.

بذلك الفوز يصبح أردوغان أول رئيس ينال 3 ولايات منذ تأسيس الجمهورية التركية في 1923. وبذلك، يكون قد أمضى في السلطة داخل مناصب مختلفة، عقدين من المئوية الأولى للجمهورية.

تحسم النتيجة صراعاً ساخناً بين الرئيس التركي الذي انتهت ولايته منتصف مايو الجاري، ونظيره المعارض الذي عوّل كثيراً على الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي أضرت بشعبية أردوغان مع بلوغ التضخم مستوى 85%، وتراجع قيمة الليرة بحدة أمام الدولار الأميركي.

واجه أردوغان بالفعل تحدياً غير مسبوق في الانتخابات الأخيرة، وفاقم الزلزال الكبير الذي ضرب بعض المدن التركية وخلّف وراءه عشرات آلاف الضحايا من حدة الأزمات التي هددت بقاءه في السلطة.

اقرأ أيضاً: كيف تطور اقتصاد تركيا خلال عقدين من حكم أردوغان؟

بالنسبة للمستثمرين، فإن السؤال الأكثر إلحاحاً الآن هو ما إذا كان سيلتزم الرئيس التركي بوعده بالحفاظ على سياسة اقتصادية تسببت في النزوح الجماعي للأموال الأجنبية. وبالنسبة للسياسة الخارجية يُراقب زعماء العالم كيفية حفاظ تركيا على توازنها الدقيق بين حلفاء الناتو وروسيا بينما يواصل الرئيس فلاديمير بوتين شن الحرب في أوكرانيا.

مع إعلان أردوغان فوزه، تراجعت الليرة التركية إلى 20.05 مقابل الدولار، وهو رقم قريب للغاية من أدنى مستوى قياسي بلغ 20.06 والذي سجلته الليرة أمام العملة الأميركية يوم الجمعة الماضي. وتراجعت الليرة بأكثر من 6% منذ بداية العام، بحسب "رويترز".

أردوغان الذي شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول عام 1994، وفُصل في 1997 بعد سجنه على خلفية قصيدة ألقاها أمام الجماهير في مدينة سيرت، قرر مع أصدقائه تأسيس حزب "العدالة والتنمية" في أغسطس 2001 عقب حظر "حزب الرفاه" ذي التوجهات الإسلامية، ليبدأ أولى خطواته نحو حكم البلاد.

وفي 2002 فاز حزب أردوغان الجديد بنحو 35% من الأصوات بالانتخابات العامة، ليصبح صاحب أكبر كتلة في البرلمان، ومن ثم يتأهل لتشكيل حكومة. وفي 2003، أصبح أردوغان رئيساً للوزراء، ليبدأ عقدٌ من الازدهار الاقتصادي، وارتفاع مستويات المعيشة نتيجة طفرة في البنية التحتية، والتصنيع بأنواعه، والاستثمار الأجنبي، كما ارتفع حجم الاقتصاد التركي بصورة لافتة.

اقرأ أيضاً: الرئيس التركي أردوغان يستعد لعقد ثالث في السلطة

استمر أردوغان في منصبه رئيساً للوزراء حتى عام 2011، وفي عامي 2014 و2018، انتُخب رئيساً للبلاد لفترتين، وفي أكتوبر 2017 وافق الأتراك في استفتاء على تعديلات دستورية تقضي بتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، وطال هذا التغيير انتقادات كبيرة، اعتبرت أن أردوغان يقود البلاد إلى "نهج ديكتاتوري"، بعدها تمكن من الفوز بالانتخابات الرئاسية وتولى منصبه الجديد بصلاحيات كبيرة.

لم يحقق أردوغان (69 عاماً) الفوز خلال الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم 14 مايو الجاري، إذ حصل على 49.5% من الأصوات، لتتجه تركيا إلى جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في تاريخها. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية، اليوم، أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغت 83.99%.

تشغل تركيا عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ومن شأن فوز أردوغان أن يعطي مؤشراً على استمرار نهج السياسة الاقتصادية، في ظل انخفاض الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار خلال عقد، فضلاً عن السياسة الخارجية، التي أثارت غضب الغرب بسبب تنمية أنقرة لعلاقاتها مع موسكو.

بينما يقول الاقتصاديون إنَّ تركيا ستضطر للعودة إلى صنع السياسات التقليدية؛ فإنَّ هذا الانتقال سيكون أبطأ في ظل حكم أردوغان. وستكون استعادة المستثمرين العالميين "مهمة ضخمة"، مما يتطلب عدم انتقاء كامل لمزيج السياسة الاقتصادية للبلاد، وفقاً لما قاله سيلفا بهار بازيكي من "بلومبرغ إيكونوميكس".

وهنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، نظيره التركي، قائلاً: "فوزك في الانتخابات نتيجة طبيعية لعملك المتسم بنكران الذات كرئيس لتركيا". وأضاف: "انتصارك دليل واضح على دعم الشعب التركي لسياستك الخارجية المستقلة"، كما هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أردوغان، وبعث رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، برقية تهنئة إلى الرئيس التركي، وكذلك فعل رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان.