تراجع طلبيات المصانع الألمانية بشكل مفاجئ في أكتوبر

تراجعت الطلبيات بنسبة 3.7% فيما كان المحللون يتوقعون ارتفاعاً قدره 0.2%

داخل مصنع للجرارات في ألمانيا (أرشيفية)
داخل مصنع للجرارات في ألمانيا (أرشيفية) المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت طلبيات المصانع الألمانية على نحو غير متوقع في أكتوبر، في إشارة إلى استمرار حالة الفوضى التي تواجه قطاع التصنيع في أكبر اقتصاد في أوروبا.

أظهرت بيانات صدرت يوم الأربعاء تراجع الطلبيات بنسبة 3.7%، مخالفة توقعات المحللين بارتفاع قدره 0.2%. كما جرى تعديل أرقام سبتمر إلى ارتفاع بنسبة 0.7%.

كان هذا الانخفاض مدفوعاً بهبوط نسبته 13.5% في قطاع الآلات والمعدات الذي لم يستطع مجاراة القفزة البالغة 20.2% في الطلبيات الجديدة في تصنيع وسائل النقل، مثل الطائرات والسفن والقطارات، وفقاً لوكالة الإحصاء الألمانية.

وتشير الأرقام إلى أن تحقيق الارتفاع المتوقع في قاعدة التصنيع الضخمة في ألمانيا يواجه صعوبات في أعقاب أزمة الطاقة وضعف الطلب العالمي، وهو ما يؤثر على النمو الاقتصادي للبلاد.

اقرأ أيضاً: ألمانيا توافق على ميزانية معدّلة تعلق حد الاقتراض

انكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.1% في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، ويتوقع الاقتصاديون انكماشاً آخر بالقدر ذاته خلال الربع السنوي الحالي، ما يضع ألمانيا على مسار أن تكون الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي يعاني ركوداً. وتهدد فوضى الميزانية في برلين بعد الحكم المفاجئ الذي أصدرته المحكمة الدستورية، بإلقاء ظلالها على التعافي الاقتصادي للبلاد.

معنويات قطاعات الأعمال

أظهرت استطلاعات أخيرة حالة من الاستقرار. فقد وصل مؤشر معهد "إيفو" لمعنويات قطاع الأعمال الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ ستة أشهر. وأبرز استطلاع مديري المشتريات "ضعفاً كبيراً"، على الرغم من أن تحسين الظروف الاقتصادية يدعم العودة إلى تحقيق نمو.

بدأ ركود اقتصاد ألمانيا في التأثير على سوق العمل. فبعد أن أظهر مرونة مدهشة، ارتفعت معدلات البطالة إلى أعلى مستوى لها منذ عامين ونصف العام في نوفمبر.

اقتصاد ألمانيا ينكمش 0.1% في الربع الثالث مع تراجع إنفاق الأسر

وقالت أندريا ناليس، رئيسة وكالة العمل الاتحادية: "إن التباطؤ الاقتصادي يترك بصمته".

يواجه اقتصاد البلاد مزيداً من التحديات نتيجة الظروف النقدية المتشددة. عل الرغم من إصرار مسؤولي البنك المركزي الأوروبي على احتمال رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، فإن التباطؤ الملحوظ في التضخم في منطقة اليورو دفع عضو البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل إلى وصف مثل هذه الخطوة بأنها "غير مرجحة". كما كثف المستثمرون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة اعتباراً من بداية مارس.

ومع ذلك، قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل الشهر الماضي إن مخاطر التضخم "تميل نحو الارتفاع". و"يبدو لي أنه من السابق لأوانه التفكير في احتمال خفض أسعار الفائدة".