ضغوط مستمرة على المصانع الآسيوية بسبب تباين انتعاش الطلب

فشلت المؤشرات الرئيسية لنشاط المصانع الآسيوية في الخروج بالكامل من كبوتها خلال نوفمبر الماضي، بعدما ظل الطلب العالمي على السلع ضعيفاً، وقلّص تعثر التعافي الاقتصادي في الصين من التوقعات المتفائلة.

رغم ظهور علامات على استقرار النشاط في كوريا الجنوبية وتايوان حسب ما أظهرته مؤشرات مديري المشتريات الصناعية، إلا أن التشاؤم ساد بيانات اليابان، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي نشرتها مؤسسة "إس أند بي غلوبال" وبنك "أو جيبون" يوم الجمعة. فيما عاد مقياس خاص لنشاط المصانع في الصين إلى التوسع مخالفاً توقعات المحللين.

بالنسبة لفيتنام، تدهورت بيانات مؤشر مديري المشتريات، حيث تعرضت المصانع لضغوط بسبب ارتفاع تكاليف المدخلات، ولم يكن المستهلكون على استعداد لدفع أسعار أعلى. لكن قراءة ماليزيا وتايلندا تحسنت على الرغم من بقائها دون مستوى 50 نقطة، وهو الخط الفاصل بين التوسع والانكماش.

تحسن بيانات كوريا وتايوان

أخيراً، وبعد 16 شهراً من تراجع التصنيع، أنهت كوريا الجنوبية -وهي أحد عمالقة قطاع التجارة- سلسلة الانخفاضات بعد وصول مؤشر مدير المشتريات إلى 50 نقطة، عند المستوى الفاصل مباشرة بين التوسع والانكماش. وزاد المصنعون من عدد الموظفين والشراء وسط علامات تحسن الطلب. وبالمثل، تسارع انتعاش صادرات كوريا الجنوبية في نوفمبر، حيث ارتفعت بنسبة 7.8% عن العام الماضي بفضل صعود شحنات أشباه الموصلات.

أما تايوان، التي تعد مركزاً لصناعة الإلكترونيات، فحققت ارتفاعاً في مؤشر مديري المشتريات بوصوله إلى 48.3 نقطة، وهو أفضل أداء لها منذ مارس الماضي، فيما تراجعت قراءة المؤشر في اليابان بسبب الانخفاضات الحادة في كل من الإنتاج والطلبيات الجديدة.

تباطؤ التصنيع في آسيا يتفاقم في ظل انخفاض الطلب

في غضون ذلك، شهدت الفلبين وإندونيسيا زيادة في الطلبيات مما أدى إلى ارتفاع مؤشر مديري المشتريات إلى 52.7 نقطة و51.7 نقطة على التوالي.

قالت مريم بلوش، الخبيرة الاقتصادية في وكالة "إس أند بي" حول اقتصادات جنوب شرق آسيا: "إذا استمر طلب العملاء في التراجع سيضر ذلك بأداء قطاع التصنيع في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في الأشهر المقبلة. علاوة على ذلك، تظل ثقة الأعمال فيما يتعلق بالعام المقبل ضعيفة تاريخياً في جميع أنحاء المنطقة".

مؤشر مهم للاقتصاد العالمي

يُنظر إلى أداء قطاع التصنيع في آسيا باعتباره مؤشراً مهماً على قوة التجارة العالمية، وترسم أحدث مجموعة من بيانات مؤشر مديري المشتريات صورة مختلطة.

أسهم آسيا تتراجع مع انكماش التصنيع في الصين مجدداً

كما يأتي ذلك عقب ظهور مؤشرات متباينة مماثلة من الصين، مما يسلط الضوء على هشاشة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ويزيد الضغط على حكومة بكين لضخ مزيد من حزم التحفيز بهدف الحفاظ على الزخم خلال العام المقبل.

قفز مؤشر مديري المشتريات التصنيعي "كايشين" الذي يركز على بيانات التصدير إلى 50.7 نقطة، متفوقاً على التوقعات البالغة 49.6 نقطة يوم الجمعة. مع ذلك، انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي إلى 49.4 نقطة يوم الخميس، مسجلاً الشهر الثاني على التوالي من الانكماش.