الأسهم الأميركية تسجل أقوى مكاسب شهرية منذ يوليو 2022

"إس آند بي 500" يحقق أحد أقوى صعود في نوفمبر منذ قرن

زائرون ينظرون صوب شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم في بورصة طوكيو، في طوكيو، اليابان
زائرون ينظرون صوب شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم في بورصة طوكيو، في طوكيو، اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت الأسهم الأميركية انتعاشاً في أواخر تعاملات الخميس -محققةً واحدة من أكبر مكاسبها المسجلة في شهر نوفمبر- في ارتفاع غذته تكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي سينهي تشديد السياسة النقدية، ويخفض أسعار الفائدة العام المقبل.

قادت موجة الصعود الحالية مؤشر "إس آند بي 500" ليربح 3 تريليونات دولار الشهر الحالي ليصل إلى مستويات تبعد 5% فقط عن قمته القياسية.

الأسهم الأميركية تسجل مكاسب للأسبوع الرابع مع تراجع السندات

كان أداء مؤشر "ناسداك 100" أضعف نسبياً يوم الخميس. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي، مدفوعاً بصعود أسعار أسهم "سيلز فورس" و"بوينغ". وقفزت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات 8 نقاط أساس لتصل إلى 4.34%. وصعد الدولار، لكنه سجل أضعف أداء شهري منذ عام.

تباطؤ التضخم والإنفاق الاستهلاكي

تباطأ الإنفاق الاستهلاكي والتضخم وسوق العمل في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة، مما يزيد من الأدلة على تباطؤ النمو تدريجياً. وجاء مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو المؤشر الأكثر متابعةً من قبل الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي، متوافقاً مع تقديرات الاقتصاديين.

تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة خلال أكتوبر

قال سونو فارغيز، استراتيجي الاقتصاد الكلي العالمي لدى "كارسون غروب" (Carson Group): "من المرجح أن تعزز هذه البيانات التوقعات بأن نقطة تحول السياسة النقدية باتت قريبة، وأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض سعر الفائدة مرة واحدة على الأقل في الأشهر الستة الأولى من 2024.. فقد ألمح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بالفعل إلى أن التضخم آخذ في التراجع، ويمكن أن يحدث ذلك في مواجهة اقتصاد قوي وانخفاض معدلات البطالة، مما يمهد الطريق لخفض الفائدة".

في حين أن هذا التصور هو في الأساس ما أثار صعود العديد من فئات الأصول في نوفمبر، إلا أن القلق بشأن "ذروة الشراء" أبقى العديد من مستثمري الأسهم بعيداً عن السوق خلال الأسبوع الماضي. قفز "إس آند بي 500" بأكثر من 8% الشهر الحالي، وهو القدر الذي حققه أقل من 10 مرات منذ 1928، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. كما أنه في الوقت نفسه يعتبر بمثابة أفضل أداء شهري للمؤشر منذ يوليو 2022.

"سوق صاعدة إلى أن يثبت العكس"

كالي كوكس من "إي تورو" (eToro) ترى أنه في الوقت الحالي، ماتزال السوق صاعدة حتى يثبت العكس. وقالت: "يتحدث باول ورؤساء الاحتياطي الفيدرالي صراحةً عن التقدّم في مكافحة التضخم واحتمال خفض أسعار الفائدة.. طالما أن هذه الرؤية من الاحتياطي الفيدرالي لا تزال قائمةً، فإن التوق إلى خفض الفائدة يمكن أن يستمر في القطاعات الأكثر تأثراً بسعر الفائدة.. لذا علينا التعامل بحذر رغم ذلك، فالاقتصاد يتباطأ ومخاطر الركود لا تزال قائمة".

وفي إشارة إيجابية للمتفائلين بالأسهم، يُظهر نموذج بلومبرغ إنتليجنس المعروف باسم "مؤشر النظام الاقتصادي" أن أسوأ آلام الاقتصاد الأميركي قد مرت على ما يبدو.

انخفض المؤشر مرة أخرى إلى منطقة الركود الشهر الماضي بعد أن أظهر انتعاشاً كاملاً تقريباً في وقت سابق من العام من أدنى مستوياته في أواخر 2022. في حين أن النموذج لا يزال يشير إلى ضعف اقتصادي محتمل في المستقبل، ترى جينا مارتن آدامز كبيرة استراتيجيي الأسهم لدى بلومبرغ إنتليجنس أنه طالما تماسك المؤشر فوق أدنى مستوياته، فإن التوقعات ستكون مواتية لـ"إس آند بي 500".

فرص استمرار صعود الأسهم في ديسمبر

قال كريس فيروني من "ستراتيجاس" (Strategas): "مع نهاية شهر نوفمبر الاستثنائي، كان من بين أسئلة العملاء المتكررة هذا الأسبوع ما إذا كان شهر نوفمبر القوي للغاية يسرق صعود ديسمبر تاريخياً ؟.. الإجابة، لا".

