سيطرة الصين على معادن أفريقيا تستفز الولايات المتحدة للحاق بها

حزام ينقل خام الكوبالت للمعالجة في منجم "إيتوال" (Etoile)، الذي تديره شركة "كيماف سارل" (Chemaf Sarl)، في مقاطعة كاتانغا بالقرب من لوبومباشي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، يوم الأربعاء 22 ديسمبر 2021
حزام ينقل خام الكوبالت للمعالجة في منجم "إيتوال" (Etoile)، الذي تديره شركة "كيماف سارل" (Chemaf Sarl)، في مقاطعة كاتانغا بالقرب من لوبومباشي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، يوم الأربعاء 22 ديسمبر 2021 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تبذل الولايات المتحدة الأميركية قصارى جهدها بهدف اللحاق بالصين في جزء من العالم أصبح محورياً من أجل التحول الأخضر: هو "حزام النحاس" في أفريقيا.

تُعتبر كل من زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية غنيتين بالمعادن شديدة الأهمية في إنتاج البطاريات ومكونات الطاقة المتجددة الأخرى. وأصبحت الدولتان أحدث ميادين الصراع على المزايا بين واشنطن وبكين.

وفي إطار طموحها المعلن إلى تحدي هيمنة الصين، وجدت إدارة بايدن فرصة لإعادة إحياء خط للسكة الحديدية يبلغ عمره قرناً من الزمان ويربط المناجم الأفريقية الرئيسية بإحدى موانئ المحيط الأطلسي. وتستثمر الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات في هذه المشروع الذي يُدعى "ممر لوبيتو".

غير أن الولايات المتحدة تأخرت في دخول اللعبة. فقد أنشأت الصين خط سكة حديدية في أواخر سبعينيات القرن الماضي يتجه ناحية الشرق من منطقة حزام النحاس إلى ميناء دار السلام في تنزانيا. وبعد ذلك قامت شركة صينية تملكها الدولة بإعادة بناء خط رئيسي للسكة الحديدية في أنغولا بتكلفة قُدّرت بنحو ملياري دولار.

وخلال العقد الماضي، شهدت مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ استثمار الصين نحو تريليون دولار أميركي في مشروعات البنية التحتية بالدول النامية.

إنفوغراف: الشرق الأوسط وأفريقيا يستحوذان على 70% من إنشاءات "الحزام والطريق"

مشروع رئيسي

لم تقترب الولايات المتحدة من مواكبة تلك الاستثمارات. غير أن ذلك ربما يتغير الآن مع مشروع "ممر لوبيتو" الذي يُعتبر مشروعاً رئيسياً في خطة الرئيس الأميركي جو بايدن ومجموعة الدول السبع لاستثمار 600 مليار دولار في مشروعات شبيهة على مدى 5 سنوات.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يخطب ود أفريقيا في خطوة أولى لمواجهة إنفاق الصين

لكن الصين لم تهيمن على مشروعات البنية التحتية فقط؛ بل سيطرت الشركات الصينية على معظم إنتاج النحاس في الكونغو، ولم تستثمر الولايات المتحدة شيئاً يُذكر في قطاع التعدين في زامبيا.

وتقول إحدى الشركات الناشئة في وادي السيليكون، هي شركة "كوبولد" (KoBold) للمعادن، إنها ترغب في تغيير هذه الدينامية. وبدعم من بيل غيتس وسام ألتمان من شركة "أوبن إيه آي"، تسارع "كوبولد" إلى تحويل مستودع النحاس الهائل في شمال تنزانيا إلى منجم يستفيد بصورة أساسية من مشروع "ممر لوبيتو".