"غولدمان" يتوقع زيادة الاكتتابات مع قرب نهاية التشديد النقدي

وولفغانغ فينك، رئيس "غولدمان ساكس غروب" في ألمانيا والنمسا
وولفغانغ فينك، رئيس "غولدمان ساكس غروب" في ألمانيا والنمسا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يُتوقع أن يزداد اهتمام المستثمرين بالاكتتابات وصفقات طرح الأسهم مجدداً، إذ يبدو أن البنوك المركزية تقترب من نهاية سلسلة زيادات أسعار الفائدة، بحسب تصريحات ولفغانغ فينك، رئيس مصرف "غولدمان ساكس" في ألمانيا والنمسا.

قال فينك، خلال مؤتمر "مستقبل التمويل" الذي تعقده "بلومبرغ" في فرانكفورت: "لا يزال يتعين علينا انتظار صفقات أكبر حجماً، ولكن هناك المزيد من النشاط والمزيد من المستثمرين المستعدين للاستثمار في رأس المال، مما يبشر بالمزيد من النشاط في المستقبل".

كان مسؤولون من البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي حذروا في وقت سابق من أن المصنعين في منطقة اليورو يواجهون وضعاً ضعيفاً للغاية، وأن ذلك يعني أن الوضع نفسه سيطال الخدمات لاحقاً. رغم تفاؤله بشأن قدرة الشركات على مواجهة التحديات، إلا أن فينك أوضح أن النمو لا يزال بطيئاً في أوروبا والصين، ولن يعود بالسرعة التي يأملها الناس ويتوقعونها.

ألمانيا تواجه مخاطر التباطؤ

وفيما تواجه ألمانيا مخاطر التباطؤ بين دول أوروبا مرة أخرى، يلتقي كبار صانعي السياسات والمسؤولون التنفيذيون في المؤتمر السنوي لمناقشة جملة من التحديات. أثار التحول السريع للاستغناء عن الوقود الأحفوري الروسي وانقسامات التجارة العالمية وشيخوخة المجتمع جدلاً حول ما إذا كان أكبر اقتصاد في أوروبا يواجه مرة أخرى حقبة من الأداء الضعيف.

من بين أبرز المتحدثين في الحدث الذي أقيم اليوم الثلاثاء في "ألتي أوبر" بفرانكفورت، ستيفان هوبس، رئيس "دي دبليو إس غروب" (DWS Group)، وهي ذراع إدارة الأصول التابعة لـ"دويتشه بنك" (Deutsche Bank AG)، وإنغريد هنغستر، الرئيس التنفيذي لمصرف "باركليز" (Barclays) في ألمانيا.

"غولدمان" يتوقع خفضاً تدريجياً للفائدة الأميركية منتصف 2024

أبرز تطورات المؤتمر

اختبار تحمّل للبنوك الألمانية

اعتبرت بنوك الادخار أن زيادات أسعار الفائدة كانت بمثابة اختبار تحمّل. قال هيلموت شلويس، رئيس جمعية بنوك الادخار، إن وتيرة التشديد النقدي التي اتبعها البنك المركزي الأوروبي كانت بمثابة اختبار تحمّل لبنوك الادخار الألمانية. فقد اضطر مقرضون إلى شطب حوالي 8 مليارات دولار العام الماضي لأن ارتفاع أسعار الفائدة أثر على تقييم السندات في محافظهم الاستثمارية.

أضاف شلويس: "الوتيرة كانت غير متوقعة إطلاقاً بالنسبة إلى الجميع في هذا القطاع، وكانت بمثابة اختبار تحمل". كما أعاد التأكيد على أن الاندماج بين البنوك الإقليمية في ألمانيا سيحدث في مرحلة ما، حتى عندما كان ذلك بعيد المنال خلال فترة توليه منصبه، لافتاً: "سوف نرى ذلك، وأنا متأكد تماماً”.

ألمانيا بصدد تعديل توقعات الناتج المحلي في 2023 إلى الانكماش

بوادر انقشاع الأزمات

إلى ذلك، قال فينك، من "غولدمان" إن وضع الشركات تحسَّن في مواجهة الأزمات. أضاف: "رأينا بالفعل في الربع الثاني انتعاشاً بشكل أو بآخر، استناداً إلى حقيقة أن دورة رفع أسعار الفائدة ستنتهي، وسنصل إلى بيئة أكثر استقراراً"، متوقعاً صفقات جديدة في السوق، معتبراً أن سجل الشركات حافل بالصفقات أيضاً.

أشار فينك إلى أن الشركات تتعافى من الأزمات الناجمة عن الجائحة والحرب في أوكرانيا، موضحاً أن هناك الكثير من الأعمال المطروحة على أجندة الشركات، والاستقرار لا يرى في أي مكان.

لا تضخم في أوروبا على غرار السبعينات

من جانبه، أدلى أوسكار آرس، المدير العام للاقتصاد والبحوث في البنك المركزي الأوروبي، تصريحات مماثلة، قائلاً إن الخدمات تفقد زخمها حالياً، وإن المصنعين بالفعل يعانون "ضعفاً شديداً للغاية". كل هذا يتوقف على تعريف الركود التضخمي، ولكن نحن لسنا أمام شيء مماثل لما رأيناه في عقد السبعينات من القرن الماضي". فيما يتعلق باحتمال حدوث ركود تضخمي، أضاف آرس: "نحن نشهد نمواً قوياً للأجور، وفقا للمعايير القياسية، ولكن ما زلنا بعيدين عما رأيناه في السبعينات".

"المركزي الأوروبي" يرفع أسعار الفائدة للمرة العاشرة ويلمح إلى التوقف المؤقت

صندوق النقد: التضخم هو المشكلة رقم 1

قال ألفريد كامر، المدير الأوروبي لصندوق النقد الدولي: "التضخم هو المشكلة رقم 1 التي يجب السيطرة عليها". انخفض التضخم في منطقة اليورو إلى النصف تقريباً من مستوى قياسي بلغ 10.6% في أكتوبر، لكنه لا يزال أعلى من 5%، أي أكثر من ضعف هدف البنك المركزي الأوروبي.

أضاف أن النمو البطيء بمنطقة اليورو، يتماشى مع ما كان يتوقعه صندوق النقد، مشيراً إلى أن إنتاج التصنيع يتباطأ، ومن المنتظر أن يتبع ذلك الخدمات".