العقوبات الأميركية على الغاز المسال الروسي تهدد اليابان

الولايات المتحدة تطبق أول عقوبة تستهدف بشكل مباشر مصنعاً لتصدير الغاز الطبيعي المسال في روسيا

حقل أوتريني، قاعدة الموارد لمشروع "أركتيك إل إن جي 2" التابع لشركة "نوفاتيك"، في شبه جزيرة جيدان
حقل أوتريني، قاعدة الموارد لمشروع "أركتيك إل إن جي 2" التابع لشركة "نوفاتيك"، في شبه جزيرة جيدان المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تهدد العقوبات الأميركية على مصنع روسي كبير لتصدير الغاز الطبيعي المسال بوضع اليابان في مواجهة مع الحلفاء الغربيين بشأن أمن الطاقة لديها. فرضت الولايات المتحدة أمس الخميس العقوبات على مشروع "أركتيك إل إن جي 2" التابع لشركة "نوفاتيك" (Novatek)،، وتستثمر به الحكومة اليابانية، ومن المقرر أن يبدأ التصدير في الأشهر المقبلة.

تعد هذه أول عقوبة أميركية تستهدف بشكل مباشر مصنعاً لتصدير الغاز الطبيعي المسال في روسيا، ولا تزال الشركات تدرس التأثير المحتمل لتلك الخطوة.

في حين فرضت اليابان قيوداً على روسيا وحظرت استيراد الفحم، فقد وضعت حكومتها حداً فاصلاً بشأن الغاز الطبيعي، الذي يستخدم لتوليد حوالي ثلث الكهرباء وتدفئة المنازل. تمتلك طوكيو القليل من موارد الطاقة، وكثفت جهودها لتأمين الغاز الطبيعي المسال بعد أزمة الطاقة في العام الماضي.

تصر اليابان على أن الغاز الطبيعي المسال الروسي ضروري لتلبية احتياجات الطاقة، وفي العام الماضي حثت شركة "ميتسوي آند كو" (Mitsui & Co) و"ميتسوبيشي كورب" (Mitsubishi Corp) على مواصلة الاستثمارات في مشروع "سخالين -2" للغاز الطبيعي المسال في أقصى شرق روسيا العام الماضي. في المقابل، تخلت شركة" شل"، أكبر مساهم سابق في المصنع الواقع شمال اليابان، عن حصتها بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً: اليابان تواصل استثمارها في مشروع "سخالين 1" للنفط في روسيا

ستمثل العقوبات الجديدة على "أركتيك إل إن جي 2" اختباراً لعلاقات اليابان مع دول مجموعة السبع الأخرى، التي تتخذ موقفاً أكثر تشدداً ضد روسيا مع استمرار الحرب في أوكرانيا. أدت العقوبات حتى الآن إلى تجنب الغاز الروسي إلى حدٍّ كبير، والذي لا يزال يتم تسليمه إلى اليابان وأوروبا.

احتمال منح إعفاءات

قال كوشال راميش، نائب رئيس أبحاث الغاز الطبيعي المسال وأسواق الكهرباء في شركة "ريستاد إنرجي": "من المحتمل أن يكون لهذا (الإجراء) تأثير أكبر مقارنة بالعقوبات السابقة"، موضحاً "أنه يستهدف الشركة المشغلة بشكل مباشر بدلاً من أن يكون مرتبطاً بشكل غير مباشر بالمشاريع".

يمتلك تحالف "ميتسوي" وشركة "جوغميك" (Jogmec) المملوكة للدولة، حصة 10% في مشروع "أركتيك إل إن جي 2" وسيتلقى مليوني طن سنوياً من المنشأة، أي ما يعادل 3% تقريباً من إجمالي الإمدادات التي تعاقدت بشأنها اليابان على المدى الطويل، حسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ إن إي إف".

قال متحدث باسم "ميتسوي" إن الشركة ستدرس عن كثب تأثير العقوبات الجديدة على "أركتيك إل إن جي 2". لم تكن "جوغميك" متاحة على الفور للتعليق بسبب عطلة في اليابان اليوم الجمعة.

من بين المستثمرين الآخرين شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية، بالإضافة إلى شركة "سينوك" (Cnooc Ltd) الصينية وشركة "تشاينا ناشيونال بتروليوم" (China National Petroleum Corp).

في سبتمبر، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على وحدة منفصلة تابعة لشركة "نوفاتيك"، والمشغلة لمحطات الغاز الطبيعي المسال المستقبلية في روسيا والتي ستقوم بتجزئة الشحنات من محطات أكبر مثل "أركتيك إل إن جي 2". وإزاء ما حدث، قال وزير التجارة الياباني إن بلاده ستعمل مع الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى للتأكد من أنها لن تفقد إمدادات الطاقة المستقرة.

اليابان تقترح تخصيص احتياطي عالمي للغاز الطبيعي تجنباً للأزمات

قال راميش من شركة "ريستاد"، إنه من الممكن أن يتم منح الشركات المتحالفة مع الغرب إعفاءات من العقوبات، مع تحديد مواعيد تقليص الاستخدام بشكل تدريجي، حال ضرورة حصولها على شحنات من مشروع "أركتيك إل إن جي 2". وهذا ما حدث بعد أن فرضت مجموعة السبع عقوبات على النفط الروسي، مع حصول اليابان على إعفاء لاستيراد النفط الخام المنتج من مشروع "سخالين".