الصين تقدم دعماً نادراً لإنقاذ "تشاينا فانكي" للتطوير العقاري

السلطات تحاول إنقاذ عملاقة القطاع من مواجهة مصير اثنتين من أكبر شركات التطوير العقاري في العالم

مجمع شقق سكنية قيد الإنشاء تابع لشركة "تشاينا فانكي" في شينينغ، شنغهاي، الصين
مجمع شقق سكنية قيد الإنشاء تابع لشركة "تشاينا فانكي" في شينينغ، شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعدما تركت اثنتين من كبريات شركات التطوير العقاري في العالم تنزلقان في حالة تخلف عن سداد الديون، تحاول السلطات الصينية إنقاذ شركة عملاقة ثالثة تعمل في القطاع ذاته من ملاقاة نفس المصير.

تلقت شركة "تشاينا فانكي" (China Vanke)، التي تعتبر ثاني أكبر شركة بناء في البلاد من حيث المبيعات المتعاقد عليها، دعماً قوياً غير اعتيادي من المسؤولين في المدينة التي تنتمي إليها شنزن، يوم أمس الإثنين، وذلك بعد انخفاض قيمة سنداتها المقومة بالدولار، والذي جعل من شركة "فانكي" الأسوأ أداءً على مستوى الاستثمار في آسيا الشهر الماضي. ارتفعت سندات الشركة بمقدار 4 سنتات أميركية اليوم الثلاثاء بعد الارتفاع القياسي الذي سجلته أمس بمقدار 12 سنتاً. ومع ذلك، لا يزال بعض هذه السندات عند مستويات متعثرة تقل عن 80 سنتاً.

في مكالمة عبر الإنترنت مع الشركات المالية يوم أمس الإثنين، قالت لجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة في المدينة إنها تثق في "فانكي"، وإنها تمتلك أموالاً وأدوات كافية لدعم شركة التطوير العقاري إذا لزم الأمر، حسب أشخاص استمعوا إلى المكالمة. وقالت "شنزن مترو غروب" (Shenzhen Metro Group) المملوكة للدولة، وهي أكبر مساهم في "فانكي"، إنها لا تخطط لخفض حصتها، وإنها مستعدة لشراء سندات "فانكي" المطروحة للتداول العام في الوقت المناسب.

حالة عدم يقين

تتناقض هذه التعليقات مع الجهود الرسمية الأكثر تحفظاً لاستعادة ثقة السوق في شركتي "تشاينا إيفرغراند غروب" (China Evergrande Group) و"كانتري غاردن هولدينغز" (Country Garden Holdings)، اللتين تخلفتا عن سداد السندات، وتواجهان مستقبلاً حالة من عدم اليقين تتضمن إعادة هيكلة جذرية أو ربما التصفية.

ومع دخول أزمة العقارات في الصين عامها الرابع، أعربت السلطات على الصعيدين الوطني والمحلي عن حاجتها الماسة للتصدي للتداعيات الناجمة عن قطاع يمثل، حسب بعض التقديرات، نحو ربع الناتج الاقتصادي.

الصين تعتزم تمديد سياسات دعم سوق العقارات المتعثرة

قال ليونارد لو، كبير محللي الائتمان في شركة "لوكرور أناليتيمس" (Lucror Analytics Pte): "إن عرض الدعم من السلطات المحلية لـ(فانكي) أقوى من المتوقع". وعلى الرغم من أن هذه الخطوة "تبشر بالخير بالتأكيد" للمطورين المملوكين بشكل جزئي أو كلي للدولة، إلا أنها "من غير المرجح أن تفيد الشركات التي تخلفت عن السداد بالفعل"، أو أن تكون نقطة تحول بالنسبة إلى القطاع ككل.

تنويع النشاط

تأسست شركة "فانكي" عام 1984 على يد وانغ شي، عندما كان اقتصاد الصين في مراحله الأولى للانفتاح. كانت "فانكي" أكبر مطور عقاري في البلاد لسنوات عديدة قبل أن تتفوق عليها الشركتان المنافستان بقوة، "كانتري غاردن هولدنيغز" و"تشاينا إيفرغراند". بالإضافة إلى مشروعاتها عالية الجودة المصممة للطبقة المتوسطة الصاعدة في الصين، اشتهرت "فانكي" أيضاً بأسلوبها الفريد في القطاع، من خلال مجلس إدارة مشارك، ومساهمين متفرقين، والثقافة الريادية.

بعد تحذير وانغ في عام 2013 من أن قطاع العقارات في الصين يواجه خطر "فقاعة"، بدأت "فانكي" بذل جهود مبكرة لتنويع أنشطتها بعيداً عن تطوير العقارات. تدير الشركة شققاً للإيجار، ولديها محفظة لوجستية وأعمال خدمات متنامية تضم شراكة واستثماراً في شركة الوساطة العقارية "كوشمان آند وكفيلد" (Cushman & Wakefield Plc)، ومقرها في الولايات المتحدة، والمتخصصة في مجال العقارات المكتبية.

نقطة تحول في القطاع

قالت "فانكي" في بيان بعد المكالمة إنها "ستسدد بالتأكيد الديون الخارجية والداخلية في الوقت المحدد، وليس هناك داع للقلق في السوق بشأن ذلك على الإطلاق".

لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الأمر يشكل نقطة تحول بالنسبة إلى قطاع العقارات ككل. والجدير بالذكر أن الدعم الحكومي المقدم لـ"فانكي" يميزها عن شركات التطوير العقاري الأخرى المدارة من قبل القطاع الخاص، والتي واجهت صعوبات في الحصول على تمويل، على الرغم من الجهود الحكومية الأخيرة لتوفير مزيدٍ من التمويل.

كيف غرق قطاع العقارات الصيني في هذه الفوضى؟

في الوقت ذاته، ما تزال السندات الدولارية التابعة لنظيرتها "لونغ فور غروب هولدينغز" (Longfor Group Holdings) المصنفة عند الدرجة الاستثمارية، تُتداول عند مستويات منخفضة دون 50 سنتاً للدولار.

مع ذلك، فإن دعم "فانكي" من شأنه أن يساعد السلطات على تقليل خطر انهيار عملاق عقاري آخر، في وقت تحاول فيه تجاوز تداعيات أزمة كل من "كانتري غاردن" و"إيفرغراند" ومجموعة من المطورين المتعثرين الأصغر حجماً.