الأسهم الأميركية تختتم 2023 بأطول مكاسب أسبوعية منذ 2004

"S&P 500" يربح 8 تريليونات دولار ويقفز 24% في 2023

زوار ملتفون حول تمثال "الثور الهائج" (Charging Bull) قرب بورصة نيويورك
زوار ملتفون حول تمثال "الثور الهائج" (Charging Bull) قرب بورصة نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

التقطت الأسهم الأميركية أنفاسها بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق في الجلسة الأخيرة من 2023. وبالنسبة للمضاربين على الارتفاع الذين يتحدون سيناريوهات الهبوط كافة، كان ذلك مجرد إشارة لسوق تسجل أطول مكاسبها الأسبوعية منذ 2004.

تعاملات الجمعة الهادئة قبل العطلات جاءت بعد صعود الأسهم لخمس جلسات متتالية. إذ ظهرت علامات الإجهاد بعد مكاسب مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500 ) التي تخطت 8 تريليونات دولار هذا العام. رغم مخاوف تتراوح بين عدم اليقين تجاه الاحتياطي الفيدرالي ومخاوف الركود والمخاطر الجيوسياسية، وسجل المؤشر مكاسب للأسبوع التاسع على التوالي.

قالت كوينسي كروسبي من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "تظهر السوق علامات الإجهاد وتحتاج بلا شك إلى التقاط الأنفاس.. طالما ظلت المشاركة واسعة النطاق، يُرجح أن تدعم المعنويات الصعودية المؤشرات أثناء تعاملها مع السيناريوهات الجيوسياسية والمحلية، والإجماع الإيجابي الشامل على أن عام 2024 سيكون قوياً بالمثل".

"ناسداك 100".. أفضل أداء سنوي منذ 1999

تكبد مؤشر "إس آند بي 500" خسائر طفيفة يوم الجمعة، ليظل قريباً جداً من قمته التي سجلها في يناير 2022. مدعوماً بطفرة الذكاء الاصطناعي، وتزايد الإقبال و"الخوف من تفويت الفرصة"، ارتفع المؤشر 24% في 2023، في حين سجل مؤشر "ناسداك 100" أفضل أداء سنوي له منذ 1999.

على الجانب الآخر، وبعد عام من التقلبات العنيفة والعديد من المباغتات، أنهى عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات تعاملات 2023 تقريباً حيث بدأ. إنها نتيجة هزلية تقريباً لمدة 12 شهراً هبط فيهم إلى 3.25% في أعقاب الأزمة المصرفية في مارس، ليعود ويتجاوز 5% بعد بضعة أشهر فقط.

صعدت أسعار الفائدة القياسية لأجل 10 أعوام إلى ما يقرب من 3.9% يوم الجمعة. ولم يتغير سعر صرف الدولار كثيراً خلال اليوم، لكنه سجل أسوأ عام له منذ بداية الوباء. وسجل النفط أكبر انخفاض سنوي له منذ 2020.

بيانات التضخم الرئيسية -التي تدعم التوقعات المتزايدة بأن محافظي البنوك المركزية سيخفضون أسعار الفائدة بقوة في 2024- دفعت الأسهم والسندات لتسجيل مكاسب قوية خلال الشهرين الماضيين. وتسارع الصعود أيضاً بعد تحول نبرة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول نحو التيسير النقدي باجتماع تحديد الفائدة في ديسمبر.

أمور تتجاهلها السوق

قال بريان باريش من "كامبيار انفستورز" (Cambiar Investors): "الاعتقاد بأن البنوك المركزية الكبرى فعلت بالتأكيد ما يكفي لقمع صعود التضخم في 2022-2023 هي التي تغذي الارتفاع". وعلى الجانب الآخر، أوضح :"ليس من الصعب تخيل عوامل جديدة تثير قلق الأسواق، مثل الانتخابات، ومتطلبات تمويل السندات الكبيرة للحكومة الأميركية، و/أو أي فكرة عن عودة التضخم من جديد. لكن في الوقت الحالي، ليس هناك الكثير من الأخبار وليس هناك الكثير من البائعين".

قال وزير الخزانة السابق لورانس سامرز إن المستثمرين ربما يقللون من مخاطر التضخم مع تحرك الأسواق بسرعة نحو التوقعات بشأن تيسير الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية.

"أعتقد أنه لا يزال هناك خطر من أن السوق ربما يتهاون في تقديراته: إننا لم نحقق الكثير من التقدم بشأن التضخم كما يأمل الناس، وإنه لن يكون هناك مجال كبير ليتحول الاحتياطي الفيدرالي لتيسير سياسته كما يأمل المستثمرون". وفق تصريحات سامرز في برنامج "وول ستريت ويك" على تلفزيون بلومبرغ مع ديفيد ويستن.

صعدت أسواق الأسهم بسرعة كبيرة لدرجة أنها معرضة بشدة للتراجع إذا انزلق الاقتصاد الأميركي إلى ركود طفيف، وفق "آر بي سي غلوبال أسيت مانجمنت" (RBC Global Asset Management). وقال إريك لاسيليس، الخبير الاقتصادي لدى "آر بي سي"، من المرجح خفض أسعار الفائدة في 2024، لكن الاقتصاد العالمي لم يستوعب بعد التأثير الكامل لما يقرب من عامين من التشديد النقدي.

وأضاف لاسيليس: "ما يتم تحضيره الآن هو قفزة كبيرة في الأرباح، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا في سيناريو الهبوط السلس".

تظهر طمأنينة السوق أيضاً في مؤشر التقلب الأكثر متابعة في السوق "VIX" الذي ظل منخفضاً عن 13 هذا الأسبوع، بالقرب من أدنى مستوياته قبل الوباء وأقل بكثير من متوسط ​​الخمس سنوات. وقال روس مولد، مدير الاستثمار لدى "إيه جي بيل" (AJ Bell)، إن هذا الرقم المنخفض "ربما يشير إلى درجة من رضا المستثمرين، وحتى الزخم".

قال آدم تورنكويست من "إل بي إل فاينانشال": "لا يزال الزخم في منطقة ذروة الشراء، ولكنه صعودي.. في حين أن ظروف التشبع الشرائي للغاية تزيد من احتمالات التحرك العرضي أو الهبوط، إلا أن العوائد على المدى الطويل كانت إيجابية وأعلى من المتوسط ​​مقارنةً بفترات مماثلة".

بعد صعود متواصل دام تسعة أسابيع، حقق مؤشر "إس آند بي 500" متوسط ​​وأوسط ​​عوائد آجلة لمدة 12 شهراً بنسبة 8.1% و12.2% على التوالي، حسبما قال تورنكويست من "إل بي إل"، نقلاً عن بيانات تعود إلى عام 1950. وقد أسفرت سبعة من أصل تسعة أحداث عن نتائج إيجابية.

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.3% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.4%.
  • استقر مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري.
  • هبط سعر "بتكوين" 1% إلى 42,042.01 دولار.
  • تقهقر سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2063.18 دولار للأوقية.