بلومبرغ: الدولار أفضل ملاذ وسط مخاوف إغلاق الحكومة الأميركية

الطلب على الدولار يرتفع مع تدهور سندات الخزانة.. والين والفرنك السويسري ينخفضان 2% خلال سبتمبر

رزم من الأوراق النقدية من فئة 100 دولار
رزم من الأوراق النقدية من فئة 100 دولار المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مرة جديدة، تثبت العملة الخضراء أنها الملاذ الآمن الوحيد.

سندات الخزانة تتراجع، وتقود أسواق السندات الأخرى إلى الانخفاض، إذ يشير الإغلاق الحكومي الوشيك إلى احتمال أن يدفع إسراف الولايات المتحدة المالي إلى إصدارها المزيد من السندات. ومع تصميم البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، لا يوجد أمام المستثمرين سوى ملاذات قليلة بخلاف العملة الاحتياطية العالمية.

في الواقع، يدفع تراجع الأوراق المالية السيادية الأميركية نحو زيادة الطلب على الدولار، بمساعدة أيضاً من رفع أسعار الفائدة التي يمكن لمشتري العملة تلقيها، والإبقاء عليها مرتفعة. يواجه المستثمرون وضعاً غير مسبوق بتكبد خسائر للعام الثالث على التوالي، مع تدهور سوق سندات الخزانة البالغ حجمها 25.5 تريليون دولار نتيجة لمخاوف متعلقة بالسيولة، والتشديد الأكثر حدة للسياسة النقدية الذي يجريه "الاحتياطي الفيدرالي"، فضلاً عن زيادة إصدارات السندات الحكومية الأميركية، والتذبذب الناتج في الأسعار، فيما يُجبَر المستثمرون على التخلي عن الرهانات المستقبلية الكبيرة.

قال أندرو تايسهرست، المحلل الاستراتيجي لأسعار الفائدة في شركة "نومورا" (Nomura Inc) في سيدني: "الدولار الأميركي ملاذ آمن مرتفع العائد وعالي النمو، وهذا مزيج قوي واستثنائي. نتوقع استمرار قوة الدولار، مدفوعاً باختلافات معدلات النمو، وأسعار الفائدة المرتفعة، وتوقع اتخاذ المزيد من الإجراءات البعيدة عن المخاطرة في المستقبل".

الين يواصل خسائره

ارتفع مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" 1.8% خلال الشهر الجاري، في الوقت الذي تكبدت فيه الملاذات الآمنة البديلة خسائر في معظمها. فالسندات الحكومية العالمية تتدهور وتتجه نحو تسجيل أسوأ أداء شهري لها في عام، فيما انخفض الين الياباني والفرنك السويسري بأكثر من 2%، ويواصل الذهب تراجعه أيضاً. أما "بتكوين"، فقد تمكنت من تحقيق مكاسب متواضعة، رغم أنها لا تزال منخفضة بنسبة 14% خلال الربع الثالث من العام الجاري.

ارتفعت عائدات السندات يوم الثلاثاء محققة مستوى مرتفعاً جديداً هو الأعلى منذ سنوات عدة، حتى بعدما أشارت "موديز إنفستورز سيرفس" (Moody’s Investors Service)، وهي وكالة التصنيف الائتماني الكبرى الوحيدة التي أبقت على تصنيف مرتفع للولايات المتحدة، عن تراجع ثقتها قبيل إغلاق حكومي محتمل.

يتجه الين نحو تسجيل ثالث خسارة سنوية على التوالي بأكثر من 10%، فيما يتمسك "بنك اليابان" بالتيسير النقدي الشديد خلال موجة من التقشف العالمي. عزز كازو أويدا، محافظ "بنك اليابان" موقفه المؤيد للتيسير النقدي هذا الشهر، مخيباً آمال المراهنين على ارتفاع الين، والذين أملوا أن يشير إلى اتخاذ خطوة تجاه إنهاء أسعار الفائدة السالبة.

يتجه مؤشر "بلومبرغ" للسندات الحكومية العالمية إلى تحقيق أسوأ شهر له خلال عام، حيث انخفض 2.9%.