هل ستجعل رياضة التنس من كارلوس ألكاراز مليارديراً؟

تقدم بطولة أميركا المفتوحة الفرصة لألكاراز الشاب ليثبت نفسه على عرش لعبة التنس خلفاً للكبار

لاعب التنس الإسباني كارلوس ألكاراز
لاعب التنس الإسباني كارلوس ألكاراز المصدر: أ.ف.ب
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قبل أربعة أيام من انطلاقة الجولة الأولى من بطولة أميركا المفتوحة للتنس، أمضى كارلوس ألكاراز بضع دقائق يلعب بيكل بول في قاعة حفلات داخل فندق "لوتي نيويورك بالس" وسط مدينة منهاتن.

كان الشاب الإسباني العشريني، المصنف الأول عالمياً للاعبي التنس الرجال، واحداً من ستة نجوم إلى جانب فينوس ويليامز وأنس جابر وهولفر رون وآندري روبليف وتومي بول الذين شاركوا في فعالية "بالاس إنفيتاشونال" (Palace Invitational) الترويجية السنوية التي يستضيفها الفندق وتتيح لبضع عشرات من الضيوف والشخصيات المرموقة اللعب مع عدد من المحترفين قبيل افتتاح البطولة.

كانت تلك مشاركة ألكاراز الأولى في هذه الفعالية، هو الذي صعد إلى قمة المجد في لعبة التنس عن فئة الرجال خلال الأشهر الـ12 الماضية بعد أن فاز بأول "غراند سلام" في بطولة أميركا المفتوحة العام الماضي، وثاني "غراند سلام" في ويمبلدون في يوليو.

حين أطلّ ألكاراز في المشرب خلال الحفل الذي سبق لعبة البيكل بول، لم يقدر على التقدم خطوة دون أن يوقفه أحد الحاضرين لالتقاط صورة سيلفي معه. أمّا رون، الدانماركي العشريني المصنف رابعاً، فقد كان يجول بين الحضور وبالكاد لاحظه أحد.

الإسباني كارلوس ألكاراز يحتفل بفوزه على الروسي دانييل ميدفيديف في نصف نهائي بطولة ويمبلدون للفردي
الإسباني كارلوس ألكاراز يحتفل بفوزه على الروسي دانييل ميدفيديف في نصف نهائي بطولة ويمبلدون للفردي المصدر: بلومبرغ

ولي العهد

على مدى العقدين الماضيين، هيمن ثلاثة نجوم على لعبة التنس عن فئة الرجال، فمنذ فوز روجيه فيدرير للمرة الأولى ببطولة ويمبلدون عام 2003، حصد هو ورافاييل نادال ونوفاك ديوكوفيتش معاً 65 لقب غراند سلام من أصل 80، حتى أنه بين 2005 و2012، فاز الثلاثي بـ29 لقباً من أصل 30.

أعطى الثلاثي زخماً للعبة، فكان كل منهم يدفع الآخر نحو آفاق جديدة، وقدّموا للجمهور بطولات تنس بمذاق مختلف. حقق فيدرير الانتصارات بفضل ضرباته الأرضية الدقيقة، وتميّز نادال بملاحقته الكرة بلا كلل وبالضربات براحة اليد بتقنية بغي ويب، فيما عُرف ديوكوفيتش بضرباته الخلفية الفتاكة.

إلا أن فدرير، 42 عاماً، تقاعد العام الماضي، فيما يتعالج نادال، 37 عاماً، من إصابة ويُرجح أن يتقاعد في العام المقبل، أمّا ديوكوفيتش، الذي بلغ من العمر 36 عاماً، فيقترب من سنواته الأخيرة في اللعبة، لذا السؤال الذي يطرح نفسه في عالم التنس عن فئة الرجال: من التالي؟ هل سيتمكن أحد من ملء الفراغ الذي سيخلّفه النجوم الثلاثة، أم ستواجه لعبة التنس لدى الرجال المصير نفسه مثل التنس النسائية التي أصبحت الخيارات فيها مفتوحة وغير متوقعة، منذ تقاعد سيرينا ويليامز؟

حين هزم ألكاراز ديوكوفيتش في ويمبلدون خلال المباراة النهائية التي تألفت من خمس مجموعات وامتدت على نحو خمس ساعات، أثبت نفسه كمرشح قوي لولاية العهد. وبعد المباراة، قال ديوكوفيتش إن الإسباني الشاب يجمع ما بين أفضل عناصر اللعب لدى ديوكوفيتش نفسه ونادال وفيدرير، مضيفاً: "أعتقد أنه الأفضل الذي يجمع ما بين العوالم الثلاثة".

