"الفيدرالي": مرونة الاستهلاك تدعم الاقتصاد الأميركي وتعوض ضعف التصنيع

ساعد الإنفاق الاستهلاكي المرن في دفع الاقتصاد الأميركي خلال الأسابيع الأخيرة، مما عوض الضعف في قطاعات أخرى مثل التصنيع، حسبما ذكر بنك الاحتياطي الفيدرالي في تقرير "بيج بوك" (Beige Book)، والذي يرصد موقف الأعمال على مستوى المناطق.

قال التقرير، الصادر أمس الأربعاء إن إنفاق المستهلكين جاء متوافقاً مع التوقعات خلال العطلات في معظم مناطق الولايات المتحدة وتجاوز التوقعات في ثلاث مناطق، بما في ذلك نيويورك.

أفادت غالبية المناطق وجود "تغيير طفيف أو عدم حدوث أي تغيير" في النشاط الاقتصادي خلال هذه الفترة، لكن الشركات كانت متفائلة بشكل متزايد بشأن المستقبل.

أضاف التقرير: "بشكل عام، أشارت معظم المناطق إلى أن توقعات شركاتها للنمو المستقبلي كانت إيجابية، أو تحسنت، أو كلا الأمرين".

يتضمن التقرير، الذي قام بتجميعه بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باستخدام المعلومات التي تم جمعها في 8 يناير أو قبل ذلك التاريخ، قصصاً وتعليقات حول ظروف العمل في كل منطقة من مناطق الاحتياطي الفيدرالي الـ12.

خفض أسعار الفائدة المرتقب يبشر بانتعاش اقتصادي على غرار الثمانينيات

يعتمد مسؤولو البنك المركزي بشكل متزايد على هذا النوع من المعلومات لتقييم مسار الاقتصاد والتضخم. في حين أن الإحصاءات الحكومية تمثل المعيار الذهبي للبيانات الاقتصادية، فإنه عادة ما تكون تقارير الأداء الاقتصادي عبارة عن تقارير تستند إلى نظرة للوراء، وتخضع لإعادة النظر.

بشكل عام، لاحظت الشركات تراجع الضغوط التضخمية في تلك الفترة، بما في ذلك أن "زيادة حساسية أسعار المستهلك أجبرت تجار التجزئة على تضييق هوامش ربحهم والتراجع بدورهم عن جهود مورديهم لرفع الأسعار". وذكرت الشركات في معظم المناطق أمثلة على استقرار أسعار المدخلات أو انخفاضها.

هدوء سوق العمل

مع ذلك، أشارت جميع المناطق تقريباً إلى وجود علامة أو أكثر من علامات تباطؤ سوق العمل، حيث لم يشهد أكثر من نصفها تغييراً يذكر في مستويات التوظيف الإجمالية. وتتوقع الشركات في العديد من المناطق أن ينخفض ​​نمو الأجور بشكل أكبر خلال العام المقبل.

يتم نشر "بيج بوك" قبل أسبوعين من كل اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تضع السياسات النقدية. ومن المتوقع أن تترك اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سعر الفائدة القياسي دون تغيير للاجتماع الرابع على التوالي عندما يجتمع صناع السياسة النقدية يومي 30 و31 يناير. ونظراً لانخفاض التضخم بشكل أسرع من المتوقع، فقد يناقشون أيضاً موعد البدء في خفض أسعار الفائدة.

يلين تعلن تحقيق الاقتصاد الأميركي الهبوط السلس

تشير تقديرات بنك أتلانتا الفيدرالي الأخيرة إلى أن الاقتصاد يتجه نحو النمو بوتيرة سنوية قوية بلغت 2.4% في الربع الرابع. على الرغم من أن هذا سيكون تباطؤاً عن وتيرة النمو الرائعة التي شهدها الربع الثالث بنسبة 4.9%، فإن مرونة الاستهلاك تواصل دفع الاقتصاد إلى الأمام.

ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية في ديسمبر بأقوى وتيرة في ثلاثة أشهر، متجاوزة توقعات الاقتصاديين، حسبما أظهرت بيانات وزارة التجارة يوم الأربعاء.

في الوقت نفسه، انخفض مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل حاد خلال العام الماضي. وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع المؤشر الأساسي بنسبة 1.9% في نوفمبر على أساس سنوي لمدة ستة أشهر، وهو أقل بقليل من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.