بدء تشغيل المرحلة الأولى لقطار مونتريال بتكلفة 5 مليارات دولار

تشغيل القطار يأتي بعد سنوات من التأخير وتجاوز التكاليف مئات الملايين من الدولارات

زائرون يرتادون قطار "ريزيو إكسبريس ميتروبوليتان" خلال تشغيله لأول مرة في مونتريال، كيبيك، كندا، بتاريخ 28 يوليو 2023
زائرون يرتادون قطار "ريزيو إكسبريس ميتروبوليتان" خلال تشغيله لأول مرة في مونتريال، كيبيك، كندا، بتاريخ 28 يوليو 2023 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد سنوات من التأخيرات وتجاوز التكاليف مئات الملايين من الدولارات؛ أخيراً بدأ تشغيل شبكة سكك حديدية في مونتريال التي خططت لها وأنشأتها وموّلت الجزء الأكبر منها ثاني أكبر مؤسسة إدارة صناديق تقاعدية في كندا.

سيحدد أداء الشبكة ما إذا كانت تكلفة المشروع طائلة، أم أنها بداية لخط أعمال جديد بالكامل لشركة استثمارية بقيمة 402 مليار دولار كندي (304 مليارات دولار أميركي).

في عام 2015، تولّت مؤسسة "كايس دي ديبو إي بلاسمنت كيبيك" (Caisse de Depot et Placement du Quebec)، المعروفة اختصاراً باسم "سي دي بي كيو"، مسؤولية مشروع شبكة "ريزيو إكسبريس ميتروبوليتان" (Réseau Express Métropolitain) التي يبلغ طولها 67 كيلومتراً (42 ميلاً) بهدف ربط مطار "مونتريال-ترودو" (Montreal-Trudeau) الدولي بالعديد من الضواحي في وسط ثاني أكبر مدينة في كندا.

كان المشروع قد اصطدم بعقبات غير متوقعة، بما في ذلك جائحة "كوفيد" واكتشاف متفجرات عمرها 100 عام في أحد الأنفاق، مما رفع ميزانيته من 5 مليارات دولار كندي إلى أكثر من 7 مليارات دولار كندي (5 مليارات دولار أميركي).

زائرون في قطار "ريزيو إكسبريس ميتروبوليتان"
زائرون في قطار "ريزيو إكسبريس ميتروبوليتان" المصدر: بلومبرغ

افتُتحت المرحلة الأولى من الشبكة، المعروفة اختصاراً باسم "آر إي إم"، أمس الجمعة، لربط الضاحية الجنوبية لبروسارد بمحطة مونتريال المركزية. وستبدأ مرحلة ثانية في الضاحية الغربية العام المقبل، ومن المتوقع أن تكون محطة المطار جاهزة للتشغيل بحلول عام 2027.

على الرغم من التحديات التي واجهها المشروع؛ أشاد شارلز إيموند، الرئيس التنفيذي لشركة لـ"سي دي بي كيو" بقدرة شركته على استكماله، قائلاً إن الشركة تدرس تنفيذ مشروعات مماثلة في جميع أنحاء العالم.

قال إيموند في مقابلة: "تعد الشركة أحد اللاعبين القلائل في العالم القادرين على تصور وتصميم وتخطيط وإنجاز وتمويل مشروع مثل هذا. السؤال هو: هل يمكننا القيام بذلك على المستوى الدولي؟ الإجابة: نعم بالتأكيد، وهو أمر مطروح أمامنا".

مئات الآلاف يهجرون مدن كندا إلى الريف بضغط تكلفة العقارات

خبرة عالمية

أشار إيموند إلى أنه حتى على الرغم من التأخيرات؛ فإنَّ المشروع يؤتي ثماره بسرعة، كما أن الدعم المالي الذي قدمته "سي دي بي كيو" يضمن المضي قُدُماً في المشروع، في وقت توقفت فيه مشروعات مماثلة، مثل "إير ترين" (AirTrain) إلى مطار "لاغارديا" في نيويورك.

استثمرت حكومتا كندا وكيبيك حوالي 3 مليارات دولار كندي في المشروع، بينما تغطي "سي دي بي كيو" الباقي، بما في ذلك التكاليف الإضافية. تتوقع مؤسسة إدارة صناديق التقاعد عائداً يتراوح بين 8% و 9% على مدى 30 عاماً. وتقول إنه سيتم توفير تحديث للتكاليف الإجمالية في الأسابيع المقبلة، على الرغم من أن توقعات العائد لن تتغير.

تقدمت "سي دي بي كيو" بالفعل بعرضها للفوز بتنفيذ مشروع مقترح لقطار عالي التردد يمتد من تورنتو إلى مدينة كيبيك، والذي يمكن أن يصبح أحد أكبر مشروعات النقل التي بُنيت على الإطلاق في كندا. ومع ذلك؛ من المحتمل أن يكون الهيكل المالي لهذا المشروع مختلفاً عن مشروع "آر إي إم"، بحسب إيموند.

ماكي تول، رئيس مجموعة البنية التحتية في "كارلايل غروب"، متحدثاً خلال حفل افتتاح شبكة السكك الحديدية الجديدة في مونتريال، كندا
ماكي تول، رئيس مجموعة البنية التحتية في "كارلايل غروب"، متحدثاً خلال حفل افتتاح شبكة السكك الحديدية الجديدة في مونتريال، كندا المصدر: بلومبرغ

مخاطرة غير مرغوبة

أضاف إيموند: "تطوّرت صناعة الإنشاءات، والشركات الهندسية لا تريد المخاطرة بالطريقة نفسها".

من جانبه، يرى ماكي تول، الذي ترأس مجموعة البنية التحتية في "سي دي بي كيو" إلى أن غادر منصبه في عام 2020 لشغل منصب في "كارلايل غروب" (Carlyle Group Inc)، أن القطاع الخاص يلعب دوراً أكبر في مشروعات النقل العام.

قال تول: "ستكون الشراكات التي يشارك فيها مستثمرون من القطاع الخاص أمراً بالغ الأهمية لتلبية جميع الاستثمارات المطلوبة، سواء من حيث المساهمة المالية، أو من حيث رأس المال الخاص الذي يجلب الخبرة والكفاءة والتنفيذ على مستوى عالمي".

نمو مفاجئ للاقتصاد الكندي رغم ارتفاع أسعار الفائدة

مع ذلك؛ فإنَّ الاختبار الحقيقي لمشروع "سي دي بي كيو" لم يأتِ بعد. فقد أقر إيموند أن توجه العمل عن بُعد الذي بدأته الجائحة أدى إلى خفض عدد الركاب على شبكة النقل بمونتريال بنحو 15%. كما يخطط عدد أقل من الأشخاص لاستخدام شبكة "آر إي إم" الجديدة عن ذي قبل، مع انخفاض بنسبة 7% من 2019 إلى 2022، وفقاً لهشام نجم، باحث النقل في جامعة ماكغيل.

أضاف: "لبناء السكك الحديدية الخفيفة؛ أنت بحاجة إلى عدد كبير من الأشخاص الذين يستخدمون الشبكة. هل هو الاختيار الصحيح، أم أن النقل السريع بالحافلة سيكون كافياً؟".