صناديق التحوط تتحول للرهان على هبوط سعر الدولار الأميركي

المضاربون يحركون بوصلتهم نحو صافي مراكز بيعية للدولار للمرة الأولى منذ سبتمبر

أوراق نقدية بالدولار
أوراق نقدية بالدولار المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انضمت مجموعة "غولدمان ساكس" إلى جوقة متوقعي ضعف الدولار بعد أوضح إشارة من البنك المركزي الأميركي حتى الآن على أن تخفيضات أسعار الفائدة آتية لا محالة.

أجرى "غولدمان" تغييرات شاملة على توقعاته لسعر الصرف بعدما أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تحرك أسرع نحو تخفيضات "غير ركودية" في أسعار الفائدة، حسبما كتب محللون من بينهم مايكل كاهيل في مذكرة يوم الجمعة. وللمرة الأولى منذ سبتمبر، تحولت صناديق التحوط وغيرها من كبار المضاربين إلى مراكز بيع صافية للدولار اعتباراً من 12 ديسمبر، وفق بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع.

توقعات بخفض الفائدة

انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 1.2% الأسبوع الماضي ولامس أدنى مستوى منذ أربعة أشهر بعدما أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير وتوقع خفضها 75 نقطة أساس في 2024. وسارعت الأسواق إلى توقع ما يصل إلى ستة تخفيضات، فيما توقع الاقتصاديون في "غولدمان ساكس" خمسة.

كتب محللو البنك: "تقدر توقعاتنا الجديدة ضعف الدولار أكثر من ذي قبل. أكبر المراجعات لتوقعاتنا كانت في العملات الحساسة لأسعار الفائدة والتي يمكن أن تعاني في ظل نظام أسعار الفائدة الأعلى لفترة أطول"، مثل الين والكرونة السويدية والروبية الإندونيسية.

الطلب على الدولار إلى أدنى مستوى منذ 2020 بعد تحول "الفيدرالي"

وأظهرت بيانات لجنة تداول السلع الآجلة أن المراكز المجمعة للرهانات عبر العملات الرئيسية تحولت إلى صافي 26355 عقداً بيعياً للدولار في الأسبوع المنتهي يوم الثلاثاء الماضي. وكانت أكبر التحولات من نصيب الين، إذ انخفضت الرهانات على مكاسب الدولار مقابل العملة اليابانية بأكثر من 20%، إضافة إلى الجنيه الإسترليني، حيث تضاعفت الرهانات على انخفاض الدولار تقريباً.

ارتفع الين 2% الأسبوع الماضي مقابل الدولار، في حين ارتفعت الكرونة 1.9%. وكانت تلك أكبر المكاسب بين مجموعة العملات العشر الكبرى باستثناء الكرونة النرويجية، التي قفزت بأكثر من 4% بعدما رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي على الودائع بشكل مفاجئ.

"غولدمان" يعدل توقعاته

يتوقع "غولدمان" أن سعر الين لن يتغير كثيراً عن 142 ين مقابل الدولار الواحد في ستة أشهر، وهو أقوى بكثير من تقديراته السابقة البالغة 155. كما عزز التوقعات بالنسبة للدولارين الأسترالي والنيوزيلندي بما لا يقل عن 9% خلال الفترة نفسها.

وكتب الخبراء الاستراتيجيون: "نرى أن أكبر‘مجال للابتعاد’ عن المستويات الحالية هو في العملات المسايرة للدورات الاقتصادية (التي ترتفع إن قوي الاقتصاد وتتراجع إن ضعف) ومن المفترض أن تستفيد من تخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي قبضته على الظروف المالية وتعزيز توقعات الهبوط السلس". وتضم هذه المجموعة الجنيه الإسترليني والوون الكوري الجنوبي والراند الجنوب أفريقي.