جهود أوكرانيا لمواصلة نقل الحبوب تصطدم بعراقيل شركات الشحن

روسيا توقف ضمانات المرور الآمن للسفن وسط موسم حصاد 2023

سفن محملة بالحبوب من أوكرانيا تنتظر إجراءات التفتيش وهي راسية قبالة سواحل إسطنبول، تركيا
سفن محملة بالحبوب من أوكرانيا تنتظر إجراءات التفتيش وهي راسية قبالة سواحل إسطنبول، تركيا المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تضغط أوكرانيا لمواصلة تصدير الحبوب من الموانئ الرئيسية بعد انسحاب روسيا من اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، لكن شركات التأمين والشحن غير واثقة في إمكانية حدوث ذلك.

يعني فسخ روسيا للاتفاق الأسبوع الحالي أنها لن تكفل بعد الآن مروراً آمناً عبر الممر المائي. تدعو أوكرانيا الدول الأخرى للمساعدة بتسهيل نقل شحنات التصدير عبر ثلاثة من موانئها في أعالي البحار، والتي كان الاتفاق يشملها.

أكدت الولايات المتحدة الأميركية أن تأمين عملية الشحن بقوة أمنية مرافقة ليس خياراً مطروحاً، وعلقت شركة وساطة خدمات التأمين "مارش" (Marsh) أمس الثلاثاء برنامجها لتصدير الحبوب من أوكرانيا، ما يؤكد الصعوبات الماثلة أمامها.

تجارة أوكرانيا مهددة

"لا يوجد أي مالك عاقل سيرسل سفنه إلى هناك بدون تغطية تأمينية، وعدم توفير حماية للممر الآمن يعني موت تجارة أوكرانيا"، حسبما يشير فاسيليس مويس، المدير العام المشارك لشركة "دوريك شيب بروكرز" (Doric Shipbrokers) ومقرها اليونان، والتي كانت قد أرسلت بالسابق سفناً عبر ممر الشحن.

تعتبر موانئ البحر الأسود الأوكرانية شرياناً حيوياً لمبيعات الحبوب للخارج، والتي تشكل الجزء الأكبر من شحنات التصدير تاريخياً، وموسم الحصاد مستمر بالوقت الحالي.

في السابق، كان الاتفاق يساعد على تصريف السلع المكدسة جراء اندلاع الحرب، لكن إغلاق الممر قد يبطئ من وصول المحصول المقبل للأسواق.

أسعار الغذاء مرشحة للعودة إلى الارتفاع مع إنهاء روسيا اتفاق الحبوب

كما يأتي انسحاب روسيا من الاتفاق بينما تحرز أوكرانيا تقدماً في هجومها المضاد بالجزء الجنوبي من البلاد. أفادت تقارير بوقوع هجمات هائلة باستخدام طائرات بدون طيار أمس الثلاثاء، في أعقاب تدمير الجسر الرئيسي الواصل بين روسيا وشبه جزيرة القرم. كما حذرت موسكو من أن مخاطر الشحن مستمرة.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن "محاولات تمديد اتفاق الحبوب دون مشاركة روسيا يجب أن تأخذ في اعتبارها المخاطر المتعلقة بوقوع مسار تصدير الحبوب قرب منطقة الأعمال القتالية".

نداء إلى تركيا

سألت أوكرانيا الأمم المتحدة وتركيا -اللتين توسطتا لإبرام الاتفاق منذ سنة تقريباً- عما إذا كانتا ستواصلان مساندتهما لها.

ويرى ديمتري سكورنياكوف، الرئيس التنفيذي لشركة "هارف إيست هولدينغ" (HarvEast Holding) أن "المهمة الأساسية لأوكرانيا حالياً تتمثل في الحصول على دعم تركيا"؛ مشيراً إلى أنه من الممكن استخدام قوات حراسة عسكرية تركية لمرافقة السفن التي تدخل موانئ أوكرانيا وتغادرها.

يعد هذا التحرك محفوفاً بالمخاطر تماماً من جانب تركيا، وعلى الأرجح لن تتدخل البلاد في الأمر، بحسب مسؤول على دراية بالموضوع، حيث لن تخاطر تركيا بسفنها البحرية لمساعدة سفن أوكرانيا، وعوضاً عن ذلك ستركز على استئناف الاتفاق بمشاركة روسيا.

لهذه الأسباب.. بوتين يعرقل صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية

ما يزال بمقدور أوكرانيا شحن محاصيلها براً وعبر النهر، لكن هذه المسارات أكثر تكلفة، ما يقلص دخل المزارعين. كما تسببت شحنات التصدير عبر الاتحاد الأوروبي في توترات مع جيرانها.

ورجح رومان سلاستون، رئيس نادي الأعمال الزراعية الأوكراني، ارتفاع تكاليف التصدير عن طريق البحر، ويُعزى ذلك جزئياً لتزايد رسوم التأمين والشحن. لكنه ما يزال متفائلاً إزاء إمكانية القيام بعمليات تصدير للشحنات، لكنه شدد على أن التجهيز للأمر قد يحتاج لبضعة أسابيع.

تحذير روسي

أصدرت روسيا تحذيرات للسفن التي تبحر عبر الممر عندما علقت لفترة وجيزة مشاركتها في الاتفاق خلال أكتوبر الماضي. كما أُوقفت بعض التغطيات التأمينية وعادت سفينة واحدة على الأقل كانت متجهة إلى أوديسا.

ختاماً، لا يعتقد بول ماركيدس، مدير مراقبة الجودة البحرية في شركة "إنتركارغو" (الجمعية التجارية العالمية لمالكي سفن الشحن الجاف) أن "مالكي السفن سيتوجهون إلى الموانئ الأوكرانية إلى أن يُعاد فتح الممرات الآمنة مجدداً، لأن فعل ذلك لا يعد عملاً آمناً".