الصين تسجل أكبر انخفاض في رواتب توظيف العمالة

تراجع متوسط أجور الموظفين الجدد بأكبر قدر منذ 2016

عامل ينقل منصات الطلاء في مصنع "نيبون بينت" في تشينغيوان، مقاطعة قوانغدونغ، الصين
عامل ينقل منصات الطلاء في مصنع "نيبون بينت" في تشينغيوان، مقاطعة قوانغدونغ، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت الأجور المعروضة على العمال بالمدن الكبرى في الصين بأكبر قدر على الإطلاق، ما يؤكد استمرار الضغوط الانكماشية وتباطؤ ثقة المستهلكين في ثاني أكبر اقتصاد حول العالم.

هبط متوسط الرواتب التي تقدمها الشركات للتعينات الجديدة عبر 38 مدينة صينية كبرى 1.3% إلى 10420 يواناً (1458 دولاراً) خلال الربع الأخير من 2023 بالمقارنة بالسنة الماضية. كان هذا أسوأ تراجع منذ 2016 على الأقل، بحسب بيانات من منصة التوظيف عبر الإنترنت "تشاوبين" (Zhaopin) التي جمعتها بلومبرغ.

يأتي هذا التراجع للربع الثالث على التوالي، وهو الأطول أمداً منذ إتاحة البيانات الخاصة بالتغييرات السنوية للمرة الأولى خلال 2016.

هبطت الأجور في بكين 2.7% مقارنة بالسنة الماضية للربع الرابع على التوالي الذي يسجل انكماشاً. وتراجعت الرواتب بمدينة غوانزو الجنوبية 4.5%.

مخاطر انكماشية تهدد الصين

تبرز البيانات وجود مخاطر انكماشية متنامية تواجهها الصين خلال 2024، والتي تؤثر على توقعات نموها. يعني تراجع سوق العمل أن السكان يمكنهم تخفيض إنفاقهم، ما يفاقم الضغوط الهبوطية على أسعار المستهلكين التي تتراجع فعلياً بأكبر وتيرة منذ 3 أعوام.

نشاط المصانع في الصين يتراجع لأدنى مستوى في 6 أشهر

كما أنه ينذر بالسوء على صعيد سوق العقارات، التي تواصل أسوأ فترات التراجع بالتاريخ. وفي ظل توقعات الدخل غير المؤكدة، يمكن للأسر الاستمرار في تأجيل مشترياتها من المنازل وتجنب الحصول على قروض عقارية.

شهدت رواتب الصين تخفيضات كبيرة عبر مختلف أنحاء الاقتصاد خلال 2023 بما فيها التكنولوجيا والقطاع المالي، وبين موظفي الحكومات المحلية كذلك، نتيجة حملات الإجراءات التنظيمية الصارمة وضغوط المالية العامة. بالإضافة ذلك، تتعرض الشركات أيضاً لضغوط جراء ضعف الطلب المحلي والخارجي على منتجاتها.

تراجعت رواتب الموظفين المبتدئين فيما يطلق عليها قطاعات الاقتصاد الجديدة، بما فيها السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وهبط متوسط الرواتب 2.3% إلى 13758 يواناً خلال ديسمبر بالمقارنة مع السنة السابقة، بحسب بيانات استطلاع رأي خاص أجرته شركتا "كايشين إنسايت غروب" (Caixin Insight Group) و"بيزنس بيغ داتا" (Business Big Data).

البطالة في الصين

كشفت تفاصيل معدل البطالة الرسمي في الصين أن أكثر من خمس الشبان الباحثين عن الوظائف لم يعثروا على وظيفة حتى يونيو الماضي، قبل أن تتوقف سلطات الإحصاء عن نشر الأرقام. ويُعزَى ذلك جزئياً إلى التفضيل المتنامي من قبل الشركات للعمال أصحاب الخبرة، الذين يبدو أنهم قبلوا بأجور أقل وساعات عمل أطول جراء القلق إزاء مستقبل وظيفتهم. وتقول الحكومة الصينية إنها تعمل على توضيح بيانات البطالة المعقدة بصورة أفضل.

ويقترب مؤشر ثقة المستهلكين الصادر عن المكتب الوطني للإحصاء من مستوى منخفض هو الأقل تاريخياً حتى نوفمبر الماضي، وهو الشهر الأخير الذي تتوافر عنه بيانات.

ويأخذ المؤشر في الاعتبار تقييم الأشخاص لمستويات دخولهم ووظائفهم واستعدادهم للإنفاق. كما يُظهر أن الثقة لم تتحسن حتى الآن عن مستويات 2022، عندما كانت عمليات الإغلاق جراء تفشي وباء كوفيد -19 ما تزال سارية.