رهانات نهاية التشديد النقدي تقود الأسواق.. و"إس آند بي 500" يربح 1.9%

"إس آند بي 500" يسجل أقوى صعود يومي منذ أبريل.. و"ناسداك 100" يضيف 1.7%

شريط إلكتروني يعرض أسعار الأسهم في منطقة لوجياتسوي المالية في بودونغ في شنغهاي، الصين
شريط إلكتروني يعرض أسعار الأسهم في منطقة لوجياتسوي المالية في بودونغ في شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفزت الأسهم الأميركية بعد يوم من تلميح بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه ربما انتهى رفع أسعار الفائدة، وينتظر المتداولون الآن بفارغ الصبر تقرير الوظائف المرتقب صدوره يوم الجمعة. وفي التعاملات المتأخرة، تراجعت أسهم "أبل" بعد الإعلان عن انخفاض مبيعاتها للربع الرابع على التوالي وتسجيل أطول فترة تراجع متواصل منذ 2001.

في جلسة صاعدة دعمها توافر ظروف بناء مراكز بعد التشبع البيعي، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بنحو 2%، مسجلاً أقوى صعود منذ أبريل. وتراجع "مؤشر الخوف" (VIX) بالسوق -والمعروف أيضاً بمؤشر التقلب- عن مستوى 16، ليكسر مستوى فني رئيسي.

وتفوّق أداء سندات الخزانة طويلة الأجل، وانخفض العائد على السندات لأجل 30 عاماً بمقدار 13 نقطة أساس ليصل إلى 4.8%. وتراجع الدولار. صعد الجنيه الإسترليني مع تقليل بنك إنجلترا من احتمالات خفض أسعار الفائدة. ووصل النفط إلى 82 دولاراً.

رهانات انتهاء تشديد السياسة النقدية تصعد بأسعار النفط

ترقب بيانات الوظائف

وقبيل صدور بيانات الوظائف، أظهر تقرير أن إنتاجية العمل في الولايات المتحدة ارتفعت بأكبر قدر في ثلاث سنوات، مما ساعد على تخفيف التأثير التضخمي لنمو الأجور الأخير. وارتفعت طلبات إعانة البطالة المستمرة للأسبوع السادس على التوالي، مما يشير إلى أن أولئك الذين فقدوا وظائفهم بدؤوا يواجهون صعوبة أكبر في العثور على فرص جديدة. ويتوقع الاقتصاديون أن ترتفع الوظائف غير الزراعية بمقدار 180 ألف وظيفة في أكتوبر بعد زيادة قدرها 336 ألف وظيفة في سبتمبر.

قالت بريا ميسرا، مديرة المحافظ لدى بنك "جيه بي مورغان لإدارة الأصول": "ستكون بيانات كشوف الأجور المرتقبة يوم الجمعة حاسمة.. إذا جاءت البيانات ضعيفة، فستواصل العوائد انخفاضها، لكن قد لا تُخفَّف الظروف المالية أكثر لأن الركود قد يبدو وشيكاً.. أما في حالة ورود بيانات قوية بالتقرير، ستراقب السوق الاحتياطي الفيدرالي بتوتر لمعرفة ما إذا كان سيتحرك لمجابهتها (أي رفع الفائدة)".

أبرز 5 استنتاجات من تقرير الوظائف الأميركية لشهر سبتمبر

أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسيرش" (22V Research) أن 52% من المستثمرين يتوقعون أن تحمل بيانات يوم الجمعة في طياتها مخاطر، ويعتقد 14% فقط أنها ستكون خالية من المخاطر. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام هي الأكثر تفاؤلاً منذ أن بدأت الشركة إجراء الدراسات الاستقصائية قبل عام. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد 41% ممن شملهم الاستطلاع أن متوسط ​​الأجر في الساعة سيكون المؤشر الأكثر أهمية، يليه كشوف المرتبات.

في حين أبقت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية المجال مفتوحاً أمام احتمال اتخاذ إجراءات إضافية استجابةً للنمو الاقتصادي القوي، رأى جيروم باول أن عوائد سندات الخزانة عند مستوياتها المرتفعة يمكن أن تساعد البنك المركزي في الحفاظ على الظروف النقدية مُقيِّدة للتخلص من تجاوزات التضخم في دورة الأعمال هذه.

توقعات بارتفاع قصير المدى للأسهم والعملات الآسيوية بعد نبرة الفيدرالي المتساهلة

قال سبنسر حكيميان من "تولو كابيتال مانجمنت": "من وجهة نظرنا، اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لمَّحت إلى انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة"، وبالإضافة إلى بيانات إعادة الأموال ربع السنوي للخزانة،والتي جاءت أفضل من المتوقع "نعتقد أن الظروف المواتية تتوافر لكل آجال سندات الخزانة حتى نهاية العام".

أمّا خوسيه توريس من "إنترأكتيف بروكرز" فإنه يرى أن السوق تتطلع إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب وسط رهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من تشديد السياسة النقدية، على الرغم من أن باول قال إنه لا توجد مناقشات لخفض الفائدة حالياً.

تحذير

في الواقع، تتنامي تحذيرات بين المستثمرين حيال الإعلان المبكر عن انتهاء الهبوط العنيف الذي ضرب سوق السندات الأميركية إلى الأبد.

يتوقع صندوق التحوط "كاي تو أسيت مانجمنت" (K2 Asset Management) أن ترتفع عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى 5% -من حوالي 4.6%- بينما ترجح "فرانكلين تمبلتون" بلوغها ذروتها عند 5.25%، وهو أعلى مستوى منذ 2007.

من جهته، يقول الرئيس العالمي لتداول أسعار الفائدة لدى "سيتادل سكيورتيز" (Citadel Securities)، مايكل دي باس، إن سوق سندات الخزانة لا تزال "تعتمد بشكل كبير على البيانات"، مما يفتح المجال أمام احتمالية تحوّل حالة التفاؤل المهيمنة على السوق.

ما يزال طريق التشديد الكمي طويلاً أمام الاحتياطي الفيدرالي

وقال ستيفن داينتون، الرئيس المشارك للأسواق العالمية لدى "بنك باركليز" إنه "من المستبعد جداً" أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من تشديد سياسته النقدية.

أوضح وين ثين، الرئيس العالمي لاستراتيجية أسعار الصرف لدى "براون براذرز هاريمان آند كو" (Brown Brothers Harriman & Co): "لقد حصلنا على توقف مؤقت متشدد في الغالب من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ولكنه حمل نبرة متساهلة كافية لوضع سقف لتوقعات رفع أسعار الفائدة مستقبلاً".

أضاف ثين: "وأياً كان رأي السوق حيال نبرة الاحتياطي الفيدرالي، فالأمر سيظل يعتمد على البيانات، وهذا يجعل بيانات الوظائف المرتقبة يوم الجمعة أكثر أهمية.. ما زلنا نعتقد أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قوياً بما يكفي ليتطلب المزيد من تشديد السياسة النقدية.

أداء أبرز المؤشرات:

  • مؤشر "إس آند بي 500" ارتفع 1.9% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.7%
  • مؤشر "داو جونز الصناعي" ارتفع 1.7%
  • صعد مؤشر مورغان ستانلي للأسهم العالمية 2%
  • انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.6%
  • انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات سبع نقاط أساس إلى 4.67%.

الأميركيتان