إيرادات "سناب" تعود إلى النمو مع تحسّن أعمال الإعلانات

عادت إيرادات شركة "سناب" (Snap) إلى النمو في الربع الثالث بعد فصلين من الانخفاض، مما يدل على أن التحسينات طويلة الأمد في أعمالها بالإعلانات الرقمية بدأت تؤتي ثمارها أخيراً. ومع ذلك، حذرت الشركة من أن هذا النمو قد يتضاءل في الربع الحالي بسبب تأخر المعلنين على خلفية الحرب بين إسرائيل و(حماس) في غزة.

وقالت "سناب" يوم الثلاثاء في بيان إن المبيعات زادت 5.4% إلى 1.19 مليار دولار في الفترة المنتهية في 30 سبتمبر. وكان متوسط توقعات المحللين قد رجح انخفاض الإيرادات 2%، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

نتائج "سناب" تصدم الأسواق وتؤثر سلباً على أسهم التواصل الاجتماعي

عملت "سناب" معظم العام على تجديد الأعمال الإعلانية على تطبيق "سناب تشات" في محاولة لعكس اتجاه التباطؤ في المبيعات. ويعد ذلك جزءاً من استراتيجية أعلنتها الشركة العام الماضي لاستهداف الاستثمارات والمشاريع التي يمكن أن تعزز الإيرادات بشكل مباشر.

جهود "سناب" لتنشيط المنصة الإعلانية

قال إيفان شبيغل، الرئيس التنفيذي للشركة في بيان: "نركز على تحسين منصتنا الإعلانية لتحقيق عائد أعلى على الاستثمار لشركائنا في مجال الإعلان، وقمنا بتطوير جهودنا في سياسة البيع لتقديم خدمة أفضل لشركائنا وتحقيق نجاح العملاء".

مضى أكثر من عام على عملية الإصلاح الشاملة التي تجريها "سناب" لأعمالها. كما حقق عرض الاشتراك الخاص بها نجاحاً مبكراً، المعروف بـ "سناب تشات +" (Snapchat+) الفريد من نوعه بين صناعة الوسائط الاجتماعية والذي يضم بالفعل أكثر من 5 ملايين مشترك يدفعون 3.99 دولار للوصول المبكر إلى الميزات داخل التطبيق. وفي الوقت نفسه، أرسل أكثر من 200 مليون شخص ما يفوق 20 مليار رسالة إلى برنامج دردشة "ماي إيه آي" (My AI chatbot) الخاص بها، والذي يمكن أن يساعد في زيادة التفاعل مع التطبيق.

لم تكن كل مشاريع تنويع الأعمال ناجحة. ففي الربع الأخير، أغلقت الشركة قسماً جديداً يركز على تقديم خدمات الواقع المعزز للشركات. كان الهدف هو السماح لتجار التجزئة بتكييف تقنية "سناب" للواقع المعزز لمواقعهم الإلكترونية الخاصة، لكن الشركة أدركت في النهاية أن التكلفة المطلوبة والتعقيد لا يستحقان العناء.

الإعلانات تأثرت بحرب إسرائيل وحماس

من جهة أخرى، قالت الشركة إنها لاحظت توقف "عدد كبير" من الحملات الإعلانية التي تركز على العلامات التجارية في الربع الثالث بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، وتتوقع أن يستمر هذا التأخير في الربع الرابع.

ونتيجة لذلك، قالت "سناب" إنه سيكون من "غير الحكمة" تقديم توقعات رسمية للربع الحالي، رغم أن تقديراتها الداخلية ترجح نمو الإيرادات من 1.32 مليار دولار إلى 1.38 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 2% إلى 6%. ويقارن ذلك بمتوسط ​​تقديرات بلغ 1.34 مليار دولار.

يفحص المستثمرون النتائج المعلنة يوم الثلاثاء من قبل "سناب" وعملاقة الإعلانات الرقمية "ألفابت" للحصول على أدلة حول صحة السوق. في حين أن نتائج الأعمال السحابية لشركة "ألفابت" كانت مخيبة للآمال، إلا أن إيرادات الإعلانات من وحدتي "غوغل" و"يوتيوب" تجاوزت تقديرات المحللين.

إيرادات وأرباح "ألفابت" من الأعمال السحابية دون التوقعات

ويشير ذلك إلى أن المسوقين أصبحوا أكثر استعداداً للإنفاق مما كان متوقعاً، حتى في مواجهة التضخم والحروب في أوكرانيا وإسرائيل. ومن المرتقب أن تعلن "ميتا بلاتفورمز"، التي تحقق ما يقرب من 98% من إيراداتها من الإعلانات الرقمية، عن نتائج أعمالها اليوم الأربعاء بعد إغلاق السوق.

صعدت أسهم "سناب" بسرعة بنسبة تصل إلى 24% في التداولات الممتدة قبل التخلي عن جميع المكاسب، ليغلق السهم عند 9.70 دولار في نيويورك، لتصل مكاسبه منذ مطلع العام إلى 8.4% هذا العام.

الشركة تتوقع زيادة أعداد المستخدمين النشطين

أعلنت "سناب" أيضاً عن تقاعد رئيسها التنفيذي للعمليات جيري هانتر، الذي شغل هذا المنصب منذ 2022. وتم تكليف هانتر، الذي كان يشغل سابقاً منصب نائب الرئيس الأول للفريق الهندسي، بمهمة تقريب الجوانب الفنية والإعلانية للشركات من بعضها بعضاً للمساعدة في إصلاح أعمال "سناب" في الإعلانات. وسيتم نقل مسؤولياته إلى المديرين التنفيذيين الآخرين بحلول نهاية الشهر، على الرغم من أنه سيبقى مع الشركة ويساعد في عملية الانتقال حتى 1 يوليو.

يستخدم تطبيق "سناب تشات" 75% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13عاماً و34 عاماً في أكثر من 25 دولة لإرسال رسائل قابلة للاختفاء ومشاركة مقاطع فيديو ذات مؤثرات خاصة. وقالت الشركة إن لديها 406 ملايين مستخدم نشط يومياً في هذا الربع، بزيادة قدرها 12% عن العام السابق. وقالت "سناب" إنها تتوقع أن يرتفع عدد المستخدمين النشطين بشكل يومي إلى نطاق يتراوح بين 410 ملايين إلى 412 مليوناً في الربع الحالي.

وفي الربع الثالث، سجلت "سناب" خسارة صافية قدرها 368.3 مليون دولار، وهي أقل من متوسط ​​تقديرات المحللين البالغ 397.8 مليون دولار. وافق مجلس إدارة الشركة على خطة إعادة شراء أسهم بمبلغ يصل إلى 500 مليون دولار.