مؤشرات تبعث على التفاؤل في تقرير الوظائف المنتظر بأميركا

توقعات بتوفير 190 ألف وظيفة جديدة ومعدل بطالة 3.9%

مشاة أمام بورصة الأسهم في نيويورك، أميركا، بتاريخ 4 نوفمبر 2016
مشاة أمام بورصة الأسهم في نيويورك، أميركا، بتاريخ 4 نوفمبر 2016 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يمثل "يوم الوظائف" اليوم الأكثر إثارة شهرياً، وهو المعروف أيضاً بـ"يوم الرواتب غير الزراعية". كان يوم إصدار مؤشر أسعار المستهلكين لفترة من الوقت، لا سيما في عام 2022، قد استحوذ على الاهتمام باعتباره اللحظة التي يتعين على الجميع الالتفاف حولها. ولكن مع تراجع التضخم، وتحوّل الحديث إلى تخفيضات أسعار الفائدة، عاد "يوم الوظائف" رسمياً ليتصدر واجهة الاهتمام الذي لطالما استحوذ عليه.

ننتظر بفارغ الصبر حتى الثامن من ديسمبر–أي الجمعة المقبلة–لمعرفة أرقام الوظائف. لذا نأمل أن يكون الانتظار يستحق كل هذا العناء، على الرغم من أن هذا اليوم سيركز أنظارنا على وضع العمالة بأميركا طيلة الأسبوع.

يبدو أن "يوم الوظائف" سيكون يوماً كبيراً حقاً. يتوقع الاقتصاديون توفير 190 ألف وظيفة جديدة، بمعدل بطالة يبلغ 3.9%. الشيء الجدير بالمتابعة هو أنه في حين أن التفاؤل بشأن الهبوط السلس يملأ الآفاق، فقد كانت هناك بالفعل زيادة في معدل البطالة منذ الربيع عندما وصل إلى 3.4%.

انخفاض التوظيف بالخدمات والتصنيع في أميركا لأول مرة منذ 2020

قاعدة سهم

إذا استمر هذا المعدل في الارتفاع، فمن المنطقي أن يؤدي إلى تفعيل "قاعدة سهم" (Sahm Rule) قريباً إلى حد ما. تنص هذه القاعدة ببساطة على أنه عندما يكون المتوسط المتحرك لمدة ثلاثة أشهر في معدل البطالة يتجاوز أدنى مستوى له خلال 12 شهراً بمقدار 0.5%، فإن التاريخ يقول إنك في المراحل الأولى من الركود. إذا كانت الأرقام تتسق بوضوح مع مستويات "قاعدة سهم" في الأشهر القليلة المقبلة، فلا بد من أن تؤخذ على محمل الجد كمبرر محتمل للبدء في خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن.

من الواضح أن تقرير الوظائف يتضمن ما هو أكثر من مجرد معدل البطالة. فمن المتوقع أن يسجل نمو الأجور زيادات شهرية متتالية بنسبة 0.3%، وهو ارتفاع طفيف عن 0.2% المسجل في أكتوبر الماضي. شكّل النمو المتواضع في الأجور جزءاً كبيراً من أطروحة الهبوط السلس، لذلك سنرى ما إذا كان هذا الرقم يتوافق مع هذه الأطروحة. تصبح ديناميكيات سوق العمل أكثر وضوحاً يوم الثلاثاء القادم عندما نطلع على أحدث تقرير حول فرص العمل (أو "جيه أو إل تي إس" JOLTS) لشهر أكتوبر.

طلبات إعانة البطالة الأميركية تسجل أكبر انخفاض منذ يونيو

ضغوط تصاعدية على الأجور

لا يزال إجمالي فرص العمل المتاحة أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة، لذلك هناك حجة مقنعة مفادها أن ارتفاع الطلب على العمالة يفرض ضغوطاً تصاعدية على الأجور، مما يعقّد الهبوط السلس. في الوقت الذي كان فيه تقرير "JOLTS" في الماضي هادئاً، أخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي مسألة فرص العمل على محمل الجد. من هنا، لا يمكنك أن تخلد إلى النوم عند الكشف عن تقرير الوظائف يوم الثلاثاء المقبل. يتوقع الاقتصاديون أن ينخفض العدد الإجمالي لفرص العمل الجديدة المتاحة من 9.55 مليون فرصة في سبتمبر إلى 9.45 مليون.

يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضاً مراقبة توقعات التضخم. من المقرر أن تصدر يوم الجمعة أحدث الأرقام بشأن ثقة المستهلكين من خلال استطلاع جامعة ميشيغان، الذي يظهر توقعات التضخم العامة لمدة عام واحد و5 سنوات إلى 10 سنوات. يعلم الجميع أن الاستطلاع لا يعبأ أحد به. لكن انخفاض أسعار الغاز وأسعار الفائدة أعطى المستهلكين أسباباً ليكونوا أكثر تفاؤلاً. لذا عليك مراقبة ما إذا كانت هذه الأرقام تعزز التفاؤل أم تقوّضه.

لكن هناك المزيد بانتظار من يحرصون على متابعة تقارير سوق العمل. سنرى يوم الخميس ما إذا كانت مطالبات البطالة المستمرة لا تزال ترتفع كما كانت خلال الأشهر القليلة الماضية. سنحصل أيضاً يوم الأربعاء على تقرير التوظيف الوطني الصادر عن معهد "إيه دي بي" (ADP).

بطبيعة الحال، مع كل هذا الهبوط السلس وتزايد التفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة، فإن المعنويات في السوق أيضاً تتخذ المسار نفسه. المضاربات بدأت في السوق. لا يقتصر الأمر على المؤشرات الرئيسية وحدها، التي تقترب من أعلى مستوياتها هذا العام. فقد ارتفع سهم "غيمستوب" (Gamestop) بحوالي 30% في الأسبوع الماضي. وصعد سهم "إيه آر كيه كيه" (ARKK) بنسبة 37% منذ أدنى مستوى له في أكتوبر. وصل سهم "كوين بيس" (Coinbase) إلى أعلى مستوياته منذ ربيع عام 2022. وسنحصل على رؤية أفضل بنهاية الأسبوع، بشأن ما إذا كان لدى تلك المعنويات ما يبرر إطلاق العنان لها أو تقييدها.

العملات الرئيسية