تقلّب السندات الأميركية يطيح بالأسهم والعملات الآسيوية

توقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول في الولايات المتحدة خيمت على جميع أركان السوق الآسيوية

رجل ينظر إلى هاتفه بينما تعرض لوحة إلكترونية معلومات الأسهم في بورصة الأوراق المالية الأسترالية
رجل ينظر إلى هاتفه بينما تعرض لوحة إلكترونية معلومات الأسهم في بورصة الأوراق المالية الأسترالية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بدأت موجة البيع السريعة لسندات الحكومة الأميركية بنشر الاضطراب في الأسواق الآسيوية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتسب في الضغط على العملات، كما دفع الأسهم نحو منطقة التصحيح.

تراجع مؤشر "إم أس سي آي" للأسهم الآسيوية لليوم الثالث، مواصلاً انخفاضه بعد وصوله لأعلى مستوياته في يوليو عند ما يزيد قليلاً عن 10%. فيما واصلت سندات الخزانة الأميركية خسائرها هي الأخرى في التعاملات الآسيوية، حيث اقتربت العائدات على السندات لأجل 10 و30 عاماً من 5%. وتراجعت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية بعدما تدنى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى أقل مستوياته منذ أربعة أشهر يوم الثلاثاء.

في ظل عمليات بيع الديون العالمية الموسعة، صعدت عائدات السندات اليابانية لأجل خمس سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ عقد كامل.

العملات الآسيوية تتراجع

تعرض الين الياباني لضربة قاسية خلال ساعات التداول في الولايات المتحدة بعد تراجعه في وقت سابق إلى مستويات يتوقع بعض المتداولين أنها ستؤدي إلى تدخل بنك اليابان المركزي لدعم عملة البلاد.

في دول أخرى، قال محافظ البنك المركزي في تايوان للمشرعين إن البنك سيتدخل لتخفيف تقلبات العملة إذا لزم الأمر، فيما أوضح بنك إندونيسيا المركزي أنه يشتري سندات في السوق للمساعدة في استقرار عملة البلاد الروبية.

تعتبر أسعار الفائدة الأميركية بالغة الأهمية بالنسبة للأسواق العالمية، حيث يقدر المستثمرون على أساسها توقعات كل شيء تقريباً، مثل الأسهم والعملات، خاصة عندما يتوقعون استمرار سياسة التشديد النقدي لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لفترة طويلة.

الصين تعيد "مورغان ستانلي" للتشاؤم بشأن عملات الأسواق الناشئة

خلال أمس الثلاثاء، ظهرت موجة جديدة من عمليات البيع الموسعة في الأسواق بعدما عززت بيانات فرص العمل الأميركية الأفضل من المتوقع الرهانات على مواصلة الفيدرالي لمسيرة رفع أسعار الفائدة.

وقال هيبي تشين، المحلل في شركة "آي جي ماركتس" (IG Markets) في ملبورن، إن الاضطراب في أسواق السندات أدى إلى تراجع التفاؤل بأن بداية الشهر الجديد ستجلب بعض الاستقرار للعالم المالي. لكن بدلاً من ذلك، أدت عوائد السندات التي تواصل صعودها على ما يبدو، وتوقعات أسعار الفائدة الضبابية إلى تفاقم المخاوف بشكل كبير".

الدولار الأميركي يواصل الصعود

ارتفع مؤشر بلومبرغ الذي يقيس قوة الدولار الأميركي لليوم الثالث على التوالي بعد صعوده إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر يوم الثلاثاء، مدعوماً بزيادة عوائد سندات الخزانة.

وفي وقت سابق، رفض ماساتو كاندا، كبير مسؤولي العملة اليابانية التعليق على ما إذا كان البنك المركزي قد تدخل لدعم العملة يوم الثلاثاء عندما ارتفع الين فجأة من أضعف مستوياته خلال عام. فيما انخفض الدولار النيوزيلندي بعدما أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير، وأشار إلى توقعات نمو ضعيفة.

ارتفاع الدولار يخلق "تشديداً زائفاً" في منطقة جنوب شرق آسيا

في الصين، صعد العائد على الائتمان الصيني ذي تصنيف الدرجة الاستثمارية المقوم بالدولار إلى أعلى مستوياته في 11 شهراً، بعدما ارتفع أكثر من 100 نقطة أساس من أدنى مستوياته في مايو. رغم هذا، لم تخرج فروق الأسعار عن النطاق الذي تحركت فيه منذ بداية هذا العام. وتقضي الصين عطلة رسمية لمدة أسبوع.

رهانات الفيدرالي

ارتفع عدد فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة إلى 9.61 مليون في أغسطس، مقارنة بأقل من 9 ملايين في الشهر السابق، وفقاً لمكتب إحصاءات العمل.

"غولدمان ساكس": أسعار الفائدة المرتفعة بدأت تؤثر على أرباح الشركات الأميركية

دفعت هذه البيانات متداولي عقود المقايضة إلى زيادة الرهانات على رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر بنسبة تزيد عن 50%.

شدد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، الذي لن يصوت هذا العام، على "ضرورة بقاء أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول"، يوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن البنك المركزي بحاجة إلى الاستمرار في سياسة التشديد النقدي "لفترة طويلة". وتوقع خفضاً واحداً لسعر الفائدة في عام 2024 قرب نهاية العام. وتتوافق تعليقاته مع توقعات صناع السياسة النقدية الآخرين في الفيدرالي ممن يميلون للاستمرار في سياسة التشديد النقدي أيضاً.

توقعات أسعار الفائدة الأميركية

وفقاً لبن باول، كبير استراتيجيي الاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في معهد بلاك روك للاستثمار في سنغافورة، قد لا يتحول بنك الاحتياطي الفيدرالي عن سياسته الحالية في أي وقت قريب.

مسؤولتان بـ"الفيدرالي" الأميركي تتوقعان زيادة أسعار الفائدة

وأضاف في حوار مع تلفزيون بلومبرغ: "نشهد مزيداً من الإشارات على مواصلة الفيدرالي لرفع سعر الفائدة". وتابع أن تشديد أوضاع السوق المالية سيستمر، وسيكون لذلك العديد من العواقب السلبية على السوق غالباً.

وبعد نشر بيانات سوق العمل الأميركي، سيتحول تركيز المتداولين الآن إلى تقرير كشوف المرتبات الشهرية الذي سيتم الكشف عنه يوم الجمعة المقبل.

في أسواق أخرى، استقرت أسعار النفط قبل مراجعة "أوبك+" لسوق الخام العالمية، والتحديث الأسبوعي لبيانات المخزونات الأميركية، فيما شهدت أسعار الذهب تغيراً طفيفاً.

آسيا والمحيط الهادئ

الدولار الأميركي

عائدات السندات الحكومية