شركات عالمية عملاقة تنفق 3600 دولار بالثانية للإعلان خلال كأس العالم للكريكيت في الهند

مستهلكو أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم يعتبرون الجائزة الأكبر للعلامات التجارية والاستهلاكية

إعلان لشركة "أرامكو السعودية" معروض خلال مباراة تمهيدية ضمن بطولة كأس العالم للكريكيت في الهند 2023، يوم 3 أكتوبر
إعلان لشركة "أرامكو السعودية" معروض خلال مباراة تمهيدية ضمن بطولة كأس العالم للكريكيت في الهند 2023، يوم 3 أكتوبر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تنفق الشركات العالمية ملايين الدولارات لإبراز أسمائها في بطولة كأس العالم للكريكيت في الهند، حيث يمثل الحدث الرياضي لحظة مناسبة لتستفيد العلامات التجارية من الدولة المولعة بلعبة الكريكيت، والتي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة.

تستضيف الهند البطولة التي تستمر من 5 أكتوبر وحتى منتصف نوفمبر، ما يضمن للرعاة أكثر من مليار مشاهد في جميع أنحاء العالم، بدءاً من أوروبا ووصولاً إلى أوقيانوسيا. لكن المستهلكين في الدولة الأكثر كثافة سكانية في العالم يشكلون الجائزة الأكبر، خصوصاً بالنسبة إلى العلامات التجارية الأجنبية، كما قال مادان سابنافيس، كبير الاقتصاديين في "بنك أوف بارودا" (Bank of Baroda).

صراع المليارديرات.."بيزوس" يصطدم بـ"إمباني" في المنافسة على مباريات "الكريكيت"

يُرجح أن تنفق العلامات التجارية حوالي 20 مليار روبية هندية (240 مليون دولار) في مواقع الإعلانات على منصات البث خلال البطولة، وفقاً لتقديرات جيهيل ثاكار، الشريك في "ديلويت إنديا" (Deloitte India)، والذي أشار إلى أن مرور إعلان مدته 10 ثوان خلال المباريات يكلف ما يصل إلى 3 ملايين روبية (36,032 دولار)، أي بزيادة 40% مقارنةً بكأس العالم الأخير في عام 2019.

أضاف ثاكار: طلب الشركات لجذب الأنظار، قوي بالفعل".

الرياضة الأكثر شعبية

وفي ظل التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده الصين، وتوتراتها الجيوسياسية مع الاقتصادات الغربية، تبرز السوق الاستهلاكية المزدهرة في الهند كمكان مناسب للشركات العالمية التي تبحث عن النمو. يُتوقع أن تقود الدولة الواقعة في جنوب آسيا خمس التوسع الاقتصادي العالمي في العقد المقبل، وأن تصبح اقتصاداً بقيمة 10 تريليونات دولار بحلول عام 2035، وفقاً لبعض التقديرات.

تعتبر الكريكيت إلى حد بعيد، الرياضة الأكثر شعبية في الهند، حيث تجذب أكثر من 1.5 مليار دولار من الرعاية والإنفاق على وسائل الإعلام سنوياً، وفقاً لبحث أجرته "جيفريز" (Jefferies)، أي ما يمثل 85% من إجمالي الإنفاق المرتبط بهذه الرياضة.

"أمازون" تنسحب من منافسة شرسة على كعكة بث مباريات "الكريكيت" الهندي

قال سابنافيس: "تحظى لعبة الكريكيت بشعبية أقل على مستوى العالم مقارنةً بالرياضات الأخرى مثل كرة القدم، لكن الضجة الكبيرة التي تشهدها هذه اللعبة في الهند غير موجودة في أي مكان آخر".

من بين العلامات التجارية التي تدفع مقابل البث خلال كأس العالم، أسماء شركات كبيرة مثل "كوكا كولا" (Coca-Cola) و"غوغل باي" (Google Pay) التابعة لشركة "ألفابت"، ووحدة "هندوستان يونليفر" (Hindustan Unilever) في الهند التابعة لوحدة "يونليفر إنديا" (Unilever India)، في حين تشمل قائمة الشركاء الرسميين للمجلس الدولي للكريكيت "أرامكو السعودية"، و"طيران الإمارات"، و"نيسان موتور".

دفعة كبيرة لاقتصاد الهند

أشار ثاكار إلى أن قائمة العلامات التجارية المعروضة تظهر تحولاً إلى قطاعات أكثر تقليدية، مثل السلع الاستهلاكية والسيارات والهواتف، حيث خفّضت شركات تكنولوجيا التعليم والمراهنات عبر الإنترنت التي كانت ذات يوم راعياً رئيسياً، إنفاقها في ظل المخاوف المتعلقة بالديون والمخاوف التنظيمية.

قالت "ديزني ستار" (Disney Star)، التي تمتلك حقوق البث التلفزيوني الحصرية لكأس العالم في الهند، في بيان صدر يوم أمس الأربعاء، إنها تشارك مع 26 شركة في رعاية البطولة، بما في ذلك "بوكينغ دوت كوم" (Booking.com BV) وعملاقة الكحول العالمية "دياجيو" (Diageo Plc).

حقوق بث الدوري الهندي للكريكيت ثروة الملياردير "أمباني" التالية

سيحصل اقتصاد الهند على دفعة كبيرة في إنفاق الأسر خلال كأس العالم، حيث يسافر المشجعون لحضور المباريات أو مشاهدتها في أماكن مثل المطاعم والحانات، أو طلب الوجبات السريعة في المنزل. ارتفعت أسعار الفنادق بنسبة 150% في المتوسط في الأيام التي ستلعب فيها الهند، وفقاً لمذكرة صدرت عن محلل "جيفريز"، براتيك كومار.

تتوقع الشركات أيضاً أداءً قوياً في ربع السنة المنتهي في ديسمبر، حيث يتزامن كأس العالم مع موسم الأعياد في الهند، والذي يمتد من سبتمبر إلى يناير. على سبيل المثال عيد الديوالي الذي يُصادف في منتصف نوفمبر، أي مع اقتراب البطولة من نهايتها.

قال يانيك كولاكو، المؤسس المشارك لـ"فان كود" (FanCode)، شريك البيع بالتجزئة الرسمي لمجلس الكريكيت الدولي في الهند :"كأس العالم للكريكيت هو أكبر حدث رياضي لهذا العام بالنسبة إلى الجماهير في مختلف أنحاء البلاد". وأضاف: "لا توجد بطولة رياضية أخرى تأسر قلوب وعقول المشجعين الهنود مثل كأس العالم للكريكيت. لهذا السبب ترى العلامات التجارية والشركات تتسارع لتكون طرفاً في هذه البطولة".