أسهم الصين تستعد لعودة قوية بعد العطلة

الزيادة الكبيرة في السفر خلال السنة القمرية الجديدة تشير إلى تحسن المعنويات

تمثال ثور أمام مبنى بورصة شنتشن في شنتشن، الصين، يوم 16 يناير 2024
تمثال ثور أمام مبنى بورصة شنتشن في شنتشن، الصين، يوم 16 يناير 2024 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستعد أسهم الصين للارتفاع مع فتح السوق بعد عودة المتعاملين المحليين من عطلة السنة القمرية الجديدة، وذلك في ظل بيانات السفر والسياحة القوية التي يُتوقع أن تجلب انتعاشاً تشتد الحاجة إليه في واحدة من أسوأ الأسواق الرئيسية أداءً في العالم.

ومع إغلاق التداول في البر الرئيسي للصين من 9 إلى 16 فبراير، يُرجح أن يستفيد المستثمرون من المكاسب التي شهدتها الأسهم الصينية المدرجة في الخارج. فقد ارتفع مؤشر الأسهم في هونغ كونغ 5% تقريباً منذ إعادة فتحه يوم الأربعاء، بينما قفز المؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" (Nasdaq Golden Dragon China) بنسبة 4.3% خلال الأسبوع، مما يؤكد وجود مجال للأسهم المحلية للحاق بالركب.

انتعاش السفر في عطلة السنة القمرية الجديدة

تشير أنماط الإنفاق خلال إحدى أهم العطلات في الصين إلى أن الاستهلاك قد ارتفع حتى في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد ككل من الانكماش وأزمة العقارات. ويتوقع مراقبو السوق أن يعطي تدفق البيانات الإيجابية دفعة للأسهم على المدى القصير على الأقل، مما يساعد في جهود السلطات لإنعاش ثقة المستثمرين. ومع ذلك، يظل هناك سؤال كبير عن مدى استدامة أي انتعاش في مواجهة المشكلات الاقتصادية الأعمق.

انتعاش السفر بالعطلات في الصين يوحي بتحسن إنفاق المستهلكين

وقالت ليندا لام، رئيسة استشارات الأسهم لشمال آسيا في "يونيون بانكير بريفيه" (Union Bancaire Privee): "القراءة المبكرة لبيانات العام الصيني الجديد، من مبيعات فنادق العطلات إلى أرقام الزيارات إلى مكاو، تشير إلى نقاط مضيئة في الصناعات المرتبطة بالخدمات". وأضافت: "ينبغي أن تفتح الأسهم من الفئة الأولى على ارتفاع أقوى، مع استمرار انتعاش أسعار الأسهم على خلفية دعم الدولة"، في إشارة إلى الأسهم الصينية المتداولة في البر الرئيسي.

ارتفعت مجموعة من الأسهم الصينية في هونغ كونغ تماشياً مع بيانات العطلات التي أظهرت زيادة رحلات السكك الحديدية 61% عن العام السابق، عندما كانت البلاد تعاني من تفشي كوفيد على نطاق واسع. كما شهدت حجوزات الفنادق عبر الإنترنت والإنفاق على شركة التوصيل العملاقة "ميتوان" مكاسب كبيرة.

عقود الخيارات تتجه للشراء

أبلغت ماكاو عن أكثر من مليون زائر في الأيام الستة الأولى من العطلة، وهي أعلى نسبة منذ 2017 عندما أصبحت البيانات اليومية لمواسم الذروة متاحة، حيث يمثل سياح البر الرئيسي 77% من الإجمالي.

وقفز سهم شركة "تشاينا توريزم غروب ديوتي فري كورب" ( China Tourism Group Duty Free Corp) بأكثر من 15% في الجلسات الثلاث بعد العطلة في هونغ كونغ، بينما أضافت منصة السفر "تريب دوت كوم غروب" (Trip.com Group) ما نسبته 7%، وارتفع سهم كل من "ميتوان" وشركة التجارة الإلكترونية "جيه دي دوت كوم" (JD.com) بأكثر من 10%.

