بريطانيا وإيطاليا واليابان توقع اتفاقية لتطوير طائرة مقاتلة

الدول الثلاث تسعى لتعزيز علاقاتها الدفاعية لمواجهة تهديدات منها النفوذ الصيني

رسم تخيلي لطائرة من الجيل التالي تخطط اليابان وإيطاليا وبريطانيا لصنعها
رسم تخيلي لطائرة من الجيل التالي تخطط اليابان وإيطاليا وبريطانيا لصنعها وزارة الدفاع اليابانية
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

وقعت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان معاهدة في طوكيو، الخميس، لبلورة خطة مشتركة لتطوير طائرة شبح مقاتلة، مع تطلع الدول الثلاث إلى تعزيز علاقاتها الأمنية وسط تهديدات من دول مثل الصين التي تفرض وجودها بصورة حاسمة.

قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني قبل التوقيع إن المقر الإداري والتجاري لبرنامج "القتال الجوي العالمي" سيكون في المملكة المتحدة. وأضافت الوزارة أن أول رئيس تنفيذي للهيئة الحكومية سيعين من اليابان، بينما سيكون أول رئيس للمؤسسة الصناعية من إيطاليا.

طائرة مقاتلة متطورة

يرتكز المشروع على تطوير طائرة حربية مزودة بأحدث التقنيات، بالإضافة إلى طائرات مسيرة وأجهزة استشعار متقدمة وأسلحة دقيقة. والطائرة الجديدة المخطط إنتاجها-والتي لا تزال تعرف باسم "تمبست" (Tempest) في المملكة المتحدة-تجمع بشكل فعال بين مشروع "تمبست" الأوروبي ومشروع "إف-إكس" (F-X) الياباني، وكلاهما كان في طور الإعداد منذ سنوات.

وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس للصحفيين بعد التوقيع: "لا يمكن لأي دولة أن تفعل ذلك بمفردها بهذا المستوى من الخبرة". ووصف اللحظة بأنها "لحظة فاصلة" ومهمة أمنياً في كل من منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي ومنطقة المحيطين الهندي والهادي. ورفض الإعلان عن الميزانية المحددة لهذا البرنامج، لكنه قال إنها بعشرات المليارات من الجنيهات.

"تمبست".. مقاتلة اليابان النفاثة لمواجهة الصين تمنح بريطانيا دوراً في آسيا

تأتي هذه الاتفاقية بعد عام من موافقة الدول الثلاث على دمج خططها لتطوير الطائرات المقاتلة من الجيل التالي، وهي مثال على نوع الاتفاقيات التي تحاول الحكومة البريطانية إبرامه بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي. بالنسبة لليابان، فهذه هي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تتطلع فيها خارج الولايات المتحدة لإقامة مشروع كبير للمعدات الدفاعية، لأسباب من بينها التردد الأميركي في مشاركة التكنولوجيا.

لا يزال الاتفاق الذي وقعه "شابس" مع نظيريه الياباني مينورو كيهارا والإيطالي غيدو كروسيتو بانتظار تصديق برلمانات الدول الثلاث حتى يصبح سارياً.

مشروع دفاعي مكلف

تعد الطائرات المقاتلة من بين أكثر المشروعات الدفاعية تكلفة، إذ تمتد الأطر الزمنية لها إلى عقود وتصل ميزانياتها إلى مئات المليارات من الدولارات، لذا فإن ضم القوة المالية اليابانية مع المعرفة والخبرة الأوروبية في الإنتاج التي بلغت ذروتها في طائرة "يوروفايتر" (Eurofighter)، يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في تطوير الطائرة.

تركيا تسعى لشراء مقاتلات Typhoon الأوروبية لسد عجز أسطولها الجوي

تعمل الدول الثلاث على الوصول إلى مرحلة تطوير المشروع في 2025، وإدخال الطائرة الحربية الخدمة بحلول 2035. وقالت صحيفة "أساهي"، الخميس، إن تسويق الطائرة خارج الدول الثلاث مازال يواجه بعض العراقيل، بعد رفض مجموعة بالحزب الحاكم الياباني تخفيف قواعد تصدير الأسلحة للسماح بذلك، وأشارت الصحيفة إلى أن القرار تأجل إلى العام المقبل.

من أجل المضي قدماً في تنفيذ المشروع، سوف تتعاون أكبر شركة لإنتاج الأسلحة في أوروبا "بي إيه إي سيستمز" (BAE Systems)، ومقرها في لندن، مع شركة "ليوناردو" (Leonardo) الإيطالية وشركة "ميتسوبيشي هيفي إنداستريز" (Mitsubishi Heavy Industries) اليابانية، وهي المتعاقد الرئيسي في مشروع المقاتلة اليابانية "إف-إكس". أما الشركتان، البريطانية والإيطالية، فهما شريكتان في صناعة الطائرتين "يوروفايتر تايفون" و"تمبست".