في سباق الإنفاق على الطاقة المتجددة.. السيارات الكهربائية في المقدمة

تسير شاحنة البضائع الإلكترونية "سكانيا AB R450" التي تعمل بخطوط طاقة كهربائية علوية جنباً إلى جنب مع شاحنات أخرى غير كهربائية على الطريق السريع A5 بين فرانكفورت ودارمشتات، ألمانيا.
تسير شاحنة البضائع الإلكترونية "سكانيا AB R450" التي تعمل بخطوط طاقة كهربائية علوية جنباً إلى جنب مع شاحنات أخرى غير كهربائية على الطريق السريع A5 بين فرانكفورت ودارمشتات، ألمانيا. المصدر: بلومبرغ
Nathaniel Bullard
Nathaniel Bullard

Nathaniel Bullard is BloombergNEF's Chief Content Officer. He writes weekly for Bloomberg Green on energy, transport, technology, climate and finance

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ربما شهدتم أنَّ الاستثمار في التحول إلى الطاقة الخالية من الكربون، سواء بالطاقات المتجددة، والتدفئة الكهربائية وتخزين الطاقة، والنقل بالمركبات الكهربائية، قد تجاوز نصف تريليون دولار في عام 2020.

ستقلِّل المشاريع والتكنولوجيا التي تموِّلها هذه الأموال الهائلة من كثافة الكربون النَاتجُ من أشياء، مثل توليد الطاقة وتدفئة المباني، وتدفعنا إلى الأمام لسنوات قادمة.

لكن كما لاحظت في الأسبوع الماضي، فهناك نمطان مختلفان تماماً للعمل ضمن هذا المبلغ الكبير. لقد كان منحني الاستثمار في الطاقة المتجددة مسطَّحاً لسنوات، في حين كان الاستثمار في المركبات الكهربائية في حالة ارتفاع صاروخي. ولا يزال النوع الأول أضخم بكثير من الثاني، لكن ربما لن يبقى الحال هكذا لوقت أطول.

وإليكم الخلاصة في رقمين. يبلغ متوسط معدَّل النمو المركَّب لخمس سنوات في استثمارات الطاقة النظيفة 0.15%، في حين يبلغ المعدَّلُ نفسه للاستثمار في المركبات الكهربائية 20.7%.

وإن طبَّقنا معدَّلات النمو هذه على إجمالي استثمارات العام الماضي، فسيكون هناك استثمار في مجال المركبات الكهربائية أكبر بكثير من الطاقة المتجددة مع حلول عام 2025.

قفزة منتظرة في الاستثمار بقطاع السيارات الكهربائية

هذا ليس ادعاءً جريئاً على الإطلاق، بل لعله متحفظ نوعاً ما. إذ لا يزال محللو بلومبرغ (إن إي إف) يدرسون مبيعات السيارات الكهربائية لشهر ديسمبر 2020، لكن يبدو أنَّها ستكون أعلى حتى من توقُّعات نهاية العام.

في عام 2021، يتوقَّع (بي إن إي إف) بيع 4.4 مليون سيارة كهربائية، الذي من المحتمل أن يدفع بإجمالي الاستثمار في قطاع المركبات الكهربائية إلى أكثر من 200 مليار دولار، ويُقرِّب من موعد تجاوز الاستثمار بالسيارات الكهربائية لاستثمارات الطاقة المتجددة إلى عام 2023.

هناك بضعة أمور يجب تذكرها، ونحن ندرس عواقب هذا الانقلاب في الاستثمار. أولاً، التنقل يأتي بالمتعة، أي: نحن المستهلكين، نضع قيمة أكبر بكثير من مجرَّد الكلفة لمركباتنا. وذلك لأنَّ هناك أهمية لكلٍّ من الراحة، والملاءمة، والصوت، والسرعة، والمظهر، والإشارات الاجتماعية، وهكذا. وفي حين من الممكن بالتأكيد وضع قيمة لمظهر الألواح الشمسية أو توربينات الرياح، فإنَّها لن توفِّر الإشارات نفسها التي يرسلها طراز أو أسلوب سيارة أو شاحنة.