نمو الائتمان في الصين يقفز لمستوى قياسي في يناير بعد التحفيز

وتشير بيانات عقود الخيارات إلى أن المتعاملين يتحولون إلى الشراء. وبات المؤشر "هانغ سنغ تشاينا إنتربرايسيز إندكس" (Hang Seng China Enterprises Index)، الذي يقيس الفرق بين طلب المستثمرين على الشراء والبيع، الآن يميل بمعدل 25% لصالح شراء العقود التي تنتهي صلاحيتها في مارس.

وسعت السلطات إلى وقف تراجع الأسهم قبل العطلة، مع قيام صناديق الدولة بزيادة المشتريات، وإجراء عدد كبير من التعديلات التنظيمية لتقليل ضغوط البيع، واستبدال مفاجئ لرئيس هيئة تنظيم الأوراق المالية. مكنت هذه التحركات المؤشر "سي إس آي 300" القياسي من الارتداد من أدنى مستوى له في خمس سنوات والصعود 5.8% في الأسبوع السابق للعطلات.

تثبيت سعر الفائدة

سيكون استمرار الارتفاع أمراً محورياً لثاني أكبر سوق في العالم الذي فقد شعبيته لدى المستثمرين بعد سلسلة من الخسائر استمرت لعدة سنوات. اختار مديرو الأموال العالمية عدم التعامل في الأسهم الصينية، إذ أدى التوتر الجيوسياسي وسيطرة بكين الشاملة على القطاع الخاص إلى عرقلة عمالقة التكنولوجيا في الصين.

ويعلق المتعاملون آمالهم على مزيد من الدعم السياسي عبر المجال النقدي والمالي، بالإضافة إلى خفض نسبة متطلبات الاحتياطي. وستكون هناك مراقبة عن كثب لأي علامات تحفيز تظهر قبل الاجتماعات السنوية الرئيسية في مارس، حيث تعلن القيادة عن هدف النمو الاقتصادي وأهداف التنمية.

الصين تبقي على أسعار الفائدة دون تغيير للحد من تقلبات اليوان

وأبقى البنك المركزي الصيني اليوم الأحد سعر الفائدة الرئيسي ثابتاً في إطار سعيه لحماية اليوان من التقلبات واسعة النطاق، بينما يقيم تأثير إجراءات الدعم الأخيرة.

وأبقى بنك الشعب الصيني سعر الفائدة على قروضه لعام واحد دون تغيير عند 2.5%، كما توقع معظم الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع بلومبرغ.

قال شين مينغ مدير شركة "تشانسون آند كو" (Chanson & Co) في بكين: "الصناديق ذات المراكز الخفيفة قبل العطلة قد تكون أسرع في إضافة أسهم من الفئة الأولى الآن بعد أن أصبح الوضع أكثر ملاءمة، مع سيولة أفضل بعد خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي، ورئيس جديد في لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية وقوة الاستهلاك من عطلة العام القمري الجديد".

مؤشر الأسهم الصينية يهوي

فقد المؤشر "سي إس آي 300" أكثر من 40% من قيمته منذ الذروة التي بلغها في 2021، متأثراً بضوابط كوفيد الصارمة في البلاد، والحملات التنظيمية، والانتعاش الاقتصادي غير المتكافئ بالإضافة إلى التوتر الجيوسياسي.

وبعيداً عن الانتعاش المحتمل على المدى القصير، تتعمق الشكوك إزاء آفاق السوق على المدى الطويل. فقد أظهر أحدث استطلاع لـ"بنك أوف أميركا" لمديري الأموال العالميين أن البيع على المكشوف للأسهم الصينية، والتي كانت ثاني أكثر التداولات نشاطاً لأشهر، أصبح أكثر رواجاً. وقال ثلث المشاركين إنهم سيزيدون مخصصاتهم إذا رأوا سياسة مالية أقوى لتعزيز القطاع العقاري.

المراهنة على هبوط الأسهم الصينية في هونغ كونغ تنتعش رغم صعود المؤشر

وقالت ديزي لي، مديرة الصناديق في "إي إف جي أسيت مانجمنت" (EFG Asset Management): "سيظل الشراء من قبل الفريق الوطني هو العامل الرئيسي الذي يدعم السوق الصينية على المدى القصير". وأضافت: "في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، سيعتمد الأمر على الهدف الذي تحدده الصين للنمو الاقتصادي وعجز الميزانية لهذا العام".