بايدن يصف الصين بقنبلة موقوتة وخطرة على العالم

بايدن: الصين تواجه "متاعب" بسبب تباطؤ نموها وتسجل "أعلى معدل بطالة"

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة في مدينة سولت ليك، يوتا، الولايات المتحدة، في 10 أغسطس 2023
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة في مدينة سولت ليك، يوتا، الولايات المتحدة، في 10 أغسطس 2023 المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انتقد الرئيس جو بايدن مشكلات الصين الاقتصادية ووصفها بأنها "قنبلة موقوتة" وأشار إلى قادة الحزب الشيوعي على أنهم "أشخاص سيئون"، ما يمثل أحدث هجوم له ضد حكومة الرئيس (الصيني) شي جين بينغ، وسط سعي إدارته إلى تحسين العلاقات الشاملة مع بكين.

في التعليقات التي تضمنت العديد من المغالطات الرئيسية حول ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قال بايدن في حملة لجمع تبرعات لأغراض سياسية أمس الخميس إن الصين تواجه "متاعب" بسبب تباطؤ نموها وتسجل "أعلى معدل بطالة".

كما انتقد مبادرة "الحزام والطريق" المميزة التي أطلقها شي ووصفها بأن لها عواقب سلبية مثل "أعباء الديون والفقدان المحتمل للاستقلالية"، بسبب المستويات المرتفعة من منح القروض للاقتصادات النامية المرتبطة ببرنامج الاستثمار العالمي.

وقال أمام المتبرعين في بارك سيتي بولاية يوتا: كانت (الصين) تحافظ عل نمو نسبته 8% سنوياً، لكن المعدل يقترب حالياً من 2% سنوياً.

بيانات أولية تظهر إخفاق تعافي اقتصاد الصين في يوليو

أضاف: "إنها في وضع يزيد عدد الأشخاص الذين هم في سن التقاعد عن عدد الأشخاص في سن العمل". وهو تصريح لم يكن غير صحيح فحسب، بل يختلف عن الأعداد الفعلية بمئات الملايين من الأشخاص.

واستطرد بايدن: "لذا واجهتهم بعض المشكلات.. هذا ليس جيداً، لأنه عندما يواجه الأشخاص السيئون مشكلات، فإنهم يرتكبون أعمالاً سيئة".

"السير على خط رفيع"

تُعتبر تعليقات بايدن الجديدة من أكثر انتقاداته المباشرة حتى الآن ضد أكبر دولة منافسة للولايات المتحدة على الصعيد الجيوسياسي والاقتصادي.

سعى الرئيس إلى السير على خط رفيع بين استخدام القيود التجارية لردع تقدم الصين في المجال العسكري عالي التقنية، مع تحقيق تقارب دبلوماسي مع القادة الصينيين يمكن أن يمهد الطريق لعقد اجتماع محتمل هذا العام مع الرئيس شي، الذي من المتوقع أن يزور الولايات المتحدة في نوفمبر لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك).

لا يتضح حتى الآن ما إذا كان ذلك سيتحقق (زيارة شي إلى الولايات المتحدة)، خاصة بعد التقارير التي تفيد بأن البيت الأبيض سيمنع زعيم هونغ كونغ جون لي الخاضع للعقوبات من حضور الاجتماع الذي يضم 21 اقتصاداً في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وفي حين قال بايدن أمس الخميس إن واشنطن لا تبحث عن خوض معركة مع بكين، فإن مجموعة من القضايا تهدد بإخراج العلاقة عن مسارها مرة أخرى، وتشمل القيود الجديدة على الاستثمارات التي وافقت عليها الولايات المتحدة هذا الأسبوع والتوترات العسكرية بشأن تايوان، والتي سترسل نائب الرئيسة لاي تشينج تي -المرشح الرئاسي البارز في انتخابات يناير- إلى نيويورك وسان فرانسيسكو خلال الأيام المقبلة.

الصين تتوعد بالرد على أي قيود أميركية جديدة على الاستثمار

ليست هذه هي المرة الأولى التي يدلي فيها بايدن بتصريحات ارتجالية تهدد بتقويض عمل إدارته لتحقيق الاستقرار في العلاقات. في يونيو، بعد يوم واحد فقط من انتهاء زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إلى بكين لتخفيف حدة التوترات، شبه بايدن شي بـ"الديكتاتور" وشكك في سيطرة الزعيم الصيني على بلاده وجيشها.

