تقرير: بنوك روسية ربما استبدلت الذهب بالدولار للالتفاف حول العقوبات

شركة استخبارات أميركية: مؤسسات روسية استوردت ما يعادل 82 مليون دولار خلال الربع الأول من 2023

مجموعة من سبائك الذهب غير المختومة
مجموعة من سبائك الذهب غير المختومة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبدو أن بعض البنوك الروسية تلاعبت بالحظر المفروض على شحن الدولار واليورو إلى البلاد من خلال تداول الذهب في الإمارات العربية المتحدة وتركيا، وفقاً لبحث أجرته شركة استخبارات مالية.

فُرضت عقوبات على تصدير الأوراق النقدية إلى روسيا بعد غزو الكرملين لأوكرانيا. وأظهر تقرير أعدته شركة "ساياري" (Sayari) أن المؤسسات المالية، بما فيها "لانتا بنك" (Lanta Bank JSC)، التي يمتلك أصحابها شركة تعدين الذهب "جي في غولد" (GV Gold) وبنك واحد على الأقل غير خاضع للعقوبات، استوردت خلال الربع الأول من 2023 ما يعادل 82 مليون دولار، لكن بعملات اليورو والدولار والدرهم الإماراتي.

لم تتمكن "بلومبرغ" من التحقق بشكل مستقل من كافة البيانات التجارية وبيانات الشركة، كما لم يتضح بعد ما إذا كانت البنوك تواصل استخدام استراتيجية الذهب مقابل النقد.

الذهب مقابل العملات النقدية

قال زاكاري تفاروزنا، كبير المحللين لدى "ساياري"، إن بيانات الشركة أظهرت أن العديد من المقرضين الروس استمروا في شحن الذهب مقابل الأوراق النقدية حتى يوليو أو أغسطس من العام الماضي على الأقل، ويبدو أن تسليمات الذهب توسعت لتشمل هونغ كونغ، إضافة إلى الإمارات وتركيا.

جمعت مزودة المعلومات المتعلقة بالمخاطر التجارية، ومقرها واشنطن، بيانات خاصة بالتجارة الروسية من خلال ما يسمى بـ"فواتير الشحن"، والتي تتضمن عادةً أسماء المستوردين والمصدرين، بجانب تفاصيل أخرى تتعلق بالشحنات. تُظهر البيانات أن العديد من الكيانات التي استُخدمت لشحن النقود إلى روسيا استوردت أيضاً الذهب من هناك خلال فترات زمنية مماثلة.

روسيا تقر قانوناً يتيح مصادرة أصول منتقدي الحرب على أوكرانيا

تدفقت الصفقات الدائرية الواضحة عبر شبكة من الوسطاء، وفقاً للتقرير، الذي أوضح أن البيانات لم تُظهر من هم الأفراد النهائيون الذين تسلموا العملات، أو ما إذا كانت لديهم صلات بكيانات روسية خاضعة للعقوبات.

لم يرد المكتب الصحفي لـ"لانتا بنك" على الأسئلة المرسلة عبر البريد الإلكتروني. ولم تستجب وزارة الخارجية الإماراتية لطلب التعليق من قبل "بلومبرغ"، فيما امتنعت الحكومة التركية عن التعليق.

نقص الدولار واليورو

واجهت روسيا نقصاً في الدولار واليورو بعد استبعادها بشكل متزايد من النظام المالي الغربي. وربما تكون بعض البنوك في البلاد سعت للوصول إلى العملات لتسهيل الواردات والمعاملات الأخرى.

هذا التكتيك أصبح واسع الانتشار بعد فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قيوداً للحد من وصول روسيا إلى العملات الغربية كجزء من العقوبات المفروضة رداً على حربها ضد أوكرانيا، وفقاً لبحث "ساياري". وتأتي العديد من الجهات التنظيمية الأميركية ضمن قائمة عملاء الشركة.

تعد روسيا ثاني أكبر منتج للذهب في العالم، حيث تستخرج أكثر من 330 طناً من المعدن الثمين سنوياً. وكانت في السابق واحدة من أكبر الدول المُصدرة، لكن شحناتها إلى المراكز التجارية مثل لندن ونيويورك توقفت في أعقاب العقوبات المفروضة على شركات التعدين والمقرضين.

اقتصاد الحرب ينعش الصناعة الروسية للعام الثالث على التوالي

منذ ذلك الحين، رفعت روسيا مبيعاتها المحلية وانتقلت إلى طرق تصدير بديلة. وأصبحت تركيا والإمارات مركزين رئيسيين في بداية الحرب، لكن حصة كبيرة من تجارة الذهب انتقلت إلى هونغ كونغ بسبب العقوبات الأميركية على كبار شركات التعدين في روسيا خلال 2023.

تُصنف الإمارات وتركيا والصين الآن ضمن أهم الشركاء التجاريين لروسيا. فمنذ نهاية 2023، زاد المقرضون في البلدان الثلاثة من فحص المعاملات المرتبطة بروسيا لتجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية.

كذلك، استخدمت موسكو هذه الدول الثلاث للالتفاف حول القيود التجارية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على التكنولوجيات الرئيسية، مثل الرقائق المتقدمة، التي تستخدمها روسيا في إنتاج الأسلحة.