سوق الطروحات الأولية الأميركية تعول على "الفيدرالي" لإنعاشها

المستثمرون بالاكتتابات العامة يتطلعون لإطلاق المركزي الأميركي إشارة البداية

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مع بداية العام الجديد، تتسابق مجموعة من الشركات المرشحة لطرح أسهمها للاكتتاب العام في السوق المالية الأميركية، التي شهدت إحجاماً عن مثل هذه الصفقات خلال العامين الأخيرين.

ففي الأسبوع الماضي، تقدّمت "برايت سبرينغ هيلث سيرفيسز" (BrightSpring Health Services)، المدعومة من شركة "كيه كيه آر" (KKR) لإدارة الأصول، وشركة "آمر سبورتس" (Amer Sports)، صانعة مضارب التنس الشهيرة "ويلسون"، بطلبات لطرح أسهمها، ومن المتوقع أن تجمع كل منهما ما لا يقل عن مليار دولار.

تتركز الأنظار بشكلٍ خاص على الاحتياطي الفيدرالي لمعرفة خطواته المرتقبة المحفزة لعمليات الطرح الأولي، وما إذا كان استقرار الأسواق يمكن أن يسهم بتحول العدد القليل من طلبات الاكتتاب حالياً إلى طوفان من هذه الصفقات.

بالنسبة للمصرفيين والمستثمرين، فإن قرار البنك المركزي الأميركي بشأن وتيرة تخفيض أسعار الفائدة يحتلّ مقدمة اهتماماتهم، ويوازي درجة الاهتمام بازدهار أسواق الأسهم بعد أن كسر مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أطول سلسلة أسبوعية من المكاسب منذ ما يقرب من 20 عاماً.

اقرأ أيضاً: خفض أسعار الفائدة المرتقب يبشر بانتعاش اقتصادي على غرار الثمانينيات

ويرى المراقبون أنه لا بد من حدوث تطور بعد ندرة الطروحات الأولية على مدى عامين. فوفقاً لحسابات أجرتها "بلومبرغ"، أنهت سوق الإدراج العالمية للأسهم الجديدة أسوأ عام منذ 2012، إذ جمعت عمليات الإدراج في الولايات المتحدة ما يعادل 8.3% فقط من الأموال المستقطبة خلال سنة 2021 المتميزة.

تطورات مشجعة

تراكم عدد طلبات الشركات التي يُحتمل أن تطرح أسهمها، بالإضافة إلى ارتفاع التداول في الأسواق إلى مستوى يقل بنسبة 2% فقط عن أعلى مستوياته على الإطلاق، قد يدفع مزيداً من الشركات إلى التقدم للحصول على موافقات للاكتتاب العام في الأسابيع المقبلة.

تُعتبر "ريديت" (Reddit) و "شي إن" (Shein) و"جنرال أتلانتيك" (General Atlantic) من بين شركات عديدة أفادت "بلومبرغ نيوز" أنها تستعد للطرح العام الأولي في أقرب وقت هذا العام. وبطبيعة الحال، سيُقبل المستثمرون على الشركات التي تحقق نمواً وأرباحاً أو التي في طريقها إلى تحقيق الأرباح، بينما قد تضطر شركات أخرى إلى الانتظار.

مايك بيلين، رئيس خدمات الاكتتاب العام في "برايس ووترهاوس كوبرز"، قال: "يرغب الناس في التفاؤل، لكننا نرى بعض الشركات تبطئ خطوات طرح أسهمها لوقت لاحق من هذا العام أو في 2025. ومن ناحية أخرى، بلغت شركات كثيرة مرحلة النضج، وقامت بزيادة حجم أعمالها وعادت إلى التركيز على سبل زيادة الربحية، وهي أسماء معروفة في السوق ورائدة في مجالها".

الاختبار الأول

الاختبار الأول للعام الحالي سيأتي في وقتٍ لاحق من هذا الأسبوع، عندما تقوم شركة "سميث دوغلاس هومز" (Smith Douglas Homes) بتسعير طرح أسهمها. وأظهرت مستندات عملية الاكتتاب المودعة أن الشركة سوّقت ما يناهز 7.7 مليون سهم بسعر يتراوح بين 18 و21 دولاراً. وبالتالي، يُرجّح أن تجمع الشركة ما يصل إلى 161.5 مليون دولار من إدراج أسهمها، وفق تقييم يقارب المليار دولار، استناداً لحسابات "بلومبرغ".

بدوره، يرى أيفري سبير من "رينيسانس كابيتال" (Renaissance Capital) أن "أي شركة تبلغ قيمتها السوقية مليار دولار تمثل نقطة بيانات مهمة بالنسبة لسوق الإصدارات الأولية. غير أن مثل هذه الشركات فريدة في نوعها، وتتطلّع للاستفادة من الرياح المواتية للخفض المتوقع في أسعار الفائدة من قِبل الفيدرالي، ونشاط صفقات قطاع بناء المنازل، لكن أي صفقة يتم إنجازها بهذا الإطار قد تساعد على تشجيع الشركات الأخرى".

الانتخابات الرئاسية

تزيد الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام من الضغوط على الشركات للمضي قدماً في طرح أسهمها بشكلٍ عاجل. بالنسبة إلى أندرو إبستاين، الشريك المؤسس في "كليفورد تشانس" (Clifford Chance)، الذي يركز على أسواق رأس المال، "لم يأتِ بعد أوان معرفة ما ستؤول إليه أوضاع السوق". ويرجّح أن تظهر قوة دافعة للطروحات العامة الأولية مع توافر الفرصة في يوليو أو أغسطس.

وأضاف: "ما نقوله دائماً لعملائنا الذين يدرسون الطرح الأولي هو أنهم لا ينبغي أن ينتظروا ظروفاً مثالية حتى يبدأوا ذلك، فالفرص تظهر وتختفي بسرعة، وإذا كنتم تفكرون بطرح أسهم شركتكم للاكتتاب للمدى القريب أو المتوسط، فعليكم بدء الاستعداد لهذه الخطوة من الآن".