ماذا تكشف أرباح تكرير النفط عن حالة السوق؟

المستثمرون يبحثون عن أي علامات تشير إلى اتجاه السوق وسط حالة من الغموض

تجهيزات معالجة وتكرير النفط
تجهيزات معالجة وتكرير النفط المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبحث المستثمرون عن أي علامات واضحة حول اتجاه السوق، في ظل صورة غير مؤكّدة حول العرض والطلب في سوق النفط.

كانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت الأحد الماضي عن تخفيضات أحادية الجانب في إنتاج الخام، إضافة إلى تخفيضات الإنتاج التي تعهدت بها بالفعل مع الدول المنتجة الأخرى. وارتفعت العقود الآجلة للنفط بشكل مبدئي، ثم تراجعت مرة أخرى بسبب مخاوف السوق بسبب حالة عدم اليقين بشأن مستوى الطلب.

لكن الأرباح التي تجنيها مصافي التكرير من تحويل النفط الخام إلى وقود مثل البنزين والديزل زادت بوتيرة بطيئة خلال الأسابيع العديدة الماضية، مما يشير إلى أن نمو استهلاك المستخدم النهائي على الأقل قد توقف.

طلبت "بلومبرغ" مؤخراً من ثلاثة محللين للطاقة طرح آرائهم بشأن هوامش الأرباح الرئيسية، واتجاهاتها وما الذي تكشفه بشأن حالة السوق.

مصافٍ آسيوية تطرق أبواب روسيا وأفريقيا للحصول على النفط

إليكم إجاباتهم عن هذه المسائل:

كبلر

قال يابينغ وانغ، كبير محللي التكرير في شركة "كبلر" (.Kpler Ltd): "أتوقع أن ترتفع هوامش مصافي التكرير، ولكن ليس بالقدر الكبير". وأضاف أنه على الرغم من أن موسم القيادة الصيفي والطلب الموسمي على زيت التدفئة خلال فصل الخريف بأميركا يُفترض أنهما سيرفعان هوامش التكرير، فإن المؤشرات الاقتصادية في الصين مازالت ضعيفة.

وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة، فإن مخزونات البنزين في أميركا حالياً عند أدنى مستوى لها في هذا الوقت من العام منذ 2014 على الأقل. وبالنسبة إلى نواتج التقطير، تتطابق المخزونات مع أدنى مستوى موسمي منذ عام 2004.

تابع وانغ: "المستوى الحالي لمخزون البنزين في الولايات المتحدة غير مُستدام، لذا يجب أن يحدث تطور ما".

وود ماكنزي

يعد هذا العام "مختلفاً تماماً" عن 2022، وفقاً لشركة "وود ماكنزي" (.Wood Mackenzie Ltd). فقد سادت في العام الماضي حالة من الخوف لدى الدول الغربية بسبب فقدان إمدادات الديزل الروسي نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا. والآن، يحدد الطلب على البنزين مسار مصافي التكرير.

قال مارك وليامز، مدير وحدة الزيوت في "وود ماكنزي"، إن الهوامش بدأت في الزيادة بعد انخفاضها إلى ما دون مستويات العام الماضي في منتصف مارس وسط نمو ضعيف في الطلب على نواتج التقطير، وارتفاع الصادرات من روسيا والصين، وعدد من الإمدادات الجديدة. وأضاف أن نمو الطلب على وقود الطائرات سيكون قوياً أيضاً في الأشهر المقبلة.

ينتظر أن تتراجع هوامش الأرباح في الربع الأخير من العام، بعد انتهاء موسم القيادة في الولايات المتحدة ومع زيادة إمدادات المصافي الجديدة، مثل مصفاة "دانغوت" (Dangote) النيجيرية، وفقاً لما قاله آلان غيلدر، نائب رئيس "وود ماكنزي" (WoodMac) للتكرير وأسواق الكيماويات والنفط.

إنرجي أسبكتس

سوف تستقر هوامش أرباح التكرير عالمياً على المدى القريب، على الرغم من أنها قد تتعرض لضغوط في وقت لاحق من هذا العام، وفقاً لجورج ديكس، محلل التكرير في شركة "إنرجي أسبكتس" (.Energy Aspects Ltd). يرجع ذلك إلى الإنتاج الجديد المقرر وصوله إلى آسيا وسوق النفط الخام التي يُتوقع أن تشهد نقصاً في المعروض.

قال ديكس: "سلسلة من حالات التوقف غير المخطط لها ستشهد تفوق هوامش الربح في الولايات المتحدة على بقية أسواق العالم خلال الصيف، مدفوعة بقوة أداء البنزين". تشمل تلك الحالات كلاً من مصنع "غالفيستون باي" (Galveston Bay) التابع لشركة "ماراثون بتروليوم" (Marathon Petroleum) ومصفاة "كوربوس كريستي" (Corpus Christi) التابعة لشركة "فاليرو إنرجي" (.Valero Energy Corp)، وكلاهما في تكساس.

بالفعل، ارتفعت هوامش الأرباح عالمياً من أدنى مستوياتها في نهاية أبريل، على الرغم من استمرار الضعف النسبي في سوق البنزين في آسيا. وفقاً لـ"إنرجي أسبكتس"، فهي المنطقة الوحيدة التي يُسعّر فيها هذا الوقود بأقل من الديزل.