رهانات خفض الفائدة تقود "إس آند بي 500" صوب قمته القياسية

الأعلام الأميركية ترفرف خارج بورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة
الأعلام الأميركية ترفرف خارج بورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

صعدت الأسهم الأميركية في بداية تعاملات الأسبوع الأخير من 2023، لتواصل الارتفاع الذي وضع مؤشر السوق على أعتاب مستوى قياسي.

صعد مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) في جلسة اتسمت بحجم تداول ضعيف ليفصله أقل من 0.5% عن أعلى مستوى له على الإطلاق والبالغ 4,796.56 نقطة.

ورغم التحذيرات بشأن مستويات التشبع الشرائي والمراكز المُجهدة، واصلت الأسهم الصعود وسط تكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في وقت أقربه شهر مارس.

يتمتع ما يسمى بـ"صعود نهاية العام"، والذي يشمل عادة جلسات التداول الخمس الأخيرة من العام وأول جلستين من السنة الجديدة، بسجل قوي جداً، إذ سجل مؤشر "إس آند بي 500" مكاسب بمتوسط 1.3% خلال الجلسات السبع، خلال الأعوام التي تعود إلى 1969، وفق بيانات "ستوك تريدرز ألماناك" (Stock Trader’s Almanac).

قال كريس لاركين من "إي* تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي": "سيتحول التركيز سريعاً إلى مدى قدرة السوق على الحفاظ على زخمها في العام الجديد، وقد يعتمد ذلك على مدى استمرار المشاعر الطيبة المحيطة بالتخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى حوالي 4774.75 نقطة. فيما وصل مؤشر أسهم شركات تصنيع الرقائق إلى مستوى قياسي، مع ارتفاع سهم "إنتل كورب" 5%. صعد مؤشر "راسل 2000" (Russell 2000) للأسهم الصغيرة 1.2%.

تحسن معنويات السوق

اعتبر آدم تورنكويست من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial) ضغوط الشراء المستمرة على الأسهم بهذا الحجم ليست نادرةً فحسب، بل هي أيضاً علامة صعودية على تحسن معنويات المستثمرين وزخم السوق.

وأضاف: "رغم أن جميع موجات الصعود تنتهي في نهاية المطاف، فإن التاريخ يشير إلى أن هذه الحالة وضعها مختلف". إذا تمكن مؤشر "إس آند بي 500" من الارتفاع للأسبوع التاسع على التوالي، فسيسجل أطول سلسلة مكاسب متواصلة له منذ 2004.

انتعاش الأسهم الأميركية مع بدء الفيدرالي دراسة خفض الفائدة

فمنذ 1957، تمكنت تسع من أصل 17 موجة صعود متواصلة مدتها ثمانية أسابيع للمؤشر من بلوغ الأسبوع التاسع، لكنّ ثلاثاً منها فقط وصلت إلى الأسبوع العاشر، وفق لاركين من "إي* تريد".

من جهته، يرى كريغ جونسون من "بايبر ساندلر" أن أي تراجعات ستكون متواضعة وقصيرة الأجل، في ظل استكمال المستثمرين زخم الاتجاه الصعودي الذي دام ثمانية أسابيع نحو قمم جديدة.

مسايرة السوق إلى القمة

قال لويس نافيلييه، كبير مسؤولي الاستثمار لدى "نافيلييه آند أسوشيتس" (Navellier & Associates): "لا يزال يبدو من المرجح أنه بمقدورنا إنهاء العام عند القمة.. لا يوجد سبب لعدم مسايرة السوق حتى نهاية العام".

أحجام التداول على الأسهم كانت منخفضة بجميع الأرجاء، في ظل العطلات في دول مثل كندا ونيوزيلندا وأستراليا والأسواق الأوروبية.

السوق مقتنعة بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة العام المقبل

وعلى صعيد أخبار الشركات، تستأنف "أبل" ضد قرار حظر مبيعات ساعاتها الذكية في الولايات المتحدة، بعدما رفض البيت الأبيض إلغاء هذا الإجراء. وتعتزم "إنتل" استثمار 25 مليار دولار في إسرائيل بعد فوزها بحوافز. وأبرمت "فيديكس كورب" اتفاقية إعادة شراء للأسهم مع "ميزوهو ماركتس أميركاس" (Mizuho Markets Americas). ووافقت شركة "بريستول مايرز سكويب" على شراء شركة "رايز بيو" (RayzeBio) مقابل حوالي 4.1 مليار دولار.

تأمين عوائد أعلى

تهافت المشترون على مبيعات سندات الخزانة يوم الثلاثاء، سعياً للحصول على عوائد أعلى في ظل توقع السوق سلسلة تخفيضات قوية لأسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي في 2024.

واستحوذ مقدمو العروض غير المباشرة، وهي مجموعة تضم بنوكاً مركزية أجنبية، على نسبة قياسية بلغت 77.6% من مزاد السندات لأجل 52 أسبوعاً، وحصدت نفس الفئة 71.6% من طرح سندات مدتها ستة أشهر، وهي ثالث أكبر حصة على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، تم تسعير بيع ديون لأجل عامين بسعر أقل من العائد عند إصدارها، في إشارة إلى طلب أكبر من المتوقع.

تشير عقود المقايضة المرتبطة باجتماعات الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال بنسبة تزيد عن 90% بأن يخفض البنك المركزي الأميركي نطاق سعر الفائدة الحالي -الذي يتراوح بين 5.25% و5.5%- في مارس. وعلى مدار 2024، يتوقع المتداولون خفض أسعار الفائدة بإجمالي 160 نقطة أساس، أي أكثر من ضعف توقعات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الصادرة في وقت سابق من هذا الشهر في جولتهم الجديدة من التوقعات الفصلية.

على صعيد آخر، ارتفع سعر النفط مع استمرار اضطرابات الشحن في البحر الأحمر نتيجة هجمات الحوثيين على السفن في الممر المائي الحيوي. انخفض سعر "بتكوين" وبدأ الزخم الأخير في عملات الميم في إظهار علامات التراجع.

أسعار المنازل في أميركا تواصل ارتفاعها القياسي للشهر التاسع

التقويم الاقتصادي هذا الأسبوع لا يحوي العديد من البيانات. ارتفعت أسعار المنازل للشهر التاسع على التوالي. أظهرت البيانات المبكرة من "ماستركارد سبندنغ بالس" (Mastercard SpendingPulse) ارتفاع مبيعات التجزئة للعطلات في الولايات المتحدة بوتيرة أبطأ بكثير مما كانت عليه في 2022.

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4% في الساعة 4:01 مساء بتوقيت نيويورك
  • صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.6%
  • ارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" 0.4%
  • مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري تراجع 0.2%
  • سعر "بتكوين" انخفض 3.2% إلى 42,135.36 دولار
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 2,068.22 دولار للأوقية