النفط يقفز 5% على وقع الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية

عمود من الدخان يتصاعد من مبنى في ميناء غزة بعد غارة جوية إسرائيلية في 8 أكتوبر 2023.
عمود من الدخان يتصاعد من مبنى في ميناء غزة بعد غارة جوية إسرائيلية في 8 أكتوبر 2023. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار النفط بما يصل إلى 5% بعد أن هدد الهجوم الأوسع والأكثر دموية على إسرائيل منذ عقود بإشعال التوترات في الشرق الأوسط، مصدر حوالي ثلث النفط الخام في العالم.

تم تداول خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 86 دولاراً للبرميل مع عودة علاوة مخاطر الحرب إلى الأسواق. وتجاوز عدد القتلى من الجانبين في أعقاب هجمات حماس ضد إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع 1100 شخص مع دخول القتال لليوم الثالث، في حين قالت الولايات المتحدة إنها سترسل سفناً حربية إلى المنطقة.

لا تشكل الأحداث الأخيرة في إسرائيل تهديداً مباشراً على تدفقات النفط؛ لكن هناك خطر من أن يتطور الصراع إلى حرب بالوكالة أكثر تدميراً، مما قد يؤدي إلى تورط الولايات المتحدة وإيران. كما أن أي رد انتقامي ضد طهران وسط تقارير عن تورطها في الهجمات قد يعرض للخطر مرور سفن نقل الخام عبر مضيق هرمز، وهو ممر حيوي هددت إيران في السابق بإغلاقه.

أنظار التجار تتجه إلى النفط الإيراني وسط تصعيد إسرائيل الحرب

وقالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة التحليل "فاندا إنسايتس" ومقرها سنغافورة: "على الرغم من أنه يجب إبقاء السيناريو الأسوأ لحرب إقليمية في الاعتبار، إلا أنه ليس حالتي الأساسية". "سيسود ضبط النفس والعقول الأكثر هدوءاً لأنه لن يكون هناك سوى الخاسرين في حرب أوسع نطاقاً".

كانت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط وخام برنت القياسي في مسار تراجع هذا الشهر؛ حيث انخفضت بنحو 10 دولارات للبرميل قبل الهجوم على إسرائيل؛ وذلك بعدما ألقت المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ النمو الاقتصادي بظلالها على توقعات الطلب. طغت هذه المخاوف على الاتجاه الصعودي الذي أدى إلى ارتفاع حاد في الربع الثالث مع تشديد الأرصدة المادية بسبب تخفيضات إنتاج النفط الخام التي قادتها السعودية لفترة طويلة.

إد مورس وإيريك لي، المحللان في "سيتي غروب"، كتبا في مذكرة، إن الحرب بين إسرائيل وحماس تقلل من التوقعات بأن السعودية ستخفض أو تلغي قيود الإنتاج البالغة مليون برميل يومياً. وأضافا أن المخاطر تتزايد أيضاً من أن إسرائيل ستهاجم إيران.

العين على مضيق هرمز

تأتي الهجمات بعد أشهر من تخفيف التوتر بين واشنطن وطهران، مع انتعاش شحنات النفط الخام من إيران إلى أعلى مستوى لها منذ خمس سنوات بمباركة أميركا الضمنية. وفي السيناريو المتطرف، يمكن لإيران أن تنتقم وتستهدف مضيق هرمز، إذا وجد النظام الإيراني نفسه في الزاوية. ويعد الممر المائي ضرورياً لحركة ما يقرب من 17 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات يومياً.

هل يمثل هجوم "حماس" على إسرائيل حرب 1973 أخرى بالنسبة للنفط؟

وكتب محللون من "أر بي سي كابيتال ماركتس"، ومنهم هيليما كروفت، في مذكرة: “إذا اتهمت إسرائيل إيران بالتورط المباشر، نعتقد أنه سيكون من الصعب على الأرجح على إدارة بايدن الاستمرار في تبني نظام العقوبات (على إيران) المتساهل هذا”. "نتوقع أن يزعم النقاد في الكونغرس وأماكن أخرى أن البيت الأبيض يزود إيران بالموارد المالية اللازمة لرعاية مثل هذه الجهات الخبيثة".

كيف تحركت أسعار النفط في العقود الآجلة؟

انعكست أحداث نهاية الأسبوع على منحنى العقود الآجلة للنفط، على الرغم من أن التحركات لم تكن مثيرة. صعد فرق النطاق الزمني الفوري لخام غرب تكساس الوسيط إلى 1.72 دولار للبرميل، في نمط باكورديشنباكورديشن - Backwardationباكورديشن: حالة يكون فيها سعر الأصل في العقود ذات الأجل الأقرب أعلى من الأسعار المتداولة في العقود ذات الأجل الأبعد. يمكن أن يحدث الباكورديشن نتيجة لارتفاع الطلب على الأصل حالياً أكثر من العقود التي تستحق في الأشهر القادمة.، وهو نمط أسعار صاعد في السوق يشير إلى التوتر بشأن العرض، بعدما كان الفرق 1.51 دولار يوم الجمعة.

وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في "أي ان دي غروب" (ING Groep NV): "إن قلة الحركة في الفترات الزمنية لخام غرب تكساس الوسيط تشير إلى أن هناك تغييراً طفيفاً في أساسيات العرض والطلب حالياً.. على الرغم من أن عدم اليقين بشأن كيفية تطور الوضع من المرجح أن يدعم الأسعار".