طريق رئيسية لزيادة صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل تهديدات البحر الأسود

مسارات التضامن نقلت 42 مليون طن.. وميناء سولينا الروماني يسجل مرور 470 سفينة في مايو

سفينة شحن تبحر في قناة سولينا، رومانيا
سفينة شحن تبحر في قناة سولينا، رومانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعتزم رومانيا توسيع إحدى الطرق الرئيسية لنقل الحبوب من دولة أوكرانيا المجاورة بشكل سريع، فيما تفاقم الهجمات الروسية المتصاعدة في البحر الأسود المخاطر التي تواجهها تجارة الغذاء العالمية.

سهلت رومانيا نقل أكثر من 20 مليون طن من الحبوب، ما يقارب نصف الكمية الإجمالية للحبوب البالغة 41 مليون طن التي شُحنت عبر ما يطلق عليها "مس

+ارات التضامن" (solidarity lanes)، منذ بدء الغزو الروسي. في الفترة الحالية، قد تفتح بوخارست نقاط عبور جديدة مع جارتها، وتزيد عدد العاملين بنقاط العبور القائمة، وتستدعي المتقاعدين والمرشدين الملاحيين العسكريين لتسريع وتيرة مرور السفن عبر قنوات نهر الدانوب، حسب وزيرة الخارجية لومينيتا أودوبيسكو.

قالت أودوبيسكو في حوار عبر الهاتف في وقت متأخر يوم الخميس: "نحن على تواصل وثيق مع أوكرانيا لتحديد أفضل الخيارات لزيادة حجم النقل وتسريع وتيرته. بالتأكيد الموقف الأمني ليس سهلاً، لكننا ملتزمون بشدة بمواصلة مساعدة أوكرانيا".

أثار انهيار اتفاقية البحر الأسود للحبوب مخاوف حيال الأمن الغذائي في أفريقيا، التي يستورد نصف بلدانها تقريباً أكثر من ثلث احتياجاتها من القمح من أوكرانيا وروسيا، كما فاقم الضغوط على مسارات التضامن الحالية التي أنشأها الاتحاد الأوروبي. يعد ميناء كونستانتا الروماني، أكبر ميناء في التكتل يطل على البحر الأسود، الخيار المفضل للشركات الأوكرانية، بفضل قرب مسافته وانخفاض تكلفته.

توسيع المخازن وزيادة عدد المرشدين الملاحيين

مع ذلك، وحيث إن رومانيا من أكبر الدول المُصدرة للحبوب، يتفاقم خطر تكدس الحبوب في الموانئ وعلى الطرق البرية معاً. فتقف صفوف تمتد لعدة كيلومترات من الشاحنات عند نقاط العبور القائمة مع أوكرانيا، وعشرات السفن في نهر الدانوب.

دول أوروبية تدرس تمديد حظر استيراد الحبوب الأوكرانية

أثار ذلك استياء المزارعين المحليين، ما دفع رومانيا وأربع دول أخرى في شرق أوروبا إلى حظر واردات الحبوب الأوكرانية المباشرة، بموافقة الاتحاد الأوروبي. كما أدت الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية المطلة على النهر إلى تخوف بعض أطقم السفن من الذهاب إليها، ما قد يحد جزئياً من تحول مقدار الزيادة في القدرة التصديرية إلى حجم أكبر من الشحنات.

رغم كل ذلك، زادت رومانيا السعة التخزينية لميناء كونستانتا، وحدّثت وأعادت افتتاح خط مغلق للسكك الحديدية يمتد إلى أوكرانيا، وتعمل على استدعاء المرشدين الملاحيين الذين تشتد الحاجة إليهم لتوجيه السفن لاجتياز قناة سولينا للوصول إلى الموانئ الأوكرانية المطلة على النهر. سجل ميناء سولينا حركة مرور قياسية في مايو مع عبور أكثر من 470 سفينة، وفقاً لوزارة النقل.

تدمير روسيا للبنية التحتية لتصدير الحبوب الأوكرانية يفاقم المخاطر

إذا توغلنا مسافة أطول تجاه الجنوب على الطريق، سنجد بلغاريا ما تزال راغبة في زيادة نقل الحبوب الأوكرانية بشكل ملحوظ عبر شبكة السكك الحديدية، كما أن الموانئ اليونانية لديها القدرة على نقل الحبوب، وفقاً لما قاله رئيس الوزراء نيكولاي دنكوف في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بعد عودته من زيارة إلى أثينا وإجراء محادثات مع نظيره اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس.

أضاف دنكوف أن بلغاريا ساعدت حتى الآن في نقل الحبوب الأوكرانية عبر ميناء فارنا في الأغلب، فيما لم يتحقق خيار التصدير عبر الموانئ اليونانية بعد.

بحلول الشهر المقبل، سيبدأ عدد المرشدين الملاحيين في القناة النهرية الرومانية بالتزايد تدريجياً من 40 حالياً إلى نحو 60 مرشداً ملاحياً، عبر استدعاء الموظفين المتقاعدين وقباطنة القوات البحرية، ما سيرفع قدرة النقل عبر القناة بنسبة 50%، وفقاً لما قاله غابرييل كوفريغ، المسؤول الرسمي عن الإرشاد الملاحي، لبلومبرغ.