بيتشاي يؤكد حرص عملاقة التقنية على الالتزام بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وأخذ جميع المخاطر بجدية
كافح سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة "ألفابيت"، ليضع صاحبة محرك البحث الأشهر في مصاف شركات التقنية في خضم الطفرة التي شهدها مجال الذكاء الاصطناعي أخيراً. كان مهندسو "غوغل" قد سطروا حروف التقنية التي اتخذتها "أوبن إيه آي" أساساً لتطوير روبوت المحادثة "تشات جي بي تي"، بينما استثمرت "مايكروسوفت" في تطوير تطبيقات التقنية سالفة الذكر.
حالياً، تسارع "غوغل" لابتكار أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لا سيما روبوت المحادثة "بارد"، فيما تحاول جاهدةً عدم إثارة غضب أصحاب المصلحة سواء أكانوا مستخدمين أو جهات تنظيمية أو المعلنين الذين يمولون مشروعاتها.
تحدثنا إلى بيتشاي حول التطورات المفاجئة في طفرة الذكاء الاصطناعي وكيف يعتزم مواجهتها، وقد حُرر نص المقابلة بتصرّف لأغراض الاختصار والوضوح.
يندر العثور على أفكار تثير اهتمام المستهلكين والمؤسسات وصولاً إلى الدول. تتميز هذه الموجة بالسرعة واستقطابها لاهتمام الرأي العام. إنها بالتأكيد لحظة فارقة في تاريخ "وادي السيليكون".
ستكون هذه المنتجات جزءاً من تجربة البحث الرئيسية. هناك بعض الأشياء التي نريد أن نتأكد أننا نفعلها على النحو الصحيح. يأتي الناس إلينا ويكتبون استفسارات مثل: "ما هي جرعة (تايلينول) المناسبة لطفلي البالغ من العمر 3 سنوات؟" لا مجال لأن تكون أجوبة مثل تلك التساؤلات مغلوطة.
يتلخص الأمر في الأولوية النسبية. إنه أمر رائع بالنظر إلى وجود حالات استخدام جديدة، فالناس يتجاوبون مع منتجات الذكاء الاصطناعي. مع ذلك، ينبع الشعور بالانزعاج من كون هذه المنتجات توليدية بطبيعتها، ما يجعلها تختلق إجابات في بعض الأحيان.
يشكل العمل على إيجاد حلول طموحة لهذه المشاكل مسعىً طويل الأمد، وهذا يجذب أفضل المواهب في العالم. كما يساعد ذلك في دفع هذه الحلقة المثمرة التي نبتكر من خلالها تقنيات متطورة. لا تتغير هذه الأمور على نطاق واسع بمرور الوقت. سندرس ما يصنف كحقوق ملكية في هذا الإطار عندما تتحول الأبحاث إلى مرحلة الإنتاج. لكن إذا كان السؤال عمَّا إذا كنت أتوقع أن يكون "غوغل" ناشراً نشطاً للعمل البحثي في هذا المجال؟ فالإجابة: نعم.
لقد غادر موظفو "غوغل" لتأسيس ما يزيد عن ألفي شركة ناشئة على حد علمي، وأعتقد أنه أمر رائع. يمثل بعضهم عملاء مستقبليين لخدماتنا السحابية، بينما يعود البعض الآخر للعمل في "غوغل". أعتقد أنه أمر صحي.
نحن أفضل من منافسينا في بعض النواحي، بينما تخلفنا عنهم في جوانب أخرى. أعتقد أن الحكم في الأمر سابق لأوانه.
إنها حقبة تنافسية، لكنني أسست الشركة بحيث يكون الذكاء الاصطناعي جزءاً أصيلاً من بنيتها لفترة طويلة. أعتقد أننا في وضع أفضل لخوض هذا التحول مقارنةً بما كنا عليه إبان التحول إلى الهواتف الذكية.
لم أستخدمها أو أشاهدها فعلياً، لكننا لطالما آمنّا بأن تطور الحوسبة سيتجاوز المستطيلات (الشاشات ) السوداء. ستكون لدينا تجارب أكثر إبهاراً، وأنا متفائل جداً بشأن ما تتمتع به هذه التقنية من إمكانات.
يجب علينا بالطبع ضمان التركيز على مخاطر التحيزات أو إطلاق المعلومات المضللة والحوادث المتعلقة بالسلامة وما إلى ذلك. كما ستتسبب تقنية التزييف العميق بمشاكل خطيرة. ينبغي أن نأخذ كل شيء على محمل الجد.
ندرس الأمر في سياق التنظيم القائم، ووضع لوائح تنظيمية متناسبة استناداً إلى حالات الاستخدام والمخاطر المرتبطة بها.
لقد كنا حذرين. فاخترنا ألا نكون أول من يطرح منتجاً في بعض المجالات. كما أقمنا بنية قوية عمادها ممارسات الذكاء الاصطناعي المسؤولة. سترى أننا نتريث دوماً في طرح منتجاتنا.
عملنا على زيادة تركيزنا، وأعتبر أن ذلك عملاً مستمراً. فنحن نحاول دائماً أن نجعل الشركة أكثر كفاءة.
أعتقد أن هدفه كان أن تسألني هذا السؤال. فكل هذا جزء من اللعبة.