يمكن لهذا أن يمتد حتى إلى الأمور الملموسة بشكل أقل مثل الانبعاثات، وذلك لأنَّ الانبعاثات الغازية الناتجة من سيارات النقل لها أثر بيئي كبير، لكن ليس لدينا أي طريقة للإحساس بذلك. لكن ما نشعر به هو الضجيج، والاهتزاز، والرائحة، والأوساخ. تتعامل المركبات الكهربائية مع الجوانب السلبية الحسية، وفوق الحسية لمحرِّكات الاحتراق الداخلي دفعة واحدة.

الأمر الثاني الذي ينبغي تذكُّره، هو أنَّ سوق النقل موزَّع بشكل كبير، وأكثر سهولة من ناحية الوصول المالي. في حين تبلغ قيمة أصول مشاريع الطاقة المتجددة الكبيرة عدَّة ملايين أو حتى مليارات من الدولارات التي يقوم المحترفون بتمويلها، وبنائها، وصيانتها.

فهناك أكثر من مليوني منظومة شمسية منزلية في الولايات المتحدة، لكن الصناعة احتاجت إلى عقود للوصول لهذا الرقم، ولعلها لن تنمو أبداً إلى حجم سوق مركبات الركاب في الولايات المتحدة. في هذه الأثناء، تبيع صناعة السيارات العالمية حوالي 80 مليون سيارة جديدة كل عام، وهناك أكثر من مليار سيارة على الطرقات اليوم.

شاحنات نقل "كهربائية"

الأمر الثالث، هو في الأساس التقاطع بين الأمرين الأول والثاني؛ فاجتماع الطبيعة الممتعة للنقل مع التوزيع الواسع النطاق، يعني أنَّنا نحتاج إلى توسيع إحساسنا حول القطاع التالي الذي سيتحوَّل إلى الكهرباء.

في مجال صناعة الشاحنات الثقيلة، قامت الشركات الرائدة، مثل "سكانيا"حساباتها، وتوصَّلت إلى أنَّ "المركبات التي تعمل على البطارية الكهربائية ستكون الأداة الرئيسية" لإنشاء نظام تنقل مستدام.

لكنَّ التحوُّل إلى الكهرباء لا يزال في بدايته أيضاً في قطاع النقل البحري، إذ تمتلك النرويج وحدها أكثر من 30 عبَّارة تعمل على الطاقة الكهربائية، وسيتمُّ إضافة عدد مماثل تقريباً إلى الأسطول في هذا العام، وفقاً لبيانات ماريوس كلوغ فوس من "ريستاد إينيرجي" التي تقول، إنَّ البلاد قامت بالفعل بتحويل عقود العبَّارات إلى سفنٍ تعمل على الكهرباء.

ثم هناك أمور مثل الحفارات، التي تقبع على حافة قطاع النقل، لكنَّها في جوهر النشاط الصناعي.

ربما ينبغي أن نشمل أيضاً تطبيقات النقل على الثلج وعلى الماء، التي لا تزال صغيرة بشكل فردي، لكنَّها ذات أهمية محتملة عند جمعها مع بعضها.

إليكم ما الذي أتوقَّعه في السنوات القليلة القادمة: المزيد من انتشار الأنواع الجديدة من المركبات الكهربائية في الأسواق الجديدة، مع توسع متزايد في أعداد المشترين.

كما سيكون العديد من هؤلاء المشترين من المناصرين المستعدين لركوب أحدث

ما في مجال النقل، لكنَّ الكثيرين منهم سيكونون محاسبين أيضاً؛ إنَّهم محترفون يعملون مع الأرقام، ويرون الفائدة النهائية لصالح شركاتهم. هذه هي الاتجاهات التي تصنع سوقاً نامياً، وخلال سنوات ليست بالكثيرة، سيكون أضخم سوق في التحوُّل العالمي في استخدام الطاقة أيضاً.