مديرو الأصول بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار: 2020 كانت فاصلة والعام الحالي إيجابي لأسواق المال

الجلسة الأولى لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية
الجلسة الأولى لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية المصدر: الشرق
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تناولت الجلسة الأولى لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض، كيف سيكون الاستثمار بمثابة ميلاد جديد للاقتصاد العالمي، واتجاه أسواق المال في العام الحالي 2021 وأسواق الاندماجات والاستحواذات والمنافسة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على صدارة العالم.

قال توماس غوتشتاين، العضو المنتدب لمجموعة كريدي سويس، إن الأسواق المالية شهدت ارتفاعات كبيرة العام الماضي أما بالنسبة للاقتصاد فنتوقع تعافيه خلال النصف الثاني من العام الحالي، وأن يشهد الربع الثاني من العام 2021 تحقيق بعض القطاعات، التي لم تبلِ حسنا العام الماضي، بعض المكاسب مثل البنوك وشركات التشييد والبناء، وبصفة عامة أتوقع أن يكون عام 2021 عاماً جيداً لأسواق الأسهم.

الأسعار والعوائد

من جانبه، اعتبر راي داليو، الرئيس المشارك في بريدج ووتر، أنه علينا النظر في خلق المال والائتمان، فالحدث الكبير الذي شهده العالم في 2020 والخاص بجائحة كورونا، دفع الحكومات والبنوك المركزية لضخ المزيد من الأموال وتراكمت الديون، حيث قامت الحكومات حول العالم بتوزيع المال، واتجهت البنوك المركزية لطباعة الكثير من الأموال، مما تسبب في تغيير المشهد المالي.

وأوضح أن كثيراً من الناس تنبهوا مؤخراً إلى النشاط الاقتصادي ولا ينظرون لأثر ذلك على قيمة المال، وهو امر ديناميكي سبب الكثير من الأمور، فمعدل الفائدة حالياً سالب 1، لكن هذا الأثر امتد لأصول أخرى، لذلك فالعوائد المتوقعة قلت والأسعار زادت.

وذكر أنه خلال السنة الجديدة ننتظر أن تكون هناك ارتدادة وبعض التغيرات في العملة والتضخم، فما نراه أن قيمة الدولار انخفضت بنسبة 10% بسبب هذه السياسة النقدية التي اتبعها العالم، وعلى الجانب الآخر ترتفع أسعار الأسهم والسندات، والفترة المقبلة سنرى ارتفاعاً في النمو والتضخم وسنرى كذلك بعض العجز، فالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً عليها أن تبيع المزيد من السندات لبقية العالم.

أما لورانس فينك، الرئيس والعضو المنتدب لشركة بلاك روك لإدارة الأصول، فأشار إلى التدفقات الكبيرة من الأموال منذ الجائحة وعبر عن أمله في أن تتحول إلى الاستثمار، فخلال شهر يناير الحالي كانت التدفقات النقدية أعلى من العام الماضي.

وقال فينك: "بالنسبة لمكافحة المناخ، علينا أن نضخ 50 تريليون دولار لنصل إلى صفر كربون، فرؤوس الأموال المطلوبة هائلة، وأرى أن هناك أفقا سنحتاج فيه لإيجاد حلول لنقوم بذلك".

وتوقع فينك أن يكون منحنى أسواق المال مستوياً خلال العام الحالي، على أن يتراجع أداء عدد من القطاعات التي انتعشت العام الماضي.

وقال فينك إن هناك قضيتين كبيرتين تواجهان الاقتصاد وأسواق المال العام الحالي هما منحنى الإصابات والوفيات من فيروس كورونا وسرعة إنتاج وتوزيع اللقاحات، وسرعة الوصول إلى مناعة القطيع والتي ربما تصلها بعض الدول النامية في شهر سبتمبر المقبل وربما نرى أثر ذلك على الاقتصاد وعودته، وهو ما سيؤثر على فرص العمل والوظائف.

وفيما يتعلق بالأربع سنوات المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك حاجة لبناء البنية التحتية، وهو ما على يتعين على إدارة جو بايدن القيام به، ما سيخلق فرص عمل كثيرة، فخلال الثلاثين عاماً الماضية لم يكن هناك هذا المستوى المتدني من التضخم.

أسواق الاندماجات والاستحواذات

وانتقل ديفيد سولومون، العضو المنتدب لبنك الاستثمار غولدمان ساكس، إلى أسواق الاندماجات والاستحواذات، وقال إن التمويلات متوافرة بالفعل وتبحث عن الصفقات، فهناك تسارع في البيئات الاقتصادية من خلال آثار الجائحة، وعلى المستويين المتوسط والطويل يرى الناس والمستثمرون الضوء في نهاية النفق، لذلك توقع انتعاش صفقات الاندماجات والاستحواذات، فالجميع يبحث الآن عن الفرص، صحيح ان أغلبها يحدث افتراضياً باجتماعات عبر الإنترنت، ولكن هناك من يركبون الطائرات للوصول إلى الفرص.

وتطرق توماس غوتشتاين العضو المنتدب لمجموعة كريدي سويس، إلى الاقتصاد البريطاني بعد بركسيت، وتوقع ان تبلي المملكة المتحدة بلاءً حسناً، فالاقتصاد وسوق العمل البريطاني يتمتعان بالمرونة، و على المدى القريب سيكون هناك تحدٍ، إلا أنه على المدى البعيد سيكون هناك تعاون مع الاتحاد الأوروبي حول التمويلات وغيرها، فأوروبا مرت بأوقات صعبة، وتعرضت لضربة قوية بسبب الوباء لكن اقتصادها سيحقق مستويات أعلى من التوقعات وستتجاوز هذه الأزمة وسيحقق المستثمرون عوائد بها إذا حدث تضخم وزادت الفائدة، أما الآن فالأمر يتعلق بدعم الاقتصادات والقطاعات الصغيرة والمتوسطة والقطاعات التي تعاني والمجالات التي تقاوم.

من جانبه أجاب راي داليو، الرئيس المشارك في بريدج ووتر، على السؤال الصعب الذي وجهه مدير الجلسة ديفيد روبنستين، المؤسس المشارك لكارلايل، حول الاقتصاد الصيني وهل تفوق على الأمريكي واصبح الأول بالعالم.

وقال داليو إن 2020 كان عاماً فاصلاً، فعام 1945 مثلا كانت سنة فاصلة بالنسبة لجميع الدول خاصة التي شاركت بالحرب العالمية الثانية وبالنسبة للصين التي بدأت التقدم، مشيرا إلى أن الصين قامت بعمل رائع في الانتاج وأسواق المال وغيرها، وتقوم بتدويل عملتها.

والآن تمر الصين بتطورات هائلة وأسواقها تجعل الأمر منافساً شديداً للولايات المتحدة وأسواق المال بها وللدولار الأمريكي.

في 2021 سيحدث فارق فيما يتعلق بالنمو والأسواق المالية، فأسواق الصين باتت جاذبة جدا للمستثمرين الأجانب، والسوق ارتفعت.

وتابع قائلاً إنه مع تدفقات رؤوس الأموال أصبح هناك اقتصادان يتنافسان في التقنية وأسواق رأس المال، وحالياً العالم يتجه لتنويع العملات بدلا من الاعتماد على الدولار فقط نتيجة التدفقات في رؤوس الأموال، فالصين الآن أكبر دولة منتجة في العالم وهناك طلب على عملتها.