الاقتصاد الألماني يواصل نتائجه الضعيفة في الربع الثاني

متسوقون في ساحة مارين بلاتز في ميونيخ
متسوقون في ساحة مارين بلاتز في ميونيخ المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

خرج الاقتصاد الألماني من الركود بهامش ضئيل في الربع الثاني، لكنَّ أداءه البطيء يضعف النمو في جميع أنحاء منطقة اليورو.

أظهرت بيانات يوم الجمعة أن الإنتاج راكد في الأشهر الثلاثة حتى يونيو، وهو ما يتوافق مع التقدير الأولي، ومتوسط التوقعات في استطلاع "بلومبرغ".

وترجع الأسباب إلى تباطؤ النمو العالمي، الذي تسبّب في تراجع الصادرات الألمانية، والانكماش الحاد في قطاع التصنيع، وصدمة المستهلكين بسبب ارتفاع معدلات التضخم، والزيادات القوية في أسعار الفائدة المخطط إعادتها إلى 2%.

من غير المرجح أن يُهدِّئ التقرير المخاوف من أن أكبر اقتصاد في أوروبا، الذي كان ذات يوم محرك النمو المعتمد على التجارة في المنطقة، يواجه فترة طويلة من الضعف. وألمانيا هي الدولة الكبرى الوحيدة التي من المتوقع أن ينكمش اقتصادها هذا العام.

توقعات قاتمة

شهدت الصناعة في يونيو أسوأ شهر منذ نصف عام، ولم تزد طلبيات المصانع، التي تعتبر مقياساً للنشاط المستقبلي، إلا قليلاً في الربع الثاني.

كشف هذا الأسبوع المزيد من علامات الضعف، إذ انخفض مؤشر مديري المشتريات التابع لشركة "أس أند بي غلوبال" لشهر أغسطس إلى 44.7 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع تقلّص الخدمات للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر.

ألمانيا تمرر قانوناً يخفف شروط منح الجنسية

وكشف استطلاع منفصل أجرته وكالة "ستاندرد أند بورز" عن أزمات مماثلة في منطقة اليورو التي تضم 20 دولة، مما دفع المستثمرين إلى المراهنة على أن البنك المركزي الأوروبي سيوقف حملته غير المسبوقة لرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل.

الشركات تدق ناقوس الخطر

شهدت شركة "هامبرغر هافن" انخفاضاً حاداً في أحجام الشحن الممتد حتى الربع الثاني، وحذرت الأسبوع الماضي من أنها تتوقع "انخفاضاً كبيراً" في الإيرادات في مجموعتها الفرعية "بورت لوجيستيكس" (Port Logistics).

وأضافت أن الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا، والتوترات الجيوسياسية، والتضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، تضع ضغوطاً على الطلب الاستهلاكي والصناعي، مما يعوق التعافي الاقتصادي العالمي.

وفي الوقت نفسه، جاءت أرباح شركة "سيمنز إي جي" (Siemens AG) أقل من تقديرات المحللين، إذ واجهت الشركة انخفاضاً في الطلب على وحدة الصناعات الرقمية الخاصة بها في الصين. كما أعلنت "سالزغيتر" (Salzgitter)، إحدى كبريات شركات صناعة الصلب في أوروبا، عن نتائج أضعف من المتوقع، واقترحت أن الإنتاج سيكون أضعف في النصف الثاني مما كان عليه في النصف الأول.

وقال البنك المركزي الألماني هذا الأسبوع إن الاقتصاد قد يعاني من الركود هذا الربع، مع ارتفاع أسعار الفائدة، وضعف الطلب العالمي على التصنيع. وفي الوقت نفسه؛ فإن سوق العمل القوية والمكاسب القوية في الأجور والتضخم المعتدل، ستدعم انتعاش الإنفاق الاستهلاكي.

وانعكست هذه المشاعر في الانخفاض الثالث على التوالي في ثقة الأعمال في يوليو، مما دفع الاقتصادي كليمنس فويست، رئيس "معهد إيفو" الذي يعد التقرير، إلى التكهن بأن الاقتصاد ربما ما يزال في حالة ركود. ويتوقع الاقتصاديون انخفاضاً آخر هذا الشهر، عندما يتم إصدار البيانات في وقت لاحق من يوم الجمعة.