عمليات إعادة شراء قياسية للأسهم الصينية بهدف انتشال السوق

الشركات تهرع لإنقاذ نفسها وسط تدهور تقييمات الأسهم وحكومة بكين تطلب المساعدة

تمثال ثور أمام مبنى بورصة شنتشن في شنتشن، الصين
تمثال ثور أمام مبنى بورصة شنتشن في شنتشن، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تكثف شركات الصين عمليات إعادة شراء الأسهم، ضمن حملة إنقاذ موسعة لوقف انهيار سوق الأسهم بنحو 7 تريليونات دولار والتي تحتل المركز الثاني على مستوى العالم.

أنفقت الشركات المدرجة في البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ نحو 14 مليار يوان (1.9 مليار دولار) و21 مليار دولار هونغ كونغ (2.6 مليار دولار) على التوالي في عمليات إعادة شراء الأسهم الشهر الماضي، وهو رقم قياسي لم يظهر منذ عام 2021 عندما بدأت بلومبرغ في تجميع البيانات.

على الصعيد التاريخي، كانت عمليات إعادة شراء الأسهم من الأدوات التي استخدمتها بكين بشكل متكرر لدعم السوق المتراجعة، وجددت السلطات دعواتها يوم الثلاثاء للشركات لإعادة شراء الأسهم بهدف المساعدة في استقرار الأوضاع.

ورغم الجهود الجماعية، فإن المبلغ عادة ما يكون أصغر من أن يحدث أي فرق في السوق التي ما تزال تعتمد على تدخل الدولة بشكل أكبر وحزم التحفيز السياسية الضخمة لتجاوز الأزمة.

محاولات إنقاذ ذاتية للشركات الصينية

قال جيان شي كورتيسي، مدير الصناديق في شركة "جي إيه أم إنفستمنت مانجمنت" (GAM Investment Management): "إن عمليات إعادة شراء أسهم الشركات ومشتريات ما يعرف باسم (الفريق الوطني) تعد إشارات إيجابية"، ويشير مصطلح "الفريق الوطني" هنا إلى الصناديق الحكومية المكلفة بدعم الأسواق.

وأضاف: "تعرف الشركات أعمالها بشكل أفضل من المستثمرين الخارجيين، وتبين عمليات إعادة الشراء القياسية من جانبها أنها ترى أن أسهمها مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية في سوق الأوراق المالية".

اقرأ ايضاً: بكين تنقذ أسهم الصين من الانضمام لتراجع أسواق آسيا الجماعي

قادت شركتا "واكشي آي تك" (WuXi AppTec) و"ويل سيمي كوندكتور" (Will Semiconductor)، اللتان تراجعت أسهمهما مؤخراً بسبب المخاوف من العقوبات الأميركية، موجة عمليات إعادة الشراء في بورصات البر الرئيسي الشهر الماضي. وفي هونغ كونغ، تصدرت كل من عملاقة التكنولوجيا "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings) وشركة التوصيل الكبيرة "ميتوان" (Meituan) هذه العمليات.

مع ذلك، ظهر التأثير المحدود لمحاولات الإنقاذ الذاتية هذه من قبل الشركات المدرجة، وفشلها في إنقاذ سوق الأسهم المتدهورة، عندما خسر مؤشر "سي إس آي 300" في البر الرئيسي الصيني نحو 6.3% من قيمته الإجمالية خلال الشهر الماضي.

أسهم الصين تعاود الارتفاع

شهدت الأسهم الصينية صعوداً نادراً بالأمس بعد تعثرها في مستهل هذا العام، وجاء ذلك الارتفاع بعد ظهور مزيد من العلامات الملموسة على تقديم دعم سياسي أقوى، بما في ذلك تعهد الصندوق السيادي في البلاد بزيادة حيازاته من الصناديق المتداولة بالبورصة. كما أدت الأخبار التي تفيد بأن المنظمين يخططون لإطلاع الرئيس شي جين بينغ على حالة الأسواق، إلى تعزيز التفاؤل بشأن ضخ مزيد من الجهود المنسقة.

وول ستريت تتجاهل الصين وتراهن على الهند في تحول تاريخي للأسواق

واستمر الارتفاع اليوم الأربعاء، مع تقدم مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 0.3% إضافية في التداولات لمبكرة. كما صعد مؤشر الشركات الصينية المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 1%.

قال كيني وين، رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة مؤسسة "كيه جي آي إيشا" (KGI Asia): "قديماً كان يُنظر إلى عمليات إعادة الشراء عادة على أنها إشارة إلى وصول السوق إلى أدنى مستوى على المدى القريب، لكن الأمر مختلف هذه المرة لأن المشكلة في الصين هيكلية. وحتى لو استطاعت بعض إجراءات الشركات تحقيق انتعاش على المدى القريب، فهذا لا يعني أننا خرجنا من الأزمة بعد".