هوس الذكاء الاصطناعي رفع قيمة "ناسداك 100" 5 تريليونات دولار

متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، 3 يناير 2023
متعاملون في قاعة التداول في بورصة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، 3 يناير 2023 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

صعود أسهم التكنولوجيا العملاقة اكتسب قوة دفع جديدة، وقد سجل مؤشر "ناسداك 100" أفضل أداء في تاريخه عن النصف الأول من العام، ووصلت قيمة "أبل" إلى نقطة 3 تريليونات دولار.

قرر المستثمرون أن ينظروا إلى نصف الكوب المملوء بعد أن أشارت أرقام إلى اعتدال مستوى التضخم على حساب نمو الاقتصاد.

واصلت الأسهم مكاسبها هذا العام، مع تدعيم أسهم التكنولوجيا مركزها القيادي وسط صعود ارتبط بالذكاء الاصطناعي.

أسهم البنوك الكبيرة شهدت أول صعود شهري لها منذ يناير، بعد اجتيازها اختبار الإجهاد الذي أجراه الاحتياطي الفيدرالي.

بعد إغلاق الجلسة، أعلنت بنوك "جيه بي مورغان تشيس" و"ويلز فارغو" و"مورغان ستانلي" زيادة الأرباح الموزعة.

أضاف مؤشر "ناسداك 100" ما يقرب من 5 تريليونات دولار إلى القيمة السوقية للشركات المدرجة عليه منذ بداية العام، مع تحدي المؤشر، الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، للتحذيرات، وسجل قفزة بنسبة 40%.

ساعد تقدم مجموعة الأسهم الأعلى تأثيراً في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" على دفعه إلى الارتفاع بنسبة 16% في عام 2023.

تظهر المكاسب أعلى كثيراً وواضحة عندما يتركز النظر على أسهم الشركات الكبرى– التي حلقت بنسبة 74%.

أبل تتأهب لدخول التاريخ بتخطي قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

قال لاري آدم، رئيس شؤون الاستثمار بشركة "رايموند جيمس" (Raymond James)، لتلفزيون "بلومبرغ": "ما زلت أفضل أسهم التكنولوجيا الكبرى، أنا أعتقد في قدرة التكنولوجيا على مواصلة إعادة ابتكار نفسها– وبصورة واضحة مع التطور الأخير المتمثل في الذكاء الاصطناعي. وسوف يستمر ذلك في قيادة ارتفاع الأرباح".

عززت "الشركات السبع الكبرى" -وتشمل "أبل" و"مايكروسوفت" و"ألفابت" و"أمازون" و"ميتا بلاتفورمز" و"انفيديا" و"تسلا"- الأرباح بنسبة 14% سنوياً خلال العقد المنتهي في عام 2022. ورغم أن أرباحها مجتمعة انخفضت بأكثر من 20% العام الماضي، فمن المتوقع أن تتعافى بسرعة.

أفضل أداء للنصف الأول من العام

ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بما يزيد على 1.5% يوم الجمعة، بينما سجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أعلى مستوى له منذ أبريل 2022. وسجل مؤشر الأسهم الأميركية أفضل نصف أول له منذ عام 2019. وارتفع سهم "إنفيديا"، التي تضاعفت قيمتها ثلاث مرات تقريباً هذا العام، بنحو 3.5%.

إذا استرشدنا بالتاريخ، فإن قوة مؤشر "ناسداك 100" هذا العام تبشر بالخير لبقية عام 2023.

السنوات التي تبدأ بارتفاع المؤشر بمتوسط 10% على الأٌقل، تحقق نحو 14% في النصف الثاني من العام، رغم أن ذلك يتقلص إلى مكاسب بنسبة 8.3% عندما تتجاوز مكاسب النصف الأول 20%، وفقاً لتحليل البيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

تغلب افتتان السوق بقوة الذكاء الاصطناعي التوليدي على كل مشكلة رئيسية يمكن أن تؤدي إلى تدهور المعنويات هذا العام: مثل مخاوف ركود الاقتصاد، وارتفاع مستوى التضخم، والزيادات المحتملة في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والمخاطر الجيوسياسية، والنقاش حول سقف الديون، وانهيار عدد قليل من البنوك الإقليمية.

