أسهم آسيا تنخفض بسبب مخاطر الأرباح والين تحت مجهر المستثمرين

شركات القارة تبعت تراجع نظيراتها الأميركية بعد إعلان أرباح ضعيفة

شاشة عامة تعرض أسعار الأسهم في شنغهاي، الصين
شاشة عامة تعرض أسعار الأسهم في شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت الأسهم الآسيوية وواصلت العقود المستقبلية الأميركية انخفاضاها بعد إعلان سلسلة من نتائج أرباح الشركات الضعيفة التي أدت إلى تدهور معنويات المستثمرين. كما أصيب متداولو العملات بحالة من التوتر بعدما ضعف الين متجاوزاً مستوى رئيسي.

انخفض مؤشر "إم سي إس آي" للأسهم الآسيوية بأكبر قدر خلال أسبوع، مع تراجع المؤشرات القياسية في كوريا الجنوبية واليابان بأكثر من 2% لكل منهما.

يأتي هذا التراجع عقب انخفاض مماثل في أسهم الشركات الأميركية، على وقع إعلان أرباح شركة "ميتا" والشكوك المستقبلية المحيطة بمستقبل الشركة. كما جاءت مبيعات منتجات الحوسبة السحابية في شركة "ألفابت"، الشركة الأم لشركة "غوغل" دون التوقعات.

كما خسرت الأسهم في هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة بفضل تعزيز ثقة المستثمرين عقب الإعلان عن إجراءات التحفيز الجديدة في بكين.

أداء السندات والعملات

حافظت عوائد سندات الخزانة على معظم الارتفاع الذي شهدته يوم الأربعاء في آسيا، والذي نتج عن ضعف الطلب على بيع السندات ذات أجل خمس سنوات. وساعدت عودة أسعار النفط المرتفعة في الجلسة السابقة على ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات مجدداً إلى 5%. وعادة ما تضر عائدات سندات الخزانة المرتفعة بأحوال الاستثمار في شركات التكنولوجيا من بين عدة عوامل أخرى.

الين الياباني يهبط إلى أدنى مستوياته في 3 عقود أمام الدولار

في سوق العملات، ارتفع الدولار مقابل العملات الرئيسية، مع صعود مقياس بلومبرغ للدولار نحو أعلى مستوى خلال عام، وهو المستوى نفسه الذي شهده في وقت سابق من هذا الشهر. كما انخفض الدولار الأسترالي بعدما قلل محافظ البنك المركزي من أهمية التأثير المتوقع لأرقام التضخم الكبيرة.

تسبب ارتفاع عوائد سندات الخزانة أيضاً في انخفاض الين إلى ما يزيد عن 150 يناً مقابل الدولار مجدداً، مما يزيد من خطر تدخل السلطات في طوكيو لانتشاله. وقال وزير المالية الياباني، شونيتشي سوزوكي، إن السلطات تشعر بقلق بالغ إزاء تقلبات العملة.

تقلبات سوقية مرتفعة

قال كايل رودا، وهو محلل أول لدى مؤسسة "كابيتال دوت كوم" (Capital.com) في ملبورن: "نعيش في هذه البيئة المحفوفة بالمخاطر حقاً، ولا يوجد سبب يدفع المستثمرين لعدم التفكير في المخاطر عند تخصيص استثماراتهم" وذلك في ظل عدم اليقين بشأن الصراع في الشرق الأوسط والبيانات الأميركية التي ما تزال مرتفعة.

واضاف: "تحركات عوائد سندات الخزانة الأميركية التي يتوقع بقاؤها حول نطاق 5% على المدى القريب ستنعكس علينا بالسلب في نهاية المطاف. إنها بيئة غير مواتية للغاية".

النفط يهدأ بعد قفزة كبيرة عقب تأكيد إسرائيل خطة غزو غزة

في إطار متصل، استقر النفط مع تداول خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 85 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعه بنسبة 2% في الجلسة السابقة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تخوض معركة وجودية، وإن استعدادات الغزو البري لغزة ما تزال جارية. وأدت هذه التصريحات إلى عودة علاوة الحرب في أسعار النفط من جديد بعد تراجعها خلال الجلسات القليلة الماضية.

التركيز على نتائج أرباح الشركات

عانت الشركات الأميركية من سلسلة من أرباح الشركات الضعيفة، مما أدى إلى انخفاض الأسهم يوم الأربعاء وسط تقلبات متزايدة في سندات الخزانة. كما راقب المتداولون التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي، جو بايدن، بعدما طلب من إسرائيل تأجيل غزوها حتى يمكن إطلاق سراح مزيد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

مستقبل التداول

لم يبدُ مشهد التداول العالمي بهذا النشاط المكثف من قبل، حيث تجاوز نطاق التداول 3700+ نقطة في مجموعة من أكبر أسواق العالم بما فيها، التداول على مؤشر "داكس 40"، والذهب، وأسهم "أبل". وكانت منصة "كابيتال دوت كوم" الأكثر نشاطاً في استقبال التداولات على تطبيقها.

"غولدمان" يحذر: سوق الأسهم مهددة بسبب توترات الشرق الأوسط

قال هوارد وارد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "غروث إيكويتيز" ومدير المحفظة في مؤسسة "غابيلي فاندز": "التركيز يتحول حالياً نحو الأرباح، لأنها تؤثر بشكل رئيسي على أسعار الأسهم. فالآن سيبدأ العمل الجاد، لأن الركود سيؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي، وتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض الأرباح، مما يعني تراجع أسعار الأسهم".

بالعودة إلى آسيا، أعلنت شركة "إس كيه هينيكس" ((SK Hynix، ثاني أكبر مُصنعة في العالم لرقائق الذاكرة، عن انخفاض أقل حدة في إيرادات الربع الثالث، وقالت إنها ستزيد الإنفاق الرأسمالي، وهي علامة على أن سوق أشباه الموصلات العالمية ربما تكون على طريق التعافي. وما يزال سعر سهم الشركة ينخفض وسط موجة بيع واسعة النطاق في الأصول عالية المخاطر.

وفي أسواق أخرى، ارتفع سعر الذهب وتم تداوله بما يزيد عن 1980 دولاراً للأونصة.

آسيا والمحيط الهادئ