إنفوغراف.. أغنى نجمات التنس عالمياً

بتلك المجموعة الخيالية من المهارات، ألكاراز مهيأ ليصبح واحداً من أثرى الرياضيين في العالم. فبحسب موقع "سبورتيكو" (Sportico)، خمسة من أصل الرياضيين الخمسين الأعلى أجراً في العالم هم من لاعبي التنس، وأربعة من أولئك الخمسة هم رجال، وواحد منهم أي فيدرير ينتمي إلى مجموعة نخبوية من الرياضيين الذين بلغت إيراداتهم خلال مسيرتهم المهنية عتبة المليار دولار أو أكثر، بما يتضمن الأموال التي يتقاضونها خارج الملعب. وفي حال نجح ألكاراز بالهيمنة على اللعبة على مدى العقد التالي أو أكثر، فلا شك أنه سينضم إلى نادي الرياضيين من أصحاب المليارات.

قال بوب دورفمان، المحلل المتخصص بالتسويق الرياضي في شركة "بيناكل أدفرتايزينغ" (Pinnacle Advertising): "ليس هناك سقف محدد".

إنفوغراف.. سيرينا ويليامز أكثر اللاعبات تحقيقاً للأرباح في تاريخ التنس

تكوين شخصية مميزة

تمكّن ألكاراز حتى الآن من جمع جوائز تصل قيمتها إلى 20 مليون دولار على أرض الملعب، وبعيداً عنه، تعاون مع علامات تجارية مثل "نايكي" و"كالفن كلاين" و"بي إم دابليو" و"روليكس" وغيرها.

بعد أن هزم ديوكوفيتش في ويمبلدون، شاركت "نايكي" شعارها الجديد لألكاراز عبر الإنترنت: "لا تنتمِ لحقبة، بل اصنع حقبة لنفسك".

قال دورفمان إن هذه ما هي إلا بداية للحملات الإعلانية التي ستتمحور حول ألكاراز، "فيمكنه أن يكون نجماً إعلانياً في أي مجال من ألعاب الفيديو إلى السيارات حتى الموضة والرعاية الصحية".

بالطبع لا يخلو الأمر من بعض المحاذير، فحتى يرتقي ألكاراز إلى حجم التوقعات، لا بد أن يحافظ على صحة جيدة، ويستمر في حصد الألقاب. تقدم بطولة أميركا المفتوحة هذا العام له فرصة ليظهر أن تتويجه على عرش لعبة التنس لم يأت على عجل. إلا أنه يواجه خصوماً أشداء، بينهم رون. حتى أن ديوكوفيتش الذي عاد وهزم ألكاراز في سينسيناتي بعد ويمبلدون لا يبدو أنه يعتزم الانسحاب بصمت.

كما أنه ينبغي أن يواصل ألكاراز العمل لتحسين لغته الإنجليزية ومهاراته أمام الكاميرا. فكبار نجوم التنس لا يملكون أحذية مميزة فقط، بل يتمتعون أيضاً بشخصيات مميزة. يُعرف فيدرير مثلاً برقيه وأناقته، فيما جون ماكنرو الذي لا يزال اسمه أشهر من نار على علم رغم مرور عقود على آخر مشاركة له في مباراة تنافسية، فقد اكتسب شهرته كأميركي أرعن.

قال دورفمان: "تحتاج إلى أمر يميزك عن الآخرين... ما يزال ألكاراز مملاً نوعاً ما حتى الآن". ففي مباراة البيكل بول الاستعراضية في نيويورك، لم ينطق إلا بثلاث كلمات أمام الجمهور قبل أن يتوجه مع ويليامز للعب لمدة ثلاث دقائق ضد جابر وبول. كان كل ما تفوه به عبارة "أعتقد أنني جاهز".