بلومبرغ: انقطاع الكهرباء يزيد معاناة مصر التي تواجه ضائقة مالية

الضغط غير المسبوق على الشبكة ونقص الوقود يتسببان في انقطاع التيار

تخفيف الأحمال في إحدى مناطق القاهرة ليلاً
تخفيف الأحمال في إحدى مناطق القاهرة ليلاً المصدر: أ.ف.ب
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مع مرورها بأسوأ أزمة اقتصادية في سنوات، تواجه مصر تحدياً آخر لم تشهده منذ عقد، هو انقطاع الكهرباء بشكل عشوائي في فصل الصيف الملتهب.

بينما تجاوزت درجات الحرارة في أنحاء عديدة من الدولة الواقعة في شمال أفريقيا 37.8 درجة مئوية (100 فهرنهايت)، يعتاد المصريون مرة أخرى على توقف عمل الإضاءة ومُكيفات الهواء بشكل مفاجئ.

عزت السلطات الانقطاع إلى ضغط غير مسبوق على شبكة توزيع الكهرباء، وعجز غير متوقع في الوقود اللازم لتوليد الكهرباء لسكان مصر الذين يتجاوز عددهم 104 ملايين نسمة.

يعد جدول تخفيف الأحمال الجديد الذي سيسري الثلاثاء بتنبيه مسبق لانقطاعات الكهرباء التي تمتد لفترة ساعة في أحياء المدن الكبرى. فيما يقول المسؤولون بأن واردات مازوت (زيت الوقود الثقيل) بقيمة 300 مليون دولار في طريقها. ومع ذلك، لا يوجد إطار زمني محدد لموعد حل المشكلة.

مصر هي أحدث دولة تطل على البحر المتوسط تعاني بعدما أفضى تغير المناخ إلى أن يصبح يوليو هو الشهر الأشد حرارةً على الإطلاق على مستوى العالم، إذ انتشرت الحرائق والفيضانات ودرجات الحرارة المتطرفة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، من الولايات المتحدة إلى الصين.

انقطاع الكهرباء في مصر مستمر حتى أغسطس على الأقل.. لكن بوتيرة أخف

تمثل انقطاعات الكهرباء انتكاسة قوية لدولة تباهت منذ فترة قصيرة بامتلاكها فائضاً في الكهرباء وأشارت إلى إمكانية تصديره إلى أوروبا. لكن الأزمة الاقتصادية الناتجة جزئياً عن غزو روسيا لأوكرانيا عقّدت ذلك، حيث تسعى السلطات إلى الحصول على العملة الأجنبية عبر زيادة صادرات الغاز الطبيعي المُنتج محلياً، وأمرت بترشيد إضاءة المنشآت العامة والحكومية وتغيير التوقيت (إلى التوقيت الصيفي) لخفض استهلاك الكهرباء.

رد المصريون، الذين يرزحون تحت ضغوط التضخم الجامح وعملة فقدت نصف قيمتها منذ مطلع 2022، بالسخط والفكاهة على انقطاعات الكهرباء التي طالما أربكت القوتين الاقتصاديتين الأخريين في القارة، جنوب أفريقيا ونيجيريا. يشكو سكان القاهرة والمناطق الأخرى من محاصرتهم في المصاعد المظلمة أو فساد الأغذية المخزنة في مبرداتهم.

تكريماً لإديسون

غرد الملياردير المصري نجيب ساويرس على منصة "إكس"- "تويتر" سابقاً- قائلاً: "عندما توفي توماس إديسون، مخترع المصباح الكهربائي، في 1931، أُطفئت جميع الأجهزة الكهربائية في العالم لدقيقة تكريماً له. لكن مصر ولبنان تكرمانه كل يوم".

مصر تستأنف تصدير الغاز المسال في فصل الخريف

تصدر مصر ملايين الأطنان من الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب جزء من الغاز الإسرائيلي، إلى أوروبا كل عام. وفي الصيف الحالي، كررت إجراءها السنوي المعتاد بوقف تصدير تلك الشحنات لتلبية الارتفاع في الطلب المحلي.

قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إن المشكلة هذه المرة أن توربينات محطات توليد الكهرباء تحتاج إلى كميات أكبر بكثير من الوقود عندما تتجاوز درجات الحرارة مستوى محدداً، وإن مصر تستهلك حالياً نحو 146 مليون متر مكعب من الغاز والمازوت يومياً، ارتفاعاً عن الحد الأقصى عند 129 مليون متر مكعب في السنوات السابقة.

وقال في خطاب متلفز يوم الخميس إن ارتفاع درجة الحرارة لأعلى من 35 مئوية يستدعي تخفيف الأحمال لساعة أو اثنتين يومياً. وصرحت الحكومة وشركة "إيني" الإيطالية للطاقة، التي تساعد في تشغيل حقل "ظُهر" المصري العملاق للغاز الطبيعي، بأنه لم يطرأ تغيير على الإنتاج.

كانت انقطاعات الكهرباء المتواصلة إحدى المشكلات التي أثارت الغضب على حكومة الرئيس السابق محمد مرسي، والذي أطاحت به انتفاضة شعبية دعمها الجيش في 2013.

ومنذ ذلك الوقت، رفعت مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي قدرتها الإنتاجية عبر مشروعات تتضمن 3 محطات لتوليد الكهرباء، شاركت في تشييدها شركة "سيمنز"، ومزارع للرياح. كما تساعدها روسيا في تشييد أول محطة للطاقة النووية في شمال أفريقيا على ساحل البحر المتوسط.

قال وزير الكهرباء محمد شاكر لصحيفة الشروق المحلية إنه لم يُعف من الانقطاعات وتوقف عن استخدام مكيف الهواء في منزله لأداء واجبه، وإن الكهرباء تنقطع في منزله مرتين أو ثلاث يومياً.