وأشار فيروني إلى أن هناك ميلاً واضحاً بالبيانات إلى أن الأداء الضعيف للغاية في شهر نوفمبر يعقبه أداء قوي في ديسمبر. ولكن هناك اختلاف بسيط جداً في الـ90% المتبقية من البيانات. وأضاف أن فرص تحقيق أداء قوي في ديسمبر تكون قوية بعد تسجيل صعود قوي في نوفمبر، مقارنةً بأداء متوسط في شهر نوفمبر.

كما فقدت السندات قوتها يوم الخميس بعد تكدس المستثمرين بكثافة في السوق هذا الشهر.

بلغت عوائد مؤشر بلومبرغ الإجمالي للسندات الأميركية -الذي يتتبع ديون الحكومات والشركات ذات الدرجة الاستثمارية- 5% تقريباً في نوفمبر، كما أنه يتجه نحو تحقيق أفضل أداء له منذ الثمانينات. انقلب المقياس مؤخراً إلى الأعلى لهذا العام بعد أن سجل خسارة قياسية بنسبة 13% في 2022.

قال أندرو برينر من "نات أليانس سكيورتيز" (NatAlliance Securities): "اشترِ وقت الإشاعة، وبعْ عند نشر الخبر"، وأوضح: "كان الجميع يتوقع ظهور بيانات جيدة لمعدل نفقات الاستهلاك الشخصي، لذا، مع صدور البيانات، كان الجميع قد اشتروا بالفعل، ما سبب ردة الفعل الباهته هذه".

ترقب تصريحات جيروم باول

واصل التجار مراقبة التصريحات الأخيرة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن كثب. أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، أن سعر الإقراض القياسي عند ذروته أو بالقرب منها، ولفت إلى أن السياسة "مُقيدة للغاية". وقالت نظيرته في سان فرانسيسكو ماري دالي إن أسعار الفائدة في "وضع جيد للغاية" للسيطرة على التضخم، رغم أنها لا تفكر في الخفض وأنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان هناك المزيد من زيادات الفائدة أم لا.

من جانب آخر، قال بريان روز، كبير الاقتصاديين الأميركيين لدى "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "لا يزال من السابق لأوانه استبعاد الميل لرفع أسعار الفائدة في التوجيهات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي.. يُنتظر أن يظهر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول علناً يوم الجمعة، ونتوقع منه أن يحرص على تجنّب أن يبدو وكأنه يفضل تيسير السياسة النقدية للغاية".

من جهته، قال خوسيه توريس من "إنتراكتف بروكرز" (Interactive Brokers)، إن البيانات الاقتصادية الضعيفة ربما مهدت الطريق لصعود الأسواق، إذا قدّم باول تعليقات أكثر ميلاً للتيسير. ومع ذلك، فإن ما تم إنجازه مؤخراً لا يوفر سوى فرصة صغيرة للتفاؤل، خاصة أن باول أكد بالفعل أن الاحتياطي الفيدرالي يريد رؤية دليل على أن التضخم يتباطأ على المدى الطويل قبل أن يبدأ البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة.

وقال توريس: "إذا حافظ (باول) على موقفه المتشدد وبدد الآمال في خفض أسعار الفائدة أوائل العام المقبل، فإن بيانات اليوم قد تكون مؤقتة وسيتغير الحال في الفترة المقبلة". وأضاف: "وفي حين أنه من السهل افتراض أن هذه البيانات الجيدة إشارة على تحسن الأحوال في الفترة المقبلة، إلا أنه غالباً ما تكون مجرد التقاط للأنفاس قبل موجة عاصفة من البيانات القوية".

وعلى الناحية الأخرى، قال توريس: "وبالمثل، إذا تخلى باول عن موقفه المتشدد، فإن التفاؤل بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة في أوائل العام المقبل قد تثير التقلبات".

على صعيد آخر، انخفضت أسعار النفط بعد أن جاءت تخفيضات "أوبك+" الطوعية للإنتاج أقل من تطلعات السوق.

تباطأ معدل التضخم في منطقة اليورو أكثر من المتوقع، مقترباً من هدف 2% مع تكثيف المستثمرين لرهاناتهم على أن البنك المركزي الأوروبي سوف يخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب مما يقترحه المسؤولون. قال يواكيم ناجل، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إن المخاطر الصعودية لتوقعات التضخم قائمة بقوة، ولا يمكن استبعاد رفع آخر لأسعار الفائدة.

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • مؤشر "ناسداك 100" تراجع 0.2%
  • صعد مؤشر داو جونز الصناعي 1.5%
  • ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.4%
  • استقر سعر "بتكوين" عند 37,757.5 دولار