بنك الشعب الصيني يواصل دعم اليوان بقوة لليوم 54 على التوالي

تواصل الصين دعمها القوي لليوان الذي يتعرض لضغوط كبيرة، من دون أن تُظهر أي علامات على تراجع دعم العملة المدارة التي اقتربت من أدنى مستوياتها في 16 عاماً تقريباً.

حدّد بنك الشعب الصيني اليوم الخميس سعر الصرف المرجعي اليومي عند مستوى أقوى من المتوقع لليوم 54 على التوالي، وهي أطول فترة في هذا السياق منذ أن بدأت بلومبرغ إجراء المسح اليومي عام 2018. وأدت عمليات البيع الموسعة إلى انخفاض العملة مقابل الدولار هذا الأسبوع، لتقترب بشكل خطير من الحدود الأدنى لنطاق التحركات اليومية المحدد بـ2%.

توقعات متشائمة

بالنظر إلى تزايد التوقعات القاتمة بشأن الاقتصاد الصيني، واختلاف السياسة النقدية عنها في الولايات المتحدة الأميركية، انخفض اليوان في التعاملات المحلية نحو أدنى مستوياته منذ 2007، رغم تكثيف السلطات الصينة إجراءات الدعم التي تتخذها.

قال وي ليانغ تشانغ، محلل الاقتصاد الكلي في مصرف "دي بي إس بنك" (DBS Bank): "السماح بمزيد من الضعف في قيمة اليوان يهدد باندلاع التنافس على خفض العملات في كل أنحاء آسيا، كما سيحفز تدفقات رؤوس الأموال الخارجة، مع منح قطاع التصدير فقط فوائد محدودة.. نعتقد أن الصين ستواصل العمل على منع انخفاض قيمة اليوان، مع السماح بقدر من التعديل الطفيف إذا ارتفع الدولار بشكل حاد".

الصين تصعّد معركتها ضد المضاربة على هبوط اليوان لكبح تراجعه

في ظل الارتفاع القوي للدولار الأميركي، هبط اليوان 6% تقريباً خلال العام الجاري، رغم أنه كان أفضل حالاً في مقابل العملات الرئيسية الأخرى. تراجع مؤشر عملة الصين مقابل سلة من العملات المتداولة الأخرى بنحو 2%.

هبط اليوان في التعاملات المحلية اليوم الخميس، ليُتداول حول مستوى 7.32 مقابل الدولار الأميركي.

شكوك

ما تزال هناك شكوك إزاء تغيير تدابير الصين للعوامل المؤثرة الجوهرية في غياب سياسة أقل تشدداً من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أو حدوث تعافٍ لثاني أكبر اقتصاد في العالم. بعض الخبراء الاستراتيجيين لا يرجحون قيام الصين بأي أمر جوهري لقلب اتجاه تدهور سعر صرف اليوان.

وقال براد بكتل من مصرف "جيفريز": "يواصل سعر الدولار مقابل العملة الصينية التشبث بمستوى أعلى من 7.30 يوان، فيما تؤكد محاولة إبقائه دون هذا المستوى أن الضغوط لا تزال كبيرة.. سيحاول بنك الشعب الصيني قطعاً تفادي القيام بأي عمل بطولي من أي نوع يتضمن تخفيضاً كبيراً لقيمة العملة، لأنه بذلك سيقوّض فكرة اليوان المستقر، واليوان بوصفه عملة تجارة وعملة احتياطي نقدي محتملة وغير ذلك".