المؤسسات المالية تقود صعود الأسهم الأميركية وتراجع السندات

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الجمعة 26 أغسطس 2022. يوم جديد من المكاسب القوية شهدته الأسهم الأميركية الجمعة 21 أكتوبر 2022
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، يوم الجمعة 26 أغسطس 2022. يوم جديد من المكاسب القوية شهدته الأسهم الأميركية الجمعة 21 أكتوبر 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت الأسهم الأميركية في تعاملات الثلاثاء، إذ عززت أسهم المؤسسات المالية آمال المستثمرين في أن يمتد صعود مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" الأخير قريباً إلى نطاق أوسع، شاملاً قطاعات أخرى غير قطاع التكنولوجيا.

سجل المؤشر المعياري صعوداً بنسبة 0.2% بسبب ما أدى إليه تدهور سهم "أبل" من تبدد القوة الدافعة وراء قطاع التكنولوجيا، غير أن أسهم البنوك الإقليمية التي ضربتها الأزمة عادت إلى الارتفاع. وأضاف مؤشر البنوك الإقليمية "كيه بي دبليو" 5.4% إلى قيمته، بينما تقدم مؤشر "راسل 2000" بنسبة 2.7%.

قال ستيف سوسنيك، رئيس الاستراتيجية في شركة "إنترأكتيف بروكرز" (Interactive Brokers): "من السابق لأوانه أن نقول إن المستثمرين يقبلون على صيد الأسهم التي بلغت مستوى القاع، أو أن ما يحدث يعد رهاناً حقيقياً على أن هذه الأسهم شديدة الحساسية إزاء حالة الاقتصاد –وكثير منها لا يحقق أرباحاً– هي وجهة الاستثمار المفضلة. غير أن الأداء الفائق الذي رأيناه في مؤشر (راسل 2000) يوم الجمعة واليوم جدير بالملاحظة بسبب أنه قد يفجر مخاوف تراجع مساحة الصعود".

مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" على مشارف موجة ارتفاع في الأسواق، غير أن الحالة السائدة في مختلف الأسواق العالمية يشوبها الحذر مع تشكك بعض المستثمرين فيما إذا كانت الأسواق ارتفعت بسرعة زائدة بسبب الضجة التي تحيط بالذكاء الاصطناعي.

للمرة الثانية في ثلاثة أيام، تفوق مؤشر "راسل 2000" على مؤشر "ناسداك 100" الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، بنحو 2.5 نقطة مئوية على الأقل. ولم يحدث منذ نوفمبر 2020 أن سجلت أسهم الشركات صغيرة الحجم تفوقا متواتراً وكبيراً مثلما يحدث اليوم.

مستثمر قديم في "إنفيديا" يقلص حيازته وسط اشتداد الهوس بالذكاء الاصطناعي

مخاطر تحيط بالاقتصاد العالمي

قال مايكل رينولدس، نائب أول الرئيس لاستراتيجية الاستثمار في شركة "غلنميد" (Glenmede): "من السهل أن ننظر إلى أسهم التكنولوجيا بوصفها مؤشراً على حركة سوق الأسهم بوجه عام. غير أننا إذا كنا نتوقع أن نشهد تطوراً كبيراً في السوق، فسيكون ذلك انعكاساً لزيادة الثقة في أوضاع الاقتصاد ككل".

قال البنك الدولي في تقرير يوم الثلاثاء إن الاقتصاد العالمي في وضع محفوف بالمخاطر حيث أثرت الزيادة الحادة في أسعار الفائدة على نشاط الاقتصاد وأثارت نقاط الضعف في البلدان ذات الدخل المنخفض.

البنك الدولي: الاقتصاد العالمي في وضع غير مستقر

أدت هذه المخاوف إلى هبوط أسعار الأسهم. ولكن مع استمرار ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة، يتوقع المستثمرون أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه في يونيو، مع بقاء خيار رفع أسعار الفائدة مفتوحاً في وقت لاحق. وقال نائب رئيس البنك السابق ريتشارد كلاريدا يوم الثلاثاء إنه لا يرجح أن يبدأ البنك المركزي الأميركي في خفض أسعار الفائدة حتى عام 2024.

قال سام ستوفال، رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة "سي إف آر إيه" (CFRA): "أعتقد فقط أن كثيراً من المستثمرين يتخذون موقفاً سلبياً للغاية"، عادة ما ترتفع الأسهم بعد توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة، "مما يعني أنه إذا لم يتجاوز ارتفاع المؤشرات 20% أو تغلق السوق فوقها مسبقاً، فمن المحتمل أن يحدث ذلك بعد توقف البنك بوقت قصير".

مزاحمة الخزانة على السيولة

مما يعزز معنويات المستثمرين أيضاً أنَّ عدداً متزايداً من المستشارين لا يعتقدون أن الأسهم ستتضرر كثيراً من احتياجات وزارة الخزانة بعد تعليق سقف الديون.

قال توماس سيمونز، اقتصادي أول في شركة "جيفريز" (Jefferies): "كان هناك خطر من أن يأتي إصدار سندات وأذون خزانة بشكل أسرع، وأنه ربما يؤدي إلى سحب الأموال بعيداً عن الاستثمار في الأصول الخطرة، لكنني أقل قلقاً بشأن ذلك الآن".

أثر إعلان مزاد سندات الخزانة على أوراق الخزانة قصيرة الأجل يوم الثلاثاء، بينما لم تتغير سندات الخزانة لأجل 10 سنوات كثيراً.

وفي السلع الأولية، تخلى النفط عن مكاسبه التي حققها بفضل أنباء خفض الإمدادات السعودية، مما أدى إلى تراجع أسهم الطاقة بما في ذلك سهم "شيفرون". وارتفعت أسعار القمح بعد أن قالت أوكرانيا إن القوات الروسية فجرت سداً عملاقاً في جنوب البلاد. ولم تشهد أسعار الذهب تغييراً يذكر.

في أوروبا، تراجع اليورو وارتفعت السندات الألمانية بعد أن قال البنك المركزي الأوروبي إن توقعات التضخم للمستهلكين في منطقة اليورو تراجعت بشكل كبير في أبريل.

رفعت أستراليا أسعار الفائدة على غير المتوقع يوم الثلاثاء وأبقت الباب مفتوحاً لزيادات أخرى، مما أدى إلى ارتفاع عملة البلاد.

وفي تركيا، انخفضت الليرة لليوم الحادي عشر، في طريقها لأطول سلسلة من الخسائر منذ أكثر من عام، وسط تكهنات بتدخل حكومي أقل في الأسواق.

الأميركيتان