الرئيس الصيني يعترف بعام قاس في 2023 متعهداً بتعزيز الزخم الاقتصادي

شي جين بينغ قال في كلمة بمناسبة العام الجديد: هدف الحكومة توفير حياة أفضل للشعب.. وتعليم جيد لأبنائنا

بائع يعرض بضاعته في مدينة شيزيازوانغ، بمقاطعة هيباي، الصين
بائع يعرض بضاعته في مدينة شيزيازوانغ، بمقاطعة هيباي، الصين المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتعزيز الزخم الاقتصادي وتوفير فرص العمل، معترفاً بأن بعض الشركات والمواطنين واجهوا عاماً قاسياً في 2023، وهو ما اعتُبر اعترافاً نادراً بالظروف المعاكسة التي تواجه البلاد.

في الوقت الذي أشاد فيه الرئيس الصيني بإنجازات بلاده خلال الرسالة التي وجّهها بمناسبة العام الجديد، أشار إلى أن "بعض الشركات واجهت أوقاتاً عصيبة"، و"واجه بعض المواطنين صعوبة في العثور على وظائف، وتلبية الاحتياجات الأساسية لهم" خلال العام المنقضي.

قال "شي" في كلمة متلفزة يوم أمس الأحد: "سنعمل على ترسيخ وتعزيز زخم الانتعاش الاقتصادي، وتحقيق تنمية اقتصادية مطّردة وطويلة الأجل".

قال في كلمته إن هدف الحكومة هو "توفير حياة أفضل للشعب، إذ يجب توفير الرعاية لأبنائنا على النحو الأمثل، وضمان حصولهم على تعليم جيد، ويجب أن تُتاح لشبابنا الفرص لاستكمال مسيرتهم المهنية وإحراز النجاح، ولا بد أن يتمتع مواطنونا من كبار السن بإمكانية الحصول الكافي على التعليم، والخدمات الطبية وسبل الرعاية اللازمة لهم".

الصين تكثف دعمها المالي لتعزيز تعافي الاقتصاد

تحسين الرفاهية

اعتمد الحزب الشيوعي في حكمه على تحسين رفاهية الناس والذي اعتبره جزءاً أساسياً من التواصل الاجتماعي. ومن المقرر أن يشهد العام الجديد دخول الصين فترة محورية، حيث يحاول صناع السياسات تعزيز النمو، وتحقيق الاستقرار بعد الأزمة التي ضربت سوق العقارات، والحيلولة دون انزلاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم نحو الانكماش.

يُتوقع أن تستهدف بكين تحقيق نمو بحوالي 5% مجدداً في عام 2024، على الرغم من أن تحقيق ذلك سيكون أكثر صعوبة بسبب ارتفاع معدل الأساس.

تراجعت ثقة المستثمرين مع استمرار المخاوف بشأن عملية صنع السياسات الغامضة في بكين، وأدى ارتفاع أسعار الفائدة في الخارج إلى تحفيز تدفقات رأس المال إلى خارج الصين. وأدت الحملة الأخيرة على صناعة الألعاب إلى خسارة بقيمة 80 مليار دولار، في حين سجلت مشتريات المستثمرين الأجانب من الأسهم الصينية أقل مستوياتها السنوية على الإطلاق.

تزايدت علامات الضعف في الاقتصاد في الآونة الأخيرة مع تراجع نشاط المصانع في ديسمبر إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، مما يرجح زيادة الضغط على صناع السياسات للتحرك بشكل عاجل لتحفيز الزخم في الاقتصاد.

أشاد شي في كلمته أمس الأحد بـ"براعة التصنيع" في الصين، والتي تجلّت في قائمة من المشاريع، بما في ذلك طائرة الركاب "C919" محلية الصنع، والسفينة السياحية المصنوعة بالصين، وبرامج الفضاء، والغواصات المأهولة، والسيارات الكهربائية.

وواصل أقوى زعيم للصين منذ عهد ماو تسي تونغ خرق أعراف الحزب الشيوعي، حيث قام بأقل عدد من الرحلات الخارجية –أربعة فقط– في عام خالٍ من الوباء منذ توليه السلطة. وأرجأ اجتماعاً اقتصادياً رئيسياً يُعقد كل خمس سنوات لرسم سياسات الإصلاح بالبلاد.

كذلك أطاح "شي" بشكل مفاجئ بوزير دفاعه، فضلاً عن كبار قادة قوة الصواريخ بالجيش، مع انتشار الاضطرابات في المستويات العليا للجيش الوطني. كما أقالت بكين وزير خارجيتها دون تفسير لهذا القرار، مما زاد من حالة عدم اليقين.

الرئيس الصيني يتعهد بمواصلة فتح السوق بشروطه الخاصة

مخاطر جيوسياسية خارجية

يحمل العام الجديد أيضاً عدداً من المخاطر الجيوسياسية الجديدة بسبب الانتخابات في كلٍ من الولايات المتحدة وتايوان.

جدّد "شي" في كلمته أن الصين "ستتم إعادة توحيدها بالتأكيد"، في إشارة إلى تايوان التي انفصلت عن البر الرئيسي في عام 1949 بنهاية حرب أهلية، لكن بكين لا تزال تدعي أنها جزء من أراضيها.

ستحدد الانتخابات التنافسية بشدة في تايوان والمقرر إجراؤها في 13 يناير المقبل طريقة تعامل الجزيرة التي يزيد عدد سكانها على 23 مليون نسمة مع تحركات بكين. يسعى الحزب "الديمقراطي التقدمي" الحالي إلى تعزيز علاقات تايبيه مع واشنطن، في حين أن حزب "كومينتانغ" (Kuomintang) المعارض -الذي يحتل المرتبة الثانية بشكل متزايد في أحدث استطلاعات الرأي- هو الشريك التفاوضي المفضل لبكين في الجزيرة.

قال شي: "يجب على جميع الصينيين على جانبي مضيق تايوان أن يجمعهم إحساس مشترك بوحدة الهدف، وأن يشاركوا في صنع مجد تجديد شباب الأمة الصينية".