في حين أن الارتفاع في عام الذكاء الاصطناعي قد أثار مقارنات مع فقاعة التكنولوجيا في عام 2000، عندما كانت السوق مدفوعة بمجموعة محدودة مماثلة من أسهم التكنولوجيا قبل الانهيار، قال توني ديسبيريتو من شركة "بلاك روك" إن نمو الأرباح قادم.

قال ديسبيريتو، رئيس شؤون الاستثمار في الأسهم الأساسية الأميركية بالشركة: "الطلب حقيقي فعلاً، يقابل ذلك بين ما يحدث في الذكاء الاصطناعي مع تكنولوجيا (الميتافرس) قبل عام، أو الواقع الافتراضي".

ومع ذلك، بعد هذا التقدم القوي، هناك قلق كبير بشأن تقييم الأسهم، وقد أدى ذلك مؤخراً إلى زيادة الرهان على هبوط أسهم أكبر شركات التكنولوجيا. فالمراكز البيعية على المكشوف كنسبة مئوية من الأسهم المتاحة للتداول تقترب من أعلى مستوياتها في 12 شهراً لـ"مايكروسوفت" و"تسلا" و"أمازون"، وفقاً للبيانات التي جمعتها "إس3 بارتنرز" (S3 Partners).

استثمار انتقائي

قال سانديب غانتوري، محلل الأسهم في شركة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "لا نعتقد أن اتجاه الذكاء الاصطناعي فقاعة، لكننا ننصح المستثمرين بأن يكونوا انتقائيين بشأن الأسهم المرتبطة به بعد الارتفاع القوي منذ بداية العام. من زاوية تحديد المراكز الاستثمارية، أغلقنا مؤخراً فكرة المساعدة الذاتية لدينا حيث نرى معادلة أفضل من حيث العائد والمخاطرة في الصناعات متوسطة الدورة (البرمجيات والإنترنت) وأسهم التكنولوجيا التي تخلفت عن الركب".

ما لم يظهر دليل على أي تدهور فني، يُحتمل أن ترتفع الأسواق حتى منتصف إلى أواخر شهر يوليو قبل أن تشهد تصحيحاً طفيفاً محتملاً في أغسطس، وفقاً لمارك نيوتن من شركة "فاندسترات غلوبال أدفايزرز" (Fundstrat Global Advisors).

قال نيوتن: "إلى أن يظهر دليل على حالة تشبع شرائي متفشية يُضاف إلى مشاعر تفاؤلية وبعض الأدلة على القوة الدفاعية أو تراجع المؤشرات الفنية، نستطيع أن نقول إنه من الخطأ التفكير في تبديد فرصة هذا الصعود بناء على حالة تشبع شرائي فقط عندما تظل الاتجاهات الفنية قوية إلى حد كبير".

مما ساعد قطاع التكنولوجيا أيضاً يوم الجمعة حقيقة أن نشاط سوق السندات كان ضعيفاً. فقد انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى نحو 3.8%. وتراجع الدولار، مواصلاً خسائر هذا العام.

الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة يفقد الزخم

تراجع التضخم في شهر مايو

تراجعت المؤشرات الرئيسية للتضخم في أميركا في شهر مايو مع ركود الإنفاق الاستهلاكي، مما يشير إلى أن المحرك الرئيسي للاقتصاد بدأ يفقد بعض الزخم. ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو أحد مقاييس التضخم المفضلة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، بنسبة 0.1%. وعن العام الماضي، انخفض المؤشر إلى 3.8%، وهو أقل تقدم سنوي منذ أكثر من عامين.

قال كريشنا جوها، نائب رئيس شركة "إيفركور" (Evercore): "تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر مايو الذي صدر اليوم حميد نسبياً من منظور بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويميل في اتجاه قيام البنك في نهاية المطاف بإقرار زيادة واحدة فقط بدلاً من زيادتين إضافيتين في أسعار الفائدة. ينبغي أن يؤدي ذلك إلى تراجع الارتفاع الأخير في العوائد قليلاً ويدعم أسهم عمالقة التكنولوجيا".

على صعيد آخر، سجل خام برنت أطول سلسلة من الخسائر الفصلية في البيانات التي تعود إلى أكثر من ثلاثة عقود وسط زيادة قوية في جانب العرض ومخاوف مستمرة بشأن الطلب.

استقر الخام المعياري العالمي دون مستوى 75 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، مسجلاً خسارته الفصلية الرابعة على التوالي، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط أول انخفاض فصلي متتالٍ منذ عام 2019.

الأميركيتان