هَنت يحذر من تفاقم التضخم في بريطانيا وسط توقعات خفض الضرائب

وزير الخزانة البريطاني: لن نضحي بالتقدم الذي أحرزناه في خفض التضخم وكل شيء مطروح على الطاولة

وزير الخزانة البريطاني جيريمي هنت
وزير الخزانة البريطاني جيريمي هنت المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

استبعد وزير الخزانة البريطاني جيريمي هَنت، إجراء تخفيضات وشيكة في ضريبة الدخل أو التأمين الوطني، بعد تقارير نشرت نهاية الأسبوع أفادت بأنه يدرس فرض هذا الإجراء في بيان الخريف المقرر إصداره الأسبوع الجاري.

صرح هَنت اليوم الأحد لقناة "سكاي نيوز"، رداً على سؤال بشأن هذه التقارير: "الشيء الوحيد الذي لن نقوم به هو أي نوع من التخفيضات الضريبية التي تزيد التضخم". أضاف "مع ذلك علينا أن نظهر أن هناك سبيلاً نحو اقتصاد منخفض الضرائب".

يتعرض هَنت لضغوط من جانب حزب "المحافظين" في بريطانيا الذي يتزعمه لتقديم خطط اقتصادية جريئة في خطته المالية المقرر أن يعلن عنها يوم الأربعاء، حيث يبحث المحافظون عن سبل لتقليص العجز الذي توقعته نتائج استطلاعات بـ20 نقطة في مقابل حزب العمال المعارض. كرر هَنت اليوم الأحد رغبته في تعزيز النمو مع التركيز على خفض الضرائب على الشركات.

وكان هَنت جدّد تحذيره من التضخم في مقابلة منفصلة مع "بي بي سي"، قائلاً إنه يسعى لخفض العبء الضريبي بطريقة مسؤولة. أضاف: "لن أضحي بالتقدم الذي أحرزناه في خفض التضخم".

إلا أن هَنت قال إن كل شيء مطروح على الطاولة، بينما يتخذ هو ورئيس الوزراء ريشي سوناك قراراتهما النهائية بشأن ما يجب تضمينه. كانت صحيفة "صنداي تايمز" ذكرت في وقت سابق أن هَنت وسوناك يدرسان تخفيضات في اللحظة الأخيرة لضريبة الدخل أو التأمين الوطني، دون أن توضح كيف حصلت على هذه المعلومات.

بريطانيا بصدد تمديد إعفاء ضريبي للشركات لتحفيز النمو

خفض ضريبة الدخل في المستقبل

يشير استخدام هَنت لتعبير إيجاد طريقة لعبء ضريبي أقل، إلى إمكانية الوعد بخفض ضريبة الدخل في المستقبل، وهو النهج الذي استخدمه سوناك نفسه عندما كان وزيراً للخزانة.

في ربيع عام 2022، قال سوناك إنه سيخفض ضريبة الدخل بمقدار بنس واحد في عام 2024. بعد ذلك وخلال حملته ليصبح رئيس حزب المحافظين، وعد سوناك بتخفيض المعدل الأساسي لضريبة الدخل إلى 16% من 20% بحلول عام 2029.

يدرس هَنت وسوناك أيضاً خفض ضريبة المواريث، رغم أن هذا الاحتمال أثار قلقاً بالغاً لدى بعض المحافظين.

وقال النائب المحافظ كين كلارك، الذي شغل منصب وزير الخزانة من عام 1993 إلى عام 1997، عبر "تايمز راديو"، إن ذلك سيضع المحافظين في مرمى الانتقادات الأشد قسوة عندما يؤدي التضخم والوضع العام إلى جعل الناس أكثر فقراً في بريطانيا.

رفض هَنت الحديث عن ضرائب المواريث يوم الأحد، قائلاً إنه لن يعلّق على إجراءات فردية قبل بيان الخريف. قالت راشيل ريفز، مستشارة الظل في حزب العمال، إن هذا سيكون أمراً خاطئاً، مضيفة: "خفض ضريبة المواريث في خضم أزمة تكاليف المعيشة الهائلة وعندما تكون الخدمات العامة في حالة ركود ليس هو الأولوية الصحيحة". إلا أنها قالت إن حزب العمال سيدعم خفض الضرائب على ذوي الدخل المنخفض إذا أمكن تحمّل تكاليف هذا الإجراء.

بلومبرغ: اقتصاد بريطانيا قد يكون في حالة ركود حالياً

أسوأ أسبوع لسوناك

تزايدت أهمية بيان هَنت المالي بالنسبة إلى حزب المحافظين، في أعقاب ما يمكن وصفه بأنه أسوأ أسبوع لسوناك منذ توليه منصبه كرئيس للوزراء-وهو الأسبوع الذي قضت فيه المحكمة العليا بعدم قانونية خطته الرئيسية بشأن ترحيل اللاجئين إلى رواندا للحد من عبور القوارب الصغيرة إلى القنال الإنجليزي، فيما عادت الانقسامات بوتيرة متسارعة إلى حزب المحافظين على غرار الحالة نفسها التي شهدتها بريطانيا عند الخروج من الاتحاد الأوروبي. أدت هذه الملحمة إلى ضرب هيمنة سوناك الداخلية في مقتل في الوقت الذي يحتاج فيه إلى تعزيز الدعم لخططه الاقتصادية.

يأتي ذلك أيضاً في وقت تُطلّ فيه الشكوك برأسها حول مستقبل هَنت كعضو في البرلمان. فقد نفى التقارير التي تفيد بأنه يفكر في التنحي في الانتخابات المقبلة التي يُتوقع إقامتها في العام المقبل، لكنه أقرّ بأنه يواجه "تحدياً" في هذا الصدد. وفي حالة حدوث تأرجح قوي الكفة ضد حزب "المحافظين"، كما هو متوقع في استطلاعات الرأي الحالية، فإن هَنت قد يخسر مقعده في دائرته الانتخابية بـ"ساوث ويست ساري".

وقال هَنت في تصريحات لـ"بي بي سي"، بشأن معركة إعادة انتخابه: “ستكون معركة صعبة. أعتقد أنني قادر على الفوز، لكنني لا أقلل من شأن هذا التحدي".