"ناسداك 100" ينخفض 2% وزيادة عوائد السندات قبل حديث باول

مشاة أمام مقر بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 15 يونيو 2022
مشاة أمام مقر بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 15 يونيو 2022 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أغلقت الأسهم الأميركية قرب أدنى مستوياتها في جلسة الخميس مع ارتفاع عوائد السندات، وسط متابعة المستثمرين تصريحات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وانتظارهم كلمة جيروم باول بحثاً عن إرشادات تتعلق بمستقبل حركة أسعار الفائدة.

فقد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تقريباً كل مكاسبه الأسبوعية، فيما تجاوزت خسائر مؤشر "ناسداك 100" نسبة 2%. وقفزت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، وهي الأكثر حساسية لحركة أسعار الفائدة الأساسية الوشيكة، فوق مستوى 5%. وتعرضت أسهم الشركات الكبرى إلى ضغوط مع خسارة سهمي "تسلا" و"أبل" 2.6% من قيمة كل منهما على الأقل. وبعد تسجيل مستوى قياسي جديد بسبب تفاؤل المستثمرين بأرباحها؛ أنهت أسهم "إنفيديا" تعاملات اليوم مرتفعة 0.1% فقط، وهي شركة صناعة الرقائق التي تتصدّر سباق الذكاء الاصطناعي.

استسلام آخر المحللين المتشائمين حيال "إنفيديا"

قال ماكس واسرمان، مؤسس شركة "ميرامار كابيتال": "هذا شكل من أشكال بيع الأخبار، فنتائج (إنفيديا) رائعة، نتائج بالغة القوة، غير أن السوق عكست هذه النتائج فعلاً. ربما يدرك المستثمرون أننا شهدنا ارتفاعاً كبيراً في السوق، وبالتالي؛ لجأوا إلى جني الأرباح قليلاً قبل أن يصبّ الاحتياطي الفيدرالي ماءً بارداً على سوق الأسهم. وإن لم يفعل؛ فإنهم سيعودون مباشرة إلى التداول".

حديث جيروم باول

يتابع المستثمرون متابعة وثيقة الاجتماع السنوي لرؤساء البنوك المركزية في جاكسون هول، في وايومنغ – حيث ينتظر أن يلقي جيروم باول كلمة في الساعة 10:05 صباحاً بتوقيت واشنطن يوم الجمعة.

ويرجح أن يستخدم رئيس الاحتياطي الفيدرالي هذا الاجتماع في تلخيص وعرض طريقة المسؤولين في تقييم ضرورة رفع أسعار الفائدة من عدمها وتحديد توقيت البدء في تخفيضها.

يكشف مسح للآراء أجرته شركة "22 في ريسيرش" (22V Research) أن 78% من المستثمرين يتوقعون من باول أن يركز على الاعتماد على البيانات. وكان الاختيار الثاني الأعلى انتشاراً هو الأوضاع المالية، الذي حصل على 12% من أصوات المشاركين. ولم يتوقع سوى 21% من المستثمرين أن يأتي رد فعل السوق في صورة "عزوف عن المخاطرة"، بينما يراهن 43% على رد فعل مختلط أو ضعيف للغاية و37% يتوقعون أن يستجيب المستثمرون بـ"الإقبال على المخاطرة".

قال دينيس دي بوشير، مؤسس شركة الأبحاث التي تتخذ مقرها في نيويورك: "إذا ركز باول على فكرة الاعتماد على البيانات فينبغي أن يساهم ذلك في استقرار عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات". ولاحظ أن ذلك سوف يعطي دفعة قوية لأسهم النمو مقابل أسهم القيمة.

سعر الفائدة الحيادي

موضوع آخر ظهر في وول ستريت خلال الأيام القليلة الماضية يتعلق فيما إذا كان باول سيتحدث عن ذلك الرقم المجرد والمراوغ تقريباً الذي يشير إليه الكثيرون باسم سعر الفائدة الحيادي (r-star). وهو معدل "حيادي" أو تعادلي لا يحفز النمو الاقتصادي ولا يعرقله.

وزير الخزانة السابق لاري سامرز وبيل دادلي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في نيويورك، من بين أولئك الذين قالوا إن الأسواق

ما تزال تقلل من شأن ما يسمى بسعر الفائدة المحايد. ومن المرجح أن يمتد تأثير أي تلميح إلى مراجعة بالزيادة لهذا المعدل عبر الأسواق العالمية، مما يفرض إعادة تقييم النقطة التي من المرجح أن تستقر عليها القيمة العادلة لعوائد سندات الخزانة.

ومع ذلك؛ قال كريشنا غوها من شركة "إيفركور" (Evercore) إن باول سيركز على الأرجح على التوقعات قصيرة إلى متوسطة الأجل - ويتجنب أي حديث حول سعر الفائدة الحيادي.

وأضاف غوها: "توقعوا تحليلاً متوازناً من دون تشدد مفاجئ، ولكن دون الإعلان بأن المهمة قد أنجزت. فلم يصل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى هذا الحد حتى يترك التضخم ليفلت من قبضته".

في الفترة التي تسبق خطاب باول، أخبرت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز موقع "ياهو فاينانس" (Yahoo! Finance) أن زيادة أسعار الفائدة قد تكون ضرورية، مضيفة أنها لم تكن مستعدة للإشارة إلى نقطة الذروة. في الوقت نفسه، يتوقع نظيرها في فيلادلفيا باتريك هاركر الاحتفاظ بأسعار الفائدة عند المستوى الحالي لبقية هذا العام، ويعتقد أن صناع السياسة النقدية قد نفذوا إجراءات تقشفية كافية، حيث قال لمحطة "سي إن بي سي" (CNBC): "ربما فعلنا ما يكفي".

وفي حديثه في وقت سابق بمقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في سانت لويس جيمس بولارد إن انتعاش النشاط الاقتصادي هذا الصيف قد يؤخر خطط بنك الاحتياطي الفيدرالي لإنهاء زيادة أسعار الفائدة.

الأميركيتان