بلومبرغ
تراهن شركة "ميتا بلاتفورمز" (.Meta Platforms Inc) على أن الذكاء الاصطناعي سيقنع المستخدمين بقضاء المزيد من الوقت على تطبيقات التواصل الاجتماعي الخاصة بها العام المقبل، وأن تستخدم هذه التكنولوجيا لإجراء أكبر التغييرات على امتداد منصاتها منذ إطلاق مقاطع الفيديو القصيرة" (Reels) في عام 2020.
في هذا الصدد، تعكف الشركة حالياً على اختبار أكثر من 20 ميزة مختلفة للذكاء الاصطناعي، بدءاً من البحث إلى الإعلانات والرسائل التجارية وغيرها، عبر منصاتها المختلفة في "فيسبوك" و"إنستغرام" و"ماسنجر" و"واتساب". وفي نهاية المطاف سيتم تطبيق هذه الأدوات على مستوى العالم.
قال أحمد الدحلة، نائب الرئيس للذكاء الاصطناعي التوليدي في "ميتا"، في مقابلة: "نعود دائماً إلى السؤال التالي: كيف ننشئ مجتمعاً أفضل عبر منصاتنا؟ كيف نساعد الناس على التعبير عن أنفسهم؟". وأضاف: "كيف يمكننا بناء المزيد من المنتجات المفيدة؟ إذا تمكنّا من إنجاز عمل جيد فإن ذلك يظهر بشكل عام في مظاهر القياس المختلفة. ينعكس ذلك في المزيد من الاستخدام، وردود الفعل الإيجابية، والمستخدمين الذي يقضون وقتاً ممتعاً".
ضغوط لإقناع المستخدمين
تواجه "ميتا" ضغوطاً لمواصلة منح المستخدمين أسباباً جديدة للاستمتاع بتطبيقاتها، التي تدرّ الجزء الأكبر من إيرادات الشركة، فضلاً عن إقناع المستثمرين بأن الإنفاق القياسي على مشاريع أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي يستحق كل هذا الجهد. تعد منصات التواصل الاجتماعي الأساسية التابعة لـ"ميتا" بمثابة شركات إعلانية عملاقة، لكن عدد المستخدمين على "فيسبوك" و"إنستغرام" استقر إلى حد كبير عند مليارين و3 مليارات مستخدم شهرياً لكل منصة على التوالي.
تواجه "ميتا" منافسة شديدة من "تيك توك"، الذي يقضي مستخدموه في الولايات المتحدة ما يقرب من ضعف متوسط الوقت على منصة الفيديوهات القصيرة، كما هي الحال بالنسبة لتطبيقات "ميتا". في الوقت نفسه، قدمت شركة "سناب" (.Snap Inc) وشركة "أدوبي" (.Adobe Inc)، المصنعة لبرنامج "فوتوشوب" روبوتات دردشة وتطبيقات تحرير الصور وإنشاء محتوى الفيديو المدمجة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
تنفق شركة "ميتا" المليارات على البنية التحتية والمواهب والتطوير لمواكبة سباق التسلح بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة. خلال الفترة التي أطلق عليها الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ "عام الكفاءة"، حظي الذكاء الاصطناعي بوضعية مميزة باعتباره المجال الرئيسي في الشركة الذي استحوذ على الاستثمار والنمو، بدلاً من التخفيضات.
مراجعات متنوعة
في حين أن الكثير من أعمال "ميتا" في مجال الذكاء الاصطناعي أُنجزت خلافاً لاهتمامات عامة الناس-مثل بناء مراكز بيانات مرتفعة التكلفة وإطلاق إصدارات مفتوحة المصدر من نموذج لغة اللاما الكبير الذي يشغل روبوتات الدردشة-إلا أن المنتجات الاستهلاكية القليلة الجديدة كانت محدودة، وحظيت بمراجعات متنوعة.
في العام المقبل، تهدف الشركة إلى إضافة ميزات إلى أداة "ميتا آيه آي" (Meta AI)، وهي عبارة عن مساعد افتراضي يمكنه الإجابة على الأسئلة، وإنشاء صور واقعية. يمكن استخدام الأداة في المحادثات الفردية والجماعية، وكذلك في نظارات الواقع المعزز من "ميتا".
قال "الدحلة": "نتطلع لأن تكون الأداة أحد مساعدي الذكاء الاصطناعي الأكثر استخداماً في العالم". وأشار إلى أن "ميتا" تختبر أيضاً ميزة من شأنها أن تسمح للأداة بسحب مقاطع "Reels" إلى محادثاتها، وربما المحتوى من خدمات الطرف الثالث الأخرى.
تأمل "ميتا" أيضاً أن يستخدم المزيد من الأطراف الثلاثة برنامج "إيه آي استوديو" (AI Studio) الخاص بها لبناء روبوتات الدردشة للشركات والمبدعين التي يمكنها التحدث مع الأشخاص نيابة عنهم عبر التطبيقات.
بالنسبة إلى "فيسبوك"، من المقرر أن تقترح أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة موضوعات محادثات للمجموعات والمنصات السوقية للمشاركة فيها أو عناصر للاطلاع عليها. تعمل الشركة على توسيع أداة تحرير الصور الخاصة بها "إماجين" (Imagine)، لتفتح لها آفاقاً تتجاوز مجرد المحادثات إلى موقع إلكتروني يتيح للهواة إنشاء صور مجانية. وفي الوقت نفسه، ستزود جميع الصور التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي بعلامة مائية غير مرئية توضح الصور التي تُنشأ باستخدام الذكاء الاصطناعي.