لا يتضح كيف سيكون رد فعل بكين على تصريحات بايدن الأخيرة. فقد تجاهلت الصين إلى حد كبير الإشارة إلى شي على أنه ديكتاتور، ورحبت بوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين ومبعوث المناخ الأميركي جون كيري في زيارتين منفصلتين بعد ذلك بأسابيع.

تباطؤ النمو

أشادت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، التي من المقرر أن تزور الصين هذا الشهر، أمس الخميس باتفاق مع الصين لرفع القيود المفروضة على سفر المجموعات إلى الولايات المتحدة باعتباره مكسباً للمشاركة بين أكبر اقتصادين في العالم.

ومع ذلك، فإن الانتقادات الشديدة التي وجهها بايدن للاقتصاد الصيني البالغ حجمه 18 تريليون دولار تأتي في وقت حساس بشكل خاص بالنسبة لشي. ورغم أن بايدن أساء عرض الإحصاءات الرئيسية حول الصين، إلا أن الآفاق المستقبلية بوجه عام تظل قاتمة.

نما الناتج المحلي الإجمالي للصين بوتيرة أبطأ من المتوقع 5.5% في النصف الأول من العام، على أساس سنوي، ما أثار مخاوف بشأن التداعيات على الاقتصاد العالمي.

ديون الصين إلى ناتجها المحلي تسجل نسبة قياسية عند 282%

انزلقت الصين نحو الانكماش في يوليو، وتواجه تباطؤ الصادرات والبطالة المرتفعة بين الشباب والسوق العقارية المتراجعة التي أبرزتها أزمة ديون شركة "كانتري غاردن هولدينغز" (Country Garden Holdings Co).

كانت "كانتري غاردن هولدينغز"، أكبر شركة خاصة للتطوير العقاري في البلاد من حيث المبيعات، وأصبحت في خطر التخلف عن السداد وسط أزمة السيولة النقدية في قطاع العقارات.

التحذير من استخدام كلمة "انكماش"

سعت حكومة شي إلى منع نشر الأخبار الاقتصادية السلبية، حيث دعا المسؤولون خبراء الاقتصاد في البر الرئيسي إلى تجنب كلمة "الانكماش" عند الإشارة إلى ضغوط الأسعار.

تم حذف مناقشات بشأن قضايا حساسة مثل إصلاح القطاع الخاص من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وطلبت السلطات هذا الأسبوع من شركات الإنترنت التعامل بسرعة مع التعليقات المسيئة التي تستهدف الشركات عبر الإنترنت.

في الوقت نفسه، احتوت تعليقات بايدن على معلومات غير دقيقة ومبالغ فيها بشأن بعض مشكلات الصين.

وفي حين تقلص عدد سكان الصين لأول مرة منذ ستة عقود العام الماضي، لا يزال لدى العملاقة الآسيوية 876 مليون شخص في سن العمل مقابل 280 مليون شخص عند 60 عاماً أو أكثر، حسب الإحصاءات الرسمية.

يتأهب الاقتصاد الصيني لتحقيق معدل نمو 5.2% هذا العام، حسب مسح أجرته "بلومبرغ" لآراء خبراء اقتصاديين في يوليو، حتى بعد ضعف الاستهلاك وهبوط سوق العقارات. بالمقارنة، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي 1.6% هذا العام، وفقاً لخبراء اقتصاديين.

انكماش الأسعار في الصين يهدد بتقويض خطط التحفيز

رغم أن النمو الاقتصادي السنوي في الصين قد تباطأ بشكل كبير من الوتيرة السريعة التي تجاوزت 10% المسجلة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن السلطات قالت إنها تريد نمواً "عالي الجودة" بعيداً عن البنية التحتية ونموذج النمو المعتمد على العقارات والذي أدى إلى ارتفاع مستويات الديون.

أثر ذلك على النمو قصير الأجل، ولكنه قد يعني تنمية أكثر استدامة.

بلغ معدل البطالة الرسمي في المناطق الحضرية بالصين نحو 5.2% في الأشهر الأخيرة، مقارنة بمعدل البطالة 6.4% المسجل في منطقة اليورو خلال يونيو. مع ذلك، فإن معدل البطالة بين الشباب في الصين وصل إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 20%.