وول ستريت تكافح لكسب الزخم مع ارتفاع عوائد السندات

بورصة الأوراق المالية الأسترالية في سيدني، 20 مايو 2019.
بورصة الأوراق المالية الأسترالية في سيدني، 20 مايو 2019. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كافحت الأسهم في بورصة نيويورك لكسب الزخم مع ارتفاع عوائد السندات، إذ يراهن المتداولون على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيعتمد على التيسير الأخير في الظروف المالية، بالقول إنه سيبقي خياراته مفتوحة بشأن السياسة النقدية.

وبعدما حقق أفضل أسبوع له في عام 2023 وسط رهانات بنك الاحتياطي الفيدرالي الحذرة، ومستويات ذروة البيع الفنية والمراكز، ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" قليلاً اليوم الاثنين.

كما أثر انعكاس التحركات في السندات على المعنويات، مع ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات ثماني نقاط أساس إلى 4.65%. وانخفضت سندات الخزانة وسط سلسلة كبيرة من مبيعات ديون الشركات، وقبل سلسلة من المزادات التي تبدأ يوم الثلاثاء.

معايير أكثر صرامة

أظهر استطلاع آراء كبار مسؤولي القروض، المعروف باسم "SLOOS"، معايير أكثر صرامة، واستمراراً في ضعف الطلب في البنوك الأميركية. ومن المقرر أن يتحدث عدد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي من بينهم الرئيس جيروم باول، خلال الأيام القليلة المقبلة. ويتم تسعير العقود المستقبلية لتخفيضات أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2024 بأكثر من 100 نقطة أساس، من معدل الذروة المتوقع البالغ 5.37%.

وقال ديفيد دونابيديان، كبير مسؤولي الاستثمار في "سي آي بي سي برايفيت ويلث" (CIBC Private Wealth) في الولايات المتحدة إنه "قد يكون هناك فحص للواقع أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي"، متوقعاً أن يكون بقية العام "متقلباً، وأن نمر بتقلبات هوسية اكتئابية، بناءً على الاتجاه الذي تتجه إليه أسعار الفائدة".

كتب أندرو برينر، رئيس الدخل الثابت الدولي في شركة "نات آليانس سيكيوريتيز" (NatAlliance Securities) إن بنك الاحتياطي الفيدرالي، "انتهى". وأضاف أنه "تم التوصل إلى اتفاق بشأن التخفيض في شهر يونيو، في حين أن الأسواق تقدر أن يقوم بأربعة تخفيضات في أسعار الفائدة للعام المقبل، نتوقع أن يتراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي عن ذلك، إذا لم يكن هناك أي خيار آخر. سيحاول باول استعادة بعض التخفيف في الظروف المالية".

بالنسبة لكريس لاركين من "إي ترايد" (E*Trade) في "مورغان ستانلي"، فإن السؤال بشأن ما إذا كان من الممكن الحفاظ على زخم السوق يعود إلى أن الأرقام الاقتصادية القادمة تشير إلى نفس الاتجاه، مثل تقرير الوظائف الأسبوع الماضي، والذي أظهر تباطؤ سوق العمل في أكتوبر.

أشار لاركين إلى أنه "إذا استمر اتجاه التهدئة، فقد يتبنى المضاربون على الارتفاع فكرة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يصبح أقل تشدداً"، مضيفاً: "بغض النظر، تميل السوق إلى التراجع على المدى القصير، على الأقل مؤقتاً، بعد تحركات كبيرة بشكل استثنائي، مثل تلك التي حدثت الأسبوع الماضي".

مراقبة مستوى المؤشر

يسجل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" حالياً حوالى 4360 نقطة، ويراقب رسامو الرسوم البيانية مستوى 4355 نقطة، والذي يمثل ارتداداً بنسبة 50% من الانخفاض المسجل من الذروة إلى القاع، أي من أعلى مستوياته في يوليو إلى أدنى مستوياته في أكتوبر.

إذا استمر المؤشر فوق هذا المعدل، فإن مستوى 4400 نقطة، حيث كان خلال أعلى مستوياته في منتصف أكتوبر، هو الرقم التالي الذي تجب مراقبته، وفقاً لكيث ليرنر، كبير مسؤولي الاستثمار المشارك في "ترويست آدفايزوري سيرفيسز" (Truist Advisory Services).

اقرأ أيضاً: "ستاندرد آند بورز 500" يسجل أطول سلسلة هبوط شهري منذ 2020

وقال ليرنر، الذي تمتلك شركته أسهماً أميركية تستحق سعراً أعلى من المؤشر القياسي، إنه "لعكس هذا الاتجاه الهبوطي، لا يزال مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بحاجة إلى تجاوز مستوى 4400 نقطة".

كان أفضل أسبوع للمؤشر خلال عام مجرد ارتفاع في السوق الهابطة، وفقاً لمايكل ويلسون من "مورغان ستانلي". وأضاف أنه من الصعب أن نكون متحمسين أكثر بشأن ارتفاع نهاية العام" اعتماداً على توقعات الأرباح القاتمة، والبيانات الكلية الضعيفة، وتدهور آراء المحللين.

في هذه الأثناء، يقول ماركو كولانوفيتش، من بنك "جيه بي مورغان تشيس"، إن الأسهم لن تكون جذابة للمستثمرين قريباً مرة أخرى، مع عودة التركيز على احتمال استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، وتباطؤ النمو. وأشار إلى أن انخفاض عائدات السندات واجتماعات البنوك المركزية الحذرة، كانت "إيجابية غير محسوبة للأسهم"، لكن تفضيل سياسة النمو سيشكل تحدياً حتى نهاية العام.

وقال جي سي أوهارا، كبير فنيي السوق في "روث أم كي أم" (ROTH MKM) إن "السؤال الذي نحتاج طرحه على أنفسنا هو ما إذا كان الانهيار في أكتوبر بمثابة (فخ الدب). إذا كان الأمر كذلك، فيجب أن نتوقع تحركاً سريعاً للأعلى. إذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب أن نتطلع إلى تخفيف التعرض عند المستويات الحالية".

أما جان بويفين، من قسم الأبحاث في شركة "بلاك روك"، فاعتبر أن أي ارتفاع في الأسهم في نهاية العام قد يكون قصير الأجل، لأن الأسهم لا تعكس بشكل كامل توقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

ذروة أسعار الفائدة

تراجعت العائدات على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات منذ ذروتها البالغة 5.02% في 23 أكتوبر، إذ عاد المتداولون في سوق السندات البالغة قيمتها 26 تريليون دولار، إلى تسعير نهاية رفع أسعار الفائدة. ربما يكون الجمع بين احتياجات إعادة الأموال الأميركية الأكثر اعتدالًا، وبيانات الوظائف الأضعف من المتوقع، وعلامات تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة أقل تشدداً، قد حفزت تغطية واسعة النطاق للمراكز الاستثمارية المكشوفة.

وعززت الأموال شديدة المخاطرة صافي المراكز الاستثمارية المكشوفة لسندات الخزانة الآجلة إلى أعلى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات التي تعود إلى عام 2006، وفقاً لإجمالي أرقام لجنة تداول السلع الآجلة اعتباراً من 31 أكتوبر. واستمرت الرهانات، على الرغم من ارتفاع السندات النقدية في الأسبوع السابق.

اقرأ أيضاً: الأسهم الأميركية تواصل هبوطها والحرب ترفع أسعار النفط والذهب

تقول لوري كالفاسينا من "آر بي سي كابيتال ماركيتس" (RBC Capital Markets) إن أكبر مشكلة في أذهان مستثمري الأسهم الذين تحدثت شركتها معهم الأسبوع الماضي، تمثَّلت في ما إذا كانت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات قد بلغت ذروتها بالفعل.

وأضافت: "كانت وجهة نظرنا خلال الشهر الماضي هي أنه إذا توقف الارتفاع في العائدات قريباً، فيمكن للأسهم الأميركية الهروب من دون تكبد الكثير من الأضرار الإضافية". وتابعت: "كان شهر نوفمبر عادةً شهراً جيداً لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 من منظور موسمي. عادةً ما يكون شهر ديسمبر أيضاً شهراً جيداً، ولكن، مثل شهر أكتوبر، شهد التاريخ الحديث بعض الأوقات الصعبة".

إلى ذلك، ارتفع النفط بعد أن أكدت السعودية وروسيا مجدداً أنهما ستلتزمان بخفض إمدادات النفط بأكثر من مليون برميل يومياً حتى نهاية العام. وانخفض الذهب بعد أن ارتفع لفترة وجيزة فوق 2000 دولار للأونصة يوم الجمعة.

الأميركيتان