غياب الاكتتابات الكبرى يهبط بقيمة طروحات الشرق الأوسط 51% في 2023

إرنست ويونغ: 10.7 مليار دولار حصيلة 48 اكتتاباً عاماً في المنطقة خلال 2023

رجل يمر أمام شعار السوق المالية السعودية "تداول" في مقر السوق بالعاصمة السعودية، الرياض
رجل يمر أمام شعار السوق المالية السعودية "تداول" في مقر السوق بالعاصمة السعودية، الرياض المصدر: أ.ف.ب
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهدت أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 48 طرحاً عاماً أولياً في عام 2023، بحصيلة إجمالية 10.7 مليار دولار، وساهمت خمس عمليات إدراج، معظمها في قطاعي الطاقة والخدمات اللوجستية، بنسبة 58% من إجمالي عائدات الاكتتاب، وفق "إرنست ويونغ". مع ذلك، سجلت المنطقة العام الماضي انخفاضاً بنسبة 6% في عدد الاكتتابات العامة الأولية وتراجعاً بنسبة 51% في عوائد الاكتتابات على أساس سنوي.

أشار التقرير إلى أن شهية الطروحات تأثرت بعدة ظروف منها أسعار الفائدة والعوامل الجيوسياسية وتقلبات سوق الأسهم وتذبذب أسعار النفط، وغاب عن المشهد الطروحات الكبرى مثل التي جرت في 2022 مثل "أمريكانا" و"أرامكو السعودية لزيوت الأساس" (لوبريف)، والحفر العربية.

خلال الربع الرابع من عام 2023، جرى طرح 19 شركة بحصيلة بلغت 4.9 مليار دولار. قامت شركة "أديس القابضة" بجمع أكبر قدر من الأموال وساهمت بنسبة 25% من إجمالي عائدات الاكتتاب في الربع الأخير، تليها شركة "بيور هيلث القابضة" بنسبة 20%.

تمت جميع أنشطة الإدراج خلال الربع الرابع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وكانت مصر هي الدولة الوحيدة من خارج مجلس التعاون الخليجي التي أعلنت عن عمليات طرح عام أولي طوال 2023.

طروحات الشرق الأوسط تزدهر بنهاية العام رغم التراجع العالمي والحرب

29 طرحاً عاماً أولياً مرتقباً في 2024

تستمر ثقة المستثمرين في شركات المنطقة، حيث سجل أسهم 11 شركة جرى طرحها من أصل 19 اكتتاباً في الربع الأخير من عام 2023 مكاسب في أول جلسة تداول. وفي نهاية عام 2023، حققت أسهم 26 شركة جرى طرحها ارتفاعاً مقارنة بسعر إدراجها، وحققت شركة "أرماح الرياضية" أعلى مكاسب بنسبة 72%.

فيما يتعلق بعام 2024، أعلنت 29 شركة من مختلف القطاعات عن نيتها للإدراج، أغلبها في السعودية والإمارات، كما تتضمن 4 شركات مصرية. بدأ الربع الأول من عام 2024 بإدراج شركتين بالسعودية في "تداول" خلال يناير – وهما مجموعة "إم بي سي" التي جمعت 222 مليون دولار، وشركة الشرق الأوسط للصناعات الدوائية "أفالون فارما"، التي من المقرر أن تجمع 437 مليون دولار.

توقعات باستمرار طفرة الطروحات الأولية بالشرق الأوسط في 2024

السعودية في الصدارة

أكدت المملكة هيمنتها على نشاط الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة بـ 14 إدراجاً من أصل 19 في الربع الرابع من عام 2023. سجلت شركة "أديس القابضة" أعلى عائدات بقيمة 1.2 مليار دولار، تليها شركة "سال السعودية للخدمات اللوجستية" بقيمة 0.7 مليار دولار. تم إدراج كلتا الشركتين في البورصة السعودية (تداول). أما الاكتتابات الـ 12 المتبقية، والتي جمعت 140 مليون دولار، فقد تمت في "نمو" وهي السوق الموازية في المملكة، والتي شهدت أيضاً الإدراج المباشر الوحيد خلال الربع الأخير من 2023 لـ"شركة المجتمع الرائدة الطبية". في عام 2023، جاءت الاكتتابات العامة الأولية في السعودية من مجموعة متنوعة من القطاعات، بقيادة الطاقة 36%، والنقل 29%، والرعاية الصحية 10%.

الإمارات تسجل 4 اكتتابات جديدة

استقبلت سوق أبوظبي للأوراق المالية ثلاثة اكتتابات عامة أولية في الربع الأخير من عام 2023، بإجمالي 1.8 مليار دولار. وشملت الطروحات "بيور هيلث القابضة" بقيمة 987 مليون دولار، و"إنفستكورب كابيتال" بقيمة 451 مليون دولار، و"فينكس غروب" بقيمة 371 مليون دولار. سجلت شركة "بيور هيلث القابضة" أعلى مكاسب في اليوم الأول بنسبة 76%. بالإضافة إلى ذلك، تم إدراج شركة "تاكسي دبي"في سوق دبي المالي بقيمة 315 مليون دولار.

عمان تسجل أكبر طرح عام أولي

شهدت بورصة مسقط أكبر اكتتاب عام أولي في سلطنة عمان حتى الآن حيث جمعت شركة "أوكيو لشبكات الغاز" 772 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، يستعد جهاز الاستثمار العماني، وهو الصندوق السيادي في البلاد، لإطلاق العديد من الاكتتابات العامة الأولية وإدراج أصول الدولة لتعزيز أسواق رأس المال.

مؤخراً، خفض صندوق النقد الدولي توقعات لمعدل النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 2.9% في عام 2024، مقارنة بتوقعاته في أكتوبر الماضي، مقابل معدل نمو ضعيف بالفعل 2% في عام 2023. وخفّض الصندوق توقعاته لمتوسط أسعار النفط في 2024 إلى 79 دولاراً للبرميل، مقابل التقديرات السابقة البالغة 79.9 دولار.

تعديلات طفيفة على توقعات البنك الدولي لنمو اقتصادات المنطقة رغم التوترات

كما رجح البنك الدولي أن تنمو اقتصادات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 3.5% العام الحالي، لكنه ربط ذلك بعدم تفاقم حرب إسرائيل على غزة واتساع نطاقها، مفترضاً تحسن الأداء الاقتصادي للبلدان المصدرة للنفط، بدفعٍ من نمو الصادرات والاستثمارات غير النفطية، وانتعاش أقوى في النشاط النفطي، بعد أن شهد العام الماضي تخفيضات في الإنتاج أكبر من المتوقع.