انهيار سهم "علي بابا" بنسبة 80% قد يستمر بسبب شراسة المنافسة

الشركة أنفقت 9.5 مليار دولار لإعادة شراء الأسهم العام الماضي وترصد 12 ملياراً أخرى حتى 2025 لنفس الغرض

شعار علي بابا في المقر الرئيسي للمجموعة في هانغتشو، الصين
شعار علي بابا في المقر الرئيسي للمجموعة في هانغتشو، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد يتعين على المستثمرين الذين يأملون في انتهاء الانخفاض المستمر في أسهم "على بابا غروب هولدينغ" الصينية للتجارة الإلكترونية أن يستعدوا لفترة انتظار طويلة، إذا كانت رهانات المتعاملين في عقود الخيارات صحيحة.

تراجعت قيمة سهم المجموعة بنسبة مذهلة تصل إلى 75% مقارنةً بأعلى قيمة سجلها في عام 2020، مما أدى إلى هبوط قيمته إلى أدنى مستوى في تاريخه، وبذلك أصبحت القيمة السوقية للمجموعة تعادل قيمة شركة "بي دي دي هولدينغز" الناشئة والمنافسة لها.

وتشير أسواق المشتقات إلى مزيد من المعاناة تنتظر المجموعة، إذ تكشف فروق أسعار الخيارات ميلاً إلى زيادة التشاؤم قبيل إعلان "علي بابا" أرباحها غداً الأربعاء.

كان من أكثر عقود خيارات الشراء تداولاً يوم الإثنين عقدٌ يراهن على انخفاض سهم "علي بابا" بنسبة تتجاوز 10% مع نهاية أبريل القادم. ومع ذلك، قفز السهم بنسبة 7% في بورصة هونغ كونغ يوم الثلاثاء وسط بعض التفاؤل بتحقيق أرباح إيجابية، لاسيما في ضوء تقديم موعد الإعلان عن نتائج الأعمال.

يُنتظر أن تكون إيرادات مجموعة "علي بابا" عن الأشهر الثلاثة حتى نهاية ديسمبر قد ارتفعت بنسبة 5.6% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وهو أدنى معدل للنمو منذ 9 أشهر، وسط ظروف اقتصادية صعبة وزيادة معدلات الخصم. وقد انخفضت تقديرات الأرباح المتوقعة بالنسبة للشركة بنحو 4% على مدى الشهر الماضي.

شراسة المنافسة في الصين

أصبحت سوق التجارة عبر شبكة الإنترنت في الصين مزدحمة بالمنافسين، تواجه فيها العملاقتان "علي بابا" و"جيه دي دوت كوم" شركات جديدة، من بينها شركة "دوين مول" (Douyin Mall)، التي تديرها "بايت دانس" المالكة لتطبيق "تيك توك". وفي الوقت ذاته، أدى استمرار الضغوط الانكماشية وتدهور الأجور إلى اندلاع حرب أسعار يفوز فيها من يخفض أسعار المنتجات مثل تطبيق "بيندودو" (Pinduoduo)، المعادل المحلي لتطبيق "تيمو" التابع لشركة "بي دي دي".

وقال تام تسي وانغ، محلل في شركة "دي بي إس فيكرز هونغ كونغ" (DBS Vickers Hong Kong): "إن المستثمرين يركزون على مدى قدرة (علي بابا) على عبور مرحلة ضعف الاقتصاد الكلي. فالأسواق تتوقع أن تخسر الشركة جزءاً من حصتها السوقية وسط مواجهتها منافسة شرسة من أنداد مثل (دوين) و(بي دي دي). والتركيز الثاني ينصب على مدى قدرتها على جلب روافع جديدة للحفاظ على معدل نموها العام".

يتداول المستثمرون سهم المجموعة عند مضاعف ربحية يبلغ 8 مرات، قرب أدنى مستوى له على الإطلاق، مما يجعل السهم واحداً من أرخص أسهم التكنولوجيا في الصين. وفي المقابل، يجري تداول سهم شركة "سي إل بي هولدينغز" (CLP Holdings) المدرجة في بورصة هونغ كونغ على مضاعف أرباح متوقعة يصل إلى 13 مرة تقريباً، معادلاً لمضاعف الربحية على مؤشر "هانغ سنغ" لقطاع التكنولوجيا (Hang Seng Tech Index).

أنفقت شركة "علي بابا" 9.5 مليار دولار في إعادة شراء الأسهم خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، وتقول الشركة إنها ما زالت تحتفظ بنحو 12 مليار دولار أخرى حتى نهاية عام 2025 لإنفاقها على إعادة شراء الأسهم. وقد تنفق نصف ما لديها من تدفقات نقدية حرة على إعادة شراء الأسهم، وربما تعلن كذلك عن توزيع أرباح استثنائية بعد التخارج من بعض الشركات، وفقاً لتصريحات رونالد كيونغ، المحلل لدى "غولدمان ساكس غروب"، الذي يوصي بشراء أسهم "علي بابا" استناداً إلى جاذبية قيمة السهم.

التركيز على النشاط الرئيسي

لا يشعر المتعاملون في عقود الخيارات بالدرجة ذاتها من الثقة، مع ارتفاع حجم تداول خيارات الشراء في الأيام الأخيرة. وتراهن السوق على حركة السهم بنسبة 5.6% في أي الاتجاهين مباشرة في أعقاب الإعلان عن نتائج الأعمال يوم الأربعاء، وإن حدث ذلك فإنها ستكون أكبر حركة للسهم بعد إعلان الأرباح منذ عامين.

"علي بابا" تدرس بيع سلسلة مراكز التسوق في أحدث خطوة للإصلاح

تشمل الإصلاحات التي تقودها الإدارة الجديدة للشركة تقليص حجم الأنشطة غير الأساسية، وزيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وأعمال التوسع عالمياً. وتركز الشركة على الأنشطة الرئيسية، بما في ذلك تحويل الموارد من موقع "تي مول" (Tmall) إلى منصة "تاوباو" (Taobao) بهدف تلبية الطلب على المنتجات رخيصة الثمن، ولو أن ذلك سوف يستغرق وقتاً حتى تظهر نتائجه.

وسيؤدي التركيز على الأسعار الرخيصة إلى ضعف نمو الإيرادات، ويقول محللو بنك "جيه بي مورغان تشيز"، ومن بينهم أليكس ياو: "إن لذلك بالتأكيد أثراً سلبياً على ثقة المستثمرين وسعر السهم في المدى القريب". وفي الشهر الماضي، خفض أليكس ياو تقديراته لأرباح "على بابا" بنسبة 30% عن العام الجاري، وقال إن معدل النمو في النشاط الأساسي للشركة على الأرجح "سيظل بطيئاً في الفصول الأربعة المقبلة".