انحسار الطلب على الذهب في الصين مع تعثر الاقتصاد

موجة الشراء التي حفزتها إعادة فتح البلاد بعد كورونا تراجعت.. والمعدن الأصفر يباع في بورصة شنغهاي بأقل من الأسعار العالمية

سبائك ذهبية من وزن 250 غراماً معروضة في شركة "غولد إنفستمنت" لتجارة السبائك في لندن، المملكة المتحدة
سبائك ذهبية من وزن 250 غراماً معروضة في شركة "غولد إنفستمنت" لتجارة السبائك في لندن، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت التوترات التي يتعرض لها ثاني أكبر اقتصاد عالمي تؤثر على سوق الذهب في الصين، حيث تراجعت مشتريات السكان، التي نجمت في الأساس عن الطلب المتراكم بعد 3 أعوام من قيود احتواء وباء كورونا، وتضاؤل التفاؤل بأن الاقتصاد الصيني سينتعش بطريقة سريعة. ما يعد أحدث علامة على تعثر التعافي الاقتصادي في البلاد.

تتنافس الصين مع الهند باعتبارها أكبر مستهلك حول العالم للسبائك والعملات الذهبية والمجوهرات. كما انضم بنكها المركزي أيضاً حديثاً لعمليات الشراء، إذ عزز احتياطياته لمدة 7 أشهر متتالية بعد توقف استمر 3 أعوام.

ورغم أن غالبية تداولات الذهب تنبع من النظر له كأصل مالي -باعتباره ملاذاً آمناً للمستثمرين بأوقات المخاطر، أو وسيلة للتحوط ضد معدلات التضخم المرتفعة- إلا أن الطلب الحقيقي للصين على المعدن النفيس ساعد في دعم تفوقه منذ بداية العام الجاري، وتجاوزه سعر 2000 دولار للأونصة.

مبيعات المصوغات

يبدو أن توسع مبيعات الأفراد للمصوغات الذهبية والفضية بطريقة سريعة بلغ ذروته، إذ صعد 24% على أساس سنوي خلال مايو الماضي مسجلاً 26.6 مليار يوان (3.7 مليار دولار). ويعتبر هذا أبطأ من معدلي النمو بنحو 44% و37% خلال الشهرين الماضيين. كما تضمنت الفترة نفسها من السنة الماضية عمليات إغلاق مطولة في شنغهاي، عندما انهار الطلب على السلع والخدمات في كافة أنحاء الاقتصاد.

"جيه بي مورغان" يوصي بالنقد والذهب وخفض حيازات الأسهم

يوضح مؤشر الطلب الرئيسي على المعدن النفيس مزيداً من التراجع خلال يونيو الجاري. ويجري تداول الذهب في بورصة شنغهاي حالياً بأقل من السوق العالمية بعدما سجل علاوة سعرية بنحو 44.20 دولار للأونصة خلال مارس الماضي، بحسب مجلس الذهب العالمي.

جيانغ شو، المدير العام لقسم المعادن النفيسة لشركة "شنغهاي شاندونغ غولد إنداستريال ديفلوبمنت" (Shanghai Shandong Gold Industrial Development) قال: "يتوخى السكان الحذر في إنفاق الأموال بالوقت الراهن في ظل وجود شكوك مختلفة حول الاقتصاد، وقد لا نرى زيادة سريعة بالمشتريات مرة ثانية دون هبوط أسعار الذهب".

مشكلات مستمرة

في إطار متصل، تستمر المخاوف التي حافظت على الأسعار العالمية قريبة من المستويات القياسية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والتوترات بين واشنطن وبكين، ومخاوف التضخم والركود بكافة أنحاء العالم. في هذه الأثناء، يمكن أن تساعد عوامل محلية أخرى -مثل الأسواق الضعيفة للاستثمارات الأخرى كالأسهم والعقارات- على تدعيم الطلب.

يرى تشانغ تينغ، محلل مصرف "سيتشوان تيانفو بنك" (Sichuan Tianfu Bank)، أنه رغم تراجع موجة الشراء في الصين، إلا أن مبيعات الأفراد قد تبقى مرتفعة على المدى القريب، إذ يظل الذهب استثماراً جيداً في ظل استمرار مخاوف التضخم، لا سيما في الولايات المتحدة.

اختتم جيانغ من "شنغهاي شاندونغ" أن عمليات الشراء الإضافية من بنك الشعب الصيني يمكنها أيضاً تعويض أي تراجع محتمل في مبيعات الأفراد.

معادن نفيسة