صناديق التحوط تتخلى عن رهانات شراء الفرنك السويسري

الإحجام عن الفرنك يأتي وسط تكهنات بتخلي "المركزي" عن العملة واحتمالات خفض الفائدة

فرنكات سويسرية ورقية
فرنكات سويسرية ورقية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحولت صناديق التحوط إلى موقف تشاؤمي إزاء الفرنك السويسري بعد أسبوع واحد فقط من زيادة الرهانات على الشراء، وسط تكهنات بأن البنك المركزي لم يعد يدعم العملة من خلال المشتريات، وربما يخفض أسعار الفائدة قريباً.

تظهر البيانات الأسبوعية للمراكز الصادرة من لجنة تداول السلع الآجلة أن الصناديق بأدوات الرفع المالي، وهي مجموعة من اللاعبين في السوق بما في ذلك صناديق التحوط، قد تحولت إلى المراكز البيعية الصافية للفرنك في الأسبوع المنتهي في 6 فبراير. ويُعد هذا تغيراً مفاجئاً عن الأسبوع السابق، عندما كانت السوق في أكبر مراكز الشراء منذ نوفمبر.

تأتي عملية تغير المراكز هذه في الوقت الذي أشارت فيه بيانات البنك الوطني السويسري (SNB) التي صدرت الأسبوع الماضي إلى أن البنك المركزي كان يتحول أيضاً ليصبح بائعاً صافياً. قالت في ديسمبر إنها لن تركز بعد الآن فقط على شراء العملة.

الفرنك السويسري يسجل أعلى مستوى له منذ أربعة عقود مقابل الين

ضغوظ هبوطية

شكّلت مشتريات البنك المركزي السويسري دعماً رئيسياً للعملة، التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2015 مقابل كل من الدولار واليورو، مما فرض ضغوطاً هبوطية على أسعار المستهلكين. لكن مع تراجع التضخم عن السقف الذي حدده البنك البالغ 2% ودعوة صناع السياسات إلى إنهاء دورة التشديد في الشهر الماضي، يبدو أن الاتجاه المتشدد آخذ في التضاؤل.

قال ساشا كيفر، مدير الأصول في "بي كيه بي برايفت بنك" (Pkb Privatbank AG) في لوغانو: "لا تزال السوق تنتظر إشارة أكثر وضوحاً وانفتاحاً من البنك المركزي السويسري، وليس من المستغرب أن بعض مراكز الرفع المالي بدأت تميل نحو الخفض".

أضاف أن خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك القادم في مارس قد يدفع زوج اليورو/الفرنك السويسري للارتفاع إلى 0.98، وهو المستوى المسجّل آخر مرة في يوليو الماضي.

الفرنك السويسري يسجل أعلى مستوى أمام الدولار منذ 8 أعوام

تغيير المراكز للمرة الثالثة

تمثل عملية تغيير المراكز في الأسبوع الماضي بواسطة الصناديق ذات الرافعة المالية المرة الثالثة التي تعكس فيها مسارها هذا العام. دخلت السوق عام 2024 بمعنويات متفائلة بشأن الفرنك، ثم استقرت وسط دعوات بأن تقييم العملية مبالغ فيه، قبل أن تنقلب الرهانات على المكاسب مرة أخرى- حيث أشار المحللون هذه المرة إلى جاذبيتها كعملة ملاذ.

انخفضت العملة السويسرية بنسبة 4% تقريباً مقابل الدولار منذ نهاية ديسمبر الماضي، وهو ثالث أسوأ أداء بين عملات مجموعة العشرة. وفي لندن، تم تداولها عند نحو 0.8751، مسجلة قيمة بالقرب من أدنى مستوى لها منذ منتصف ديسمبر الذي بلغته يوم الجمعة. تراجع الفرنك مقابل اليورو إلى أدنى مستويات العملة السويسرية في نحو ثلاثة أسابيع.

قال أولريش ليوتشتمان، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في "كومرتس بنك" (Commerzbank AG) في فرانكفورت: "لستُ مع الذين يعتقدون أن البنك الوطني السويسري يبيع الفرنك حالياً في السوق. لكن هناك شائعات، لذلك من الممكن أن يكون الناس في حيرة من أمرهم، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تقلبات في المراكز".

توصية ببيع الفرنك

تظهر بيانات لجنة تداول السلع الآجلة أن الصناديق ذات الرفع المالي احتفظت بـ1537 عقداً مرتبطاً بالرهانات على انخفاض الفرنك، وهو أكبر قدر منذ منتصف ديسمبر. وهذا أقل من 2433 رهاناً على الشراء في الأسبوع السابق، وهو أعلى مستوى منذ أوائل نوفمبر.

أوصى كلاوديو بيرون وأثاناسيوس فامفاكيديس، وهما استراتيجيان متخصصان في العملات لدى "بنك أوف أميركا"، ببيع الفرنك مقابل الجنيه الإسترليني واليورو، حسبما كتبا في مذكرة بتاريخ 9 فبراير.

قالا في المذكرة: "الموقف بالنسبة لضعف الفرنك السويسري من مستوى مبالغ فيه يمنع البنك المركزي السويسري عن تقليص ميزانيته العمومية، وبدأ في التدخل وأعرب عن مخاوفه بشأن قوة العملة".