ضبابية تسيطر على آفاق أسواق النفط في 2024

أداء اقتصاد الصين والطلب العالمي على الخام والمعروض من خارج "أوبك" أبرز محددات السوق في العام الجديد

ناقلة النفط الخام "إس كي إس دويلز" تتحرك على طول قناة السويس باتجاه الإسماعيلية في مصر
ناقلة النفط الخام "إس كي إس دويلز" تتحرك على طول قناة السويس باتجاه الإسماعيلية في مصر المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حالة من الحذر تسيطر على توقعات المؤسسات الكبرى والبنوك الاستثمارية بشأن وضع أسواق النفط خلال 2024، وذلك على خلفية استمرار المخاطر الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية حول العالم.

على الجانب الآخر، تبدي منظمة "أوبك" تفاؤلاً حذراً بشأن العوامل الأساسية التي تؤثر على ديناميكيات سوق النفط في العام المقبل. ففي تقريرها الأخير، أبقت المنظمة على توقعات نمو الطلب على الخام والمعروض النفطي من خارجها للعام المقبل بدون تغيير عن تقريرها السابق الذي أصدرته في نوفمبر.

أبقت "أوبك" تقديراتها لنمو الطلب على النفط للعام المقبل عند متوسط 2.2 مليون برميل يومياً، وللعام الحالي عند 2.5 مليون برميل.

وبالمثل حافظت المنظمة على توقعاتها بنمو المعروض النفطي من خارج المنظمة عند متوسط 1.8 و1.4 مليون برميل يومياً للعامين الحالي والمقبل على التوالي، فيما أشار تقريرها إلى أن نحو 70% من نمو المعروض سيأتي من الولايات المتحدة التي تستعد لإنتاج قياسي خلال العام المقبل.

مع ذلك، وبحسب المحللين تبقى هذه التوقعات رهينة لمجموعة من العوامل التي قد تؤثر على أسواق الخام في 2024؛ من بينها تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وبشكل خاص في الصين، الأمر الذي من شأنه أن يضعف الطلب على الخام. كما أن ارتفاع المخزونات في كل من الصين وأميركا واليابان والهند سيكون له تأثير على الطلب.

تراجع أسعار النفط وسط غموض آفاق الطلب على الخام

يرى جوليان ماثونيير، محلل أسواق النفط في "إنريجي إنتليجينس"، أن كل المخاوف والتوترات الجيوسياسية قد سعرتها أسواق النفط، متوقعاً تباطؤ الطلب خلال العام المقبل إلى نمو بمليون برميل يومياً، وأن يكون سعر البرميل بين 70 و75 دولاراً.

تأثير توترات البحر الأحمر

ومن بين أهم العوامل المؤثرة على سوق النفط، التوترات الجيوسياسية على وقع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تبعها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتي أدت إلى اضطرابات في حركة عبور السفن قد تستمر شهوراً، لا سيما مع تأخير تسليم شحنات النفط.

أيضاً، تظل القيود المفروضة على العرض من العوامل المؤثرة على أسواق النفط، مع استمرار تحالف "أوبك+" بالتخفيض الحالي في الإنتاج حتى نهاية 2024 علاوة على انسحاب أنغولا من "أوبك".

على خلاف ذلك، استبعد ماثونيير أن يكون لتوترات البحر الأحمر أثر طويل المدى على أسعار النفط، مستشهداً بأن التوترات السياسية خلال الفترة الماضية، مثل حرب روسيا في أوكرانيا، لم يكن لها تأثير كبير على الأسعار.

أميركا تحاول إقناع شركات الشحن بالإبحار مجدداً في البحر الأحمر

قال ماثونيير إن معظم السفن لا تزال مصرّة على عدم تغيير مسارها التقليدي عبر البحر الأحمر، خاصة مع تأمين القوات الأميركية لتلك السفن. وأضاف أن علاوة تغيير المسارات إلى طرق أطول لا تتعدى الدولارين للبرميل، وبالتالي فإن العوامل الأخرى مثل ضعف الطلب وزيادة المعروض، خاصة من خارج "أوبك"، تظل العوامل الأكثر تأثيراً على أسعار الخام خلال العام